عفريت الإنترنت
- مقالات ومقابلات صحفيه منقوله
- 3/6/2014
- 1553
- منقول للكاتبه ريم السعوي - جريدة الاقتصاديه
لم تكن ثورة الاتصالات لتكتفي باختراع الأجهزة الذكية من الجوالات وتحويل مقر الإنترنت من جهاز الكمبيوتر إلى جوال متنقل بأيدينا نتصل به ونتواصل متى شئنا وبكل السبل! لم تكتف هذه الثورة باختراع أسرع وأصغر الوسائل للتواصل بين البشر، بل تتعدى ذلك لنتصل مع الجمادات من حولنا! وتحويل كل ما حولنا إلى كائن ذكي يمكن الحوار معه والاتصال به.
إذا كنت مثلي وضاع لك شيء غير الجوال فتتمنى لو أمكنك أن تتصل بهذا الشيء لتجده! محفظة مثلا أو ساعة أو نظارة ! فإن علماء التقنية لا يتركون مثل هذه الأماني "التافهة" – في نظري - قيد التمني، بل قيد التحقيق!
إنترنت الأشياء
Internet of things IoT
تم اقتراح المصطلح من كيفن أشتون في 1999، رغم أنه كمفهوم بدأ النقاش به منذ 1991.
أما تطبيقاته فهي في طور التنفيذ وتتنوع في كل الأشياء من حولنا وبحلول عام 2020 سيكون إنترنت الأشياء أمرا عاديا! فكرته باختصار أن يكون لكل "شيء" بار كود يمكن الاتصال به وبرمجته برمجة معينة للتواصل معه.
طبقا لقارتنر - وهو مركز أبحاث أمريكي لمعلومات التقنية - فإنه بحلول 2020 سيكون هناك 26 مليار "جماد" متصلا بالإنترنت! وطبقا لمركز أبحاث ABI فإن أكثر من 30 مليار جماد متصل بالإنترنت اتصالا لا سلكيا! لدرجة أنهم سموا عام 2020 سنة (إنترنت في كل شيء).
كتبوها بالإنجليزي جهازا وأترجمها (جمادا)
بالتأكيد سيحدث ذلك ثورة في حياتنا اليومية الأهم والشيء الذي يشفع لها أنها ستشمل الخدمات الطبية والنقل والمواصلات. الظريف في الحياة اليومية أن الإنسان سيتصل مع الجمادات ويحادثها! تخبره الثلاجة أنها عطشى/ الماء الذي بداخلها انتهى برسالة نصية ليحضر المزيد، وتقول له القمامة إنها على وشك الامتلاء يجب أن يفرغها! فكرة مجنونة أن تجعل الوصال حتى مع الجمادات تتحدث وتتصل وتخبرنا بنفسها. نظارة قوقل المتصلة بالإنترنت لن تكون وحدها! الإنترنت "سيتلبسنا" بنظارات وجاكيتات وساعات! عفريت الإنترنت أو غوله قادم ليكون فينا بداخلنا لكننا لن نفزع منه ولن نداويه، بل سننبهر به تماما ونسلمه أنفسنا وحياتنا طواعية.
لماذا أتخيل العالم سيصبح أكثر ضجيجا وصخبا وجنونا وسيبدو أقل توازنا وهدوءا في التواصل والاتصال مع نفسه؟
سيكون هذا الجنون جميلا فقط لو ساعد الإنسان على أن يكون أكثر هدوءا وطمأنينة! ورغم أن هذه الأفكار تخترع للحفاظ على الوقت إلا أنها أسوأ ما تكون في استهلاك الوقت ونسيان الأهم!
طرح موقع أكاديمية الإعلام الرقمي التابع لجامعة هارفارد خمسة اختراعات مبهرة ستكون مطروحة في معرض الإلكترونيات المستهلكة في كانون الثاني (يناير) العام المقبل في لاس فيجاس. ورغم خيالية أفكار الاختراعات لا أدري إن كانت فعلا لمصلحة البشرية بقدر ما أشعر بأنها "مبالغة" تفوق الحاجة 83 في المائة من خبراء التقنية يعتقدون أن ذلك مفيد للبشرية وسيتضح أثره في 2025 بحسب إحصائية مركز بيو للأبحاث. ربما أكون من مدرسة المتحفظين بهذا الشأن وربما أقتنع في النهاية، الآن مثلا لا يعنيني أن أركب سيارة «جوجل» المتصلة بالإنترنت ولا أن أرتدي نظارتها. لكن مستقبلا حين تتاح لي القيادة قد أفكر بسيارة «جوجل» الصغيرة ولو تتفضل «جوجل» علينا وتخترع سيارة غير مرئية فنقود دون أن يرانا أحد غير العفاريت ساعتها سأتأكد أنها نفعت البشرية!
أضف تعليقك على الموضوع