ابيعك ياثور من غير ذارب ... ابيعك من عاركين العيوني

ابيعك ياثور من غير ذارب ... ابيعك من عاركين العيوني
اذا كثر الزاد ياعود غنوا ... واذا قل ياعود ما عذروني

طبعا هذه الابيات نابعه من إحساس أب يحب ابناءه ويتمنى لهم حياه سعيده ويحاول ان يوفر لهم لقمة العيش الكريمه تحت اي ظرف وكما تعلمون اجدادنا عاشوا في ظروف قاسيه وكانت القريه لا ياتي اليها من الخارج اي محصول زراعي فهم يعتمدون على الله ثم على ماتنتجه مزارعهم من الحنطه والذره والحبش والشعيروغيره من المنتوجات الزراعيه الصيفيه والشتويه بالنسبه للكماليات مثل الشاهي كانوا في حقبه زمنيه سابقه لا يهتمون به كثيرا وانما كانت قهوة البن هي الاساس والبن ياتي اليهم من اليمن عن طريق القوافل التي تاتي من اليمن الى مكه وعبر الطريق الرئيسي من بني مالك ويقايضون البن بالحب لكن هذا الاب كان يملك (ثور) يستعين به على حرث الارض مع شخص اخرلا يملك هو الاخر الا (ثور) وكل يوم يعملون بالسانيه في مزرعة احدهم وهكذا حتى ينتهي موسم الحصاد.

لكن في تلك السنه اجدبت الارض ولم يكن هناك زراعه ولا حرث وبهذا لم يستطيع هذا الشخص توفير المعيشه الكافيه لاسرته المكونه من عدد من الاطفال واتخذ قرار بان يبيع الثورالذي قال عنه انه لا يوجد فيه اي عيب ( ابيعك ياثور من غير ذارب) ليشتري بثمنه (الحب ) ولكن وجد معارضه من احد كبار السن من اقاربه الذي نصحه بعدم بيع الثور لكن فسر اصراره على البيع بقوله لا يوجد زاد في البيت والاطفال لا يعلمون عن الظروف المعيشيه اي شي فهم اذا توفر ازاد واكلوا حتى الشبع قاموا يغنون ويلعبون في ارجاء البيت (اذا كثر الزاد ياعود غنوا ) و(اذا قل ياعود ماعذروني ) واذا لم يجدوا ماياكلونه ظلوا يبكون وما يقبلون اي عذر وهذا ما جعلني ابيع الثور رغم الحاجة اليه .. كانت الظروف صعبه نحمد الله في هذا الزمان على هذه النعمة التي لم يقدرها الكثير من الناس.... اسال الله ان يديم علينا وعليكم نعمة الاسلام والامن والامان في بلاد الخير بلاد الحرمين وان يحفظ ولاة امرها انه على كل شي قدير .