رمضان جئتَ ... لتشعل الأشواقا
- الشعر الشعبي والنبطي والفصيح
- 21/6/2015
- 1644
- منقول للشاعر أحمد محمد مسرع القرني
شهر أختصه الله بتنزل الرحمات والبركات من رب الأرض والسماوات، يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ )).
***
رمضان جئتَ ... لتشعل الأشواقا
والشوق يُحدِث في الجوى إحراقا
تأتي الشهور وتنقضي ولربّما
القلب .. لم يعبأْ بها ... إطلاقا
لكنْ إذا قالوا ... أهلّ هلالكم
شمس السعادة تعلن الإشراقا
شهر الفتوحات التي إنْ أقبلتْ
أطيافها فالفكر... جداً راقا
في بدرٍ الكبرى أجول بخاطري
فأرى بجولة خاطري ترياقا
وبفتح مكةَ جُدِّد العهد ...الذي
من عاشه نال السرور ولاقى
وبكُم سمعتُ القادسيةَ تحتفي
فالفرس فيها أدركوا الإخفاقا
ولقد رأيتُ المجد فيكم بادياً
ولقيتُ في حطينَ منه وثاقا
وبعين جالوتَ المغول تفرّقوا
فالذل يُحدِث خيبةً ...وفراقا
وببلدة اسطنبولَ فتحٌ حاصلٌ
بشرى الذي بلغ السماء بُراقا
ورأيتُ أندلسَ المآثر قد زكت
فاحت عبيراً عاطراً ..معباقا
رمضانُ تلك فتوحنا في عهدكم
ولَرُبّ ذكرى جاوزت أعماقا
أنتَ الذي أسقيتني يا شهرنا
كأساً من الماضي العظيم دهاقا
أسقيتني حتى ارتويتُ وربّما
يكفي الأسيف مدى الزمان مذاقا
كم خطّ شعري في مصائب أمتي
فقريضه قد سوّد ... الأوراقا
ما غاب يا رمضان عن أيامكم
أنّ الفؤاد ... بعصرنا ...قد ضا
ما زال يثعُب جرح أقصانا الذي
كم ظلّ ينعى العهد ... والميثاقا
واليوم يا شهر الفتوح قيودنا
بيد الهوان ولم نرى إعتاقا
فلَكَم بدتْ في أرضنا من غصةٍ
فالشام ينعى ليبيا ... وعراقا
وهناك في اليمن الحزين كسيرةٌ
تبكي العناء وتشتكي الإملاقا
وببلدة الأحواز ما جلب الأسى
فالدمع فيها ضيّق ...الأحداقا
وهناك في الأفغان ألف شظيةٍ
كم خلّفت ميْتاً ثوى ... ومعاقا
وهناك في الصومال أحبابٌ لنا
ولسانهم الجوع لفّ ... الساقا
وهناكَ، ليت هناك يوماً تنقضي
مهما أُعدّد لن ... أحيط نطاقا
يا شهر تنزيل الكتاب تقدّستْ
آياته ... فأضاءتِ ... الآفاقا
هلاّ بنصرٍ ... منْزَلٍ ممن علا
ليزيلَ بأساً قد لوى... أعناقا
ويعيدَ مجداً قد تطاول عهده
ما زلتُ من زمنٍ له مشتاقا
أنتَ الذي رب الخلائق خصّكم
بفريضةٍ قد .... هذّبت أخلاقا
قد خصّها الرحمن جلّ جلاله
فثوابها عن وصفنا قد فاقا
يا ليت بعض المسلمين بها زكى
حتى يودِّع .... فتنةً ..وشِقاقا
ويكون عضواً نافعاً في أمةٍ
نادت لقمع .... حقوقها أبواقا
فرسٌ ورومٌ نحو قصعتها سعوا
وتسابقوا نحو المنال سباقا
فأتيتَ يا رمضانُ تهتف قائلا:
خلّوا خلافاً قد أضاع وِفاقا
ما زلتُ أبصر، والحديث لشهرنا
فيكم دعيّاً يخدم... استشراقا
تبِع اليهود أو النصارى وارتضى
تقليد غربٍ فانحنى ...وانساقا
متعلمنٌ يسعى لينثر كيده
وأراه ينشر في الجموع نفاقا
ولقد رأيتُ ضديده من قد هوى
ليكفّر الأجناس ... والأعراقا
فسعى ليحدِث فجوةً ما بينكم
وبغى ليُزهق روحه إزهاقا
ظنّ البعيد بأنه ..جلب الدوا
فاستجلب الغسلينَ والغسّاقا
فسألتُ، لا زال الحديث لشهرنا
من هؤلاء؟ فقد عصوا خلاّقا
فأجبته: ضدانِ .. عاشا واقعاً
الدمع صار .. بجهلهم رقراقا
أو لم نكن يوماً بسابق عصرنا
نرجوهُمُ عند المصاب رفاقا
فأطحتَ سُلّم مكرهم يا شهرنا
وردمتَ بعد سقوطه أنفاقا
لا غرْو إن جابهتهم فحشرتهم
وجعلتَ أصفاداً .. لهم ووثاقا
أو لم يُصفَّدْ فيك أكبر ماردٍ
من كان يُحسَب في الأذى عملاقا
شكراً لكم يا شهر خير تنافسٍ
صوماً صلاةً ... عمرةً إنفاقا
أرسلتَ نحو العابدين رسالةً
ومدادها ... حبٌ يُرى.. دفّاقا
أنّ التنافس ليس في مزيونةٍ
شهباءَ فاقت في الجَمال نياقا
أو أنّ ذلك في برامجَ أُنتِجت
باسم العروبة وصفها ما لاقا
(أيدولها) يُدلي لنا من خبثه
و(ستارها) لم يستر الفُسّاقا
رمضانُ إنك قاطنٌ .. بقلوبنا
كم قد أذبتَ من الهوى عُشّاقا
فلأنتَ منحة خالقٍ متفضلٍ
ما زال يُغدِق فضله إغداقا
كل الجنان إذا قدمتَ تفتّحتْ
وتقول هيّا من يريد ... عِناقا
والنار فيك تقول هيّا سارعوا
فمنافذي قد أُحكِمتْ إغلاقا
والله يمنح فيك عفواً للذي
ركب الذنوب إذا وعى وأفاقا
فاهتف معي شهر الصيام مردِّدا:
يا ربِ ... أعطِ لأمتي ... أرزاقا
واجمع بدينك شملها حتى ترى
نصراً يُرفرف في الذرى خفّاقا
أضف تعليقك على الموضوع