اللهجة المحلية في منطقة بني مالك

اللهجة المحلية في منطقة بني مالك

 

اللهجة المحلية في منطقة بني مالك

تعتبر منطقة بني مالك الطائف من أقرب الناس تحدثاً بالفصحى وهذا ليس من مخيلتي حيث ذكر عمرو بن العلاء اليشكري أحد أعلام اللغة أن أفصح الناس سراة هذيل ثم يليها سراة بجيلة ثم سراة الأزد، وبرز من هذه القبيلة أكثر الناس فصاحة وأجودهم خطابة، خالد بن عبد الله القسري (المالكي) أمير مكة والعراقيين في عهد عبد الملك بن مروان (أنظر: كتاب الفهرس لابن النديم وسير أعلام النبلاء، ترجمة القسري، وآخرين) وبما أن أبناء هذه المنطقة في الوقت الحاضر قد أهمل في التحدث ببعض المفردات ظناً منهم أنها غير صحيحة وذلك بسبب الهجرة الكبيرة إلى المدن مما حدا ببعضهم إلى استخدام مفردات جديدة لا تعرف في السابق وربما تكون ضعيفة في المعنى عامية في الأصل، وربما الشيء الكثير لدى كبار السن وشعراء المنطقة الكبار من المفردات اللغوية الصحيحة التي ربما الكثير منها لم يسجل من قبل علماء اللغة في بعض الكتب مثل كتاب تاج العروس، البحر المحيط، المخصص لابن سيده، نهج البلاغة للزمخشري، مختار الصحاح، المصباح المنير، لسان العرب، معجم تاج العروس.

ولقد ذكرت هذه الكتب لتعريف القارئ بها للاستفادة ولو هب أبناء الجامعات المختصين في علوم اللغة العربية وجمعوا ما يمكن جمعه من مفردات لم تسجل في الكتب المذكورة وذلك على مستوى المملكة العربية السعودية للمحافظة على لغة القرآن الكريم.

أ - من أسباب صفاء اللهجة المحلية في المنطقة:
الجدير بالذكر أن جماهير قبائل العرب أقروا بعض اللهجات ولم يعيبوا على أهلها التحدث بها. واستنكروا على بعض القبائل في لهجاتها فعابوا على أهلها التحدث بها (أنظر: كتاب لغة القرآن، ص37) وذلك مثل:
الكشكشة:فيقولون عيناش – عيناك
الكسكسة:أكرمتس – أكرمتك
العنعنة:عني سمعته – أني سمعته
الفحفحة:علت الحياة لكل عي = حلت الحياة لكل حي
الجعجعة:عمي عويف وأبو علج = عمي عويف وأبو علي
الوتم:عمرو بن يربوع شرار النات = عمرو بن يربوع شرار الناس
الاستنطاء:تهان الجلال وتنطي الشعيرا = تهان الجلال وتعطي الشعيرا
أنظر المرجع السابق للاستزادة:
أما من ناحية اللهجة في منطقة بني مالك فقد خلت مما ذكر فذلك ربما كان أحد أسباب صفائها حسب ما ذكر العلامة اللغوي عمرو بن العلاء اليشكري.
ب – نماذج من الشعر الشعبي في المنطقة:
لقد اخترنا بعض القصائد التي وقعت في أيدينا كنماذج وهي ليست أحسن ما قيل ولكن لعدم تسجيل القصائد من قبل الشعراء والعامة فلذلك ضاع الكثير منه ولم يسجل والباقي محفوظات لدى بعض الناس في عدة مناطق في المملكة ولم نتمكن من جمعه في الوقت الحاضر وإنما سنقوم بإذن الله تعالى بجمعه في وقت لاحق ليكون في كتاب خاص عن شعراء المنطقة وبعض العادات والتقاليد إكمالاً لما نقص من هذا الكتاب ولن يتم ذلك دون المساعدة من أهل المعرفة بالشعر والعادات القديمة في الماضي، وإليكم هنا بعض النماذج المختارة وعسى أن تحوز على رضى القارئ الكريم.
ج – بعض شعراء بني مالك في الجاهلية وصدر الإسلام:
1- أحمر العتكي البجلي:
أحد بني الربعة بن مالك بن سعد بن زيد بن قسر بن عبقر بن أنمار وابن أحمر هذا إسلامي قديم وشاعر مجيد وصاف للحيات وعلى قوله احتدت الشعراء وهو القائل:
قد كاد يأكلني أصم مرقش
من حب كلثم والخطوب كثير
خلقت لها زمة عزين وراسه
كالقرص فلطح من طحين شعير

ويدير عيناً للوقاع كأنها
سمراء طاحت من نقيض برير
وكأن مرصده بكل ثنية
تلقاك كفة منخل مأطور
وكأن شدقيه إذا استقبلته
شدقا عجوز مضمضت لطهور

بجير البجلي:
القائل لأسد بن كرز البجلي في قصة مذكورة في كتاب بجيلة

أخذنا بحبل لابن قرز فغرنا=قوى مرس أسبابه غير مبرم

ذكره الأمدي في المؤتلف والمختلف.

3 – القتال البجلي:
أحد بني سمحة بن سعد بن عبد الله بن قداد بن أحمس بن الغوث ابن أنمار شاعر فارس جاهلي يقول لأسد بن كرز سيد بجيلة في قصة مذكورة.

أبلغ ربنا أسد بن كرز=بأن النأي لم يك عن تقال
حييت وكنتم لهفي عليكم=وقد تجني اليمين على الشمال

– عمر بن الخثارم أحد بني جشم بن عامر بن قداد:
يذكر ثابراً وإخراجهم أيامهم من مساكنهم ويفتخر بذلك وبإجلائهم خثعم

ونحن أزحنا ثابراً عن بلادهم
وحلى أبحناها فنحن أسودها
إذا سنة طالت وطال طوالها
وأقحط عنها القطر وأسود عودها
وجدنا سراة لا يحول ضيفنا
إذا خطة تعيا بقوم نكيدها
ونحن نفينا خثعماً عن بلادهم
تقتل حتى عاد مولى شريدها
فريقين فرق باليمامة منهم
وفرق يخيف الخيل تترى خدودها

وقال كذلك:

نفينا كأنا ليث دارة جلجل
مدل على أشباله يتهمهم
فما شعروا بالجمع حتى تبينوا
بنية ذات النخل ما يتصرم
شددنا عليهم والسيوف كأنها
بأيماننا غمامة تتبسم
وقاموا لنا دون النساء كأنهم
مصاعيب زهر جللت لم تخطم
ولم ينج إلا كل صعل هزلج
يخفف من أطماره فهو محرم
ونلوي بأنمار ويدعون ثابراً
على ذي الققنا ونحن والله أظلم
حبيبته قسرية أحمسية
إذا بلغوا فرع المكارم تمموا
منحنا حقالا آخر الدهر قومنا
بجيلة كي يرعوا هنيئاً وينعموا

وقال شاعر آخر من بجيلة حين تفرقوا بسبب الحروب التي كانت بينهم:

لقد فرقتمُ من كل أوب
كتفريق الإله بني معد
وكنتم حول مروان حلولاً
أكاسر أهل مأثرة ومجد
ففرق بينكم يوم عبوس
من الأيام نحس غير سعد

وحدثت قومي أحدث الدهر بينهم
وعهدهم بالنائبات قريب
فإن يك حقاً ما أتاني فإنهم
كرام إذا ما النائبات تنوب
فقيرهم مدني الغني وغنيهم
له ورق وللمعتفين رطيب
ونُبُئِّتُ قومي يفرحون بهلكهم
سيأتيهم مالمنديات نصيب

- ذريح بن عبد الله البجلي:

إذا ما تميمي أجن ببلدة
بكي جزعاً من لؤم أعظمه القبر
تنتج أبكار المخازي بدارهم
قديماً ويفنى قبل لؤمهم الدهر

وكان بينه وبين الفرزدق لحاء ومناقضة مذكورة في كتاب بجيلة (مذكور في الإكمال وكذره الأمدي وغيره).

– الشمردل بن حاجر الأحمسي البجلي:
من أحمس بن الغوث بن أنمار قال هذه القصيدة وهو في السجن (ذكره الأمدي حيث قال):
فإن تمس في سجن شديد وثاقه
كم فيه من حر كريم المكاسر
برئ من اللامات يسمو إلى العلا
نمته أرومات الفروع النواظر
فياليت شعري هل أراني وصحبتي
نجوب الفلا بالناجعات الظوامر
وهل أهبطن الجزع من بطن شوقب
وهل أسمعن من أهل صوت سامري

– ومن الشعراء الآخرين الذين لم نورد لهم شعراً:- عبد الله بن قلع الأحمسي البجلي.
- الأسود بن مسلمه البجلي.
- الضريس بن عبد الله بن شبل البجلي.
- صاعد الفتياني البجلي.
- محمد الفتياني البجلي.
... ذكر بعد الهجري في نوادره..
وقال البجلي يفتخر بقتل لقيط بن زرارة يوم جبلة حين اشتركت بجيلة مع بني عامر بن صعصعة تساندهم في حرب ضد عدوهم حيث قال مغزاء العرني وهو من عرينة.

ومنا الذي أردى لقيطاً برمحه
غداة الصفا وهو الكميُّ المقنع
بجياشة كبت لقيطاً لوجهه
وأقبل منها عاند يتدفق

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||