هل يضحك الخليفة حتى يستلقي؟!

نجد في بعض مصادر الأدب العربي الكبرى (الأغاني مثلاً) مواقف كثيرة يصف فيها الخليفة بأنه (ضحك حتى استلقى على قفاه!)..

أو ضحك بشدة حتى فحص الأرض بقدميه!!

أو أغرورق الخليفة في الضحك - أو أغرق - حتى دمعت عيناه واهتزت أعضاؤه وربما دقّ الأرض بقديمه!.. وكأنه معتوه!!

وردت مثل هذه الأوصاف في كتاب (الأغاني للأصفهاني) كثيراً، وفي العقد الفريد أحياناً، وفي (نوادر الأصمعي) وفي (ملحق الأغاني) لابن منظور، وفي غيرها من مصادر الأدب الكبرى والمعتمدة، فضلاً عن خرافات ألف ليلة وليلة!..

إن العقل السليم لا يقبل تلك الصورة الهزلية (حتى كأنها كاريكاتير) عن خلفاء عظام يديرون ويملكون أكثر من نصف الكرة الأرضية أمثال: (هارون الرشيد، والمأمون، والمتوكل، والمعتصم بالله) ونحوهم..

فمن خصال الوجهاء - فضلاً عن الخلفاء - الوقار والهيبة والبعد عن كل ما يجرح المروءة، أو يخدش الشخصية، ولا يمكن لعاقل أن يضحك حتى يستلقي على قفاه، أو يفحص الأرض برجليه، أو يقوم بحركات بهلوانية تدخل في باب السخف والتفاهة وخفة العقل.

ولكن ذلك جاء من باب التجني وتشويه صورة الخلفاء، وهو أمر ظاهر الكذب.

Share

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0