الخلاف بين قبائل بجيلة (بني مالك) وعمر الشداد

الخلاف بين قبائل بجيلة (بني مالك) وعمر الشداد

 

من خلال تواصلي مع بعض المهتمين بعلم الأنساب وتاريخ القبائل التابعة لمحافظة أضم بالليث في إنلرة منطقة مكة المكرمة، من قبيلة بني مالك،
اتضح لدي أنهم يزعمون أن بجيلة (بني مالك) آخر قبيلة استوطنت حقال، وأن بجيلة لم تغادر حقال، ولم تخرج منها، ويستدلون على ذلك بأن المؤرخون لم يذكروا جلاء بجيلة من حقال، وقد كان بعضهم يزعم بأن (الصهبة) من عمر الشداد، هم من بني (صهيبة) البجلية، معتمدا في ذلك على تشابه اﻷسماء،
ورديت عليه بأن (صهيبة) من بجيلة لم تنزل حقال، وأن من استوطن حقال من بجيلة هم بني (قسر) وبني (أحمس) ولايعقل أن يستطيع بني (صهيبة) أن ينتزعوا من تلك القبيلتين التي تعد من أشهر وأقوى قبائل بجيلة حقال ويتفردوا بها، والتاريخ لم يذكر ذلك، على افتراض أن (الصهبة) من بني (صهيبة) البجلية التي لاتذكر شيئا في قبائل بجيلة العريقة، وهذا كافيا لبطلان زعمه الذي بناه على تشابه اﻷسماء،
والرواية التي تذكرها القبائل التي تسمى ب(الصهبة) في حقال وكساب وذنباء هي كما يلي:
أن بني ثور الذين يطلق عليهم بالثورة، قد نزلوا حقال في عصر من العصور لايعرف بتاريخ محدد، وقد وجدوا هذه الديار خاوية على عروشها ولاحياة فيها، وفي رواية من كبار السن أن عدد بني (ثور) الذين نزلوا حقال كانوا اثنا عشر رجلا ومعهم أهلهم، هم وأبناء عمومتهم (الزهارنة) و(العصمان)،
فاستقر بني (ثور) في (حقال)، بينما اتجهت قبيلة (الزهارنة) جنوب غرب حقال واستقروا في (ذنباء)، أما (العصمان) فاتجهوا إلى جنوب شرق حقال واستقروا في (كساب) ثم تسموا ب(الصهبة) من عمر الشداد ويضاف عليهم (المذارعة)، للتفريق بينهم وبين بقية قبائل عمر الشداد والذين تسموا ب(آل مريم)، ﻷن الرابط بين (الصهبة) هو رابط النسب الذي لا يلتقون فيه مع بعض قبائل عمر الشداد الذي أصبح شبيها بالحلف لدخول قبائل أخرى فيه، ومن تلك القبائل التي تعد من عمر الشداد قبيلة المعالية من (آل مريم) فهم صحيح من عمر الشداد ولكن ليس لهم علاقة ب(الصهبة) من حيث النسب، فقبيلة المعالية هي قبيلة أزدية قحطانية نزحت من ديارها اﻷصلية إلى جبل (العلنصا) وسكنوا أسفل منه في الجهة الغربية قبل أن يستقروا في أطراف حقال بعد ذلك، والدخول في قبيلة عمر الشداد واﻹنتساب إليها، وبذلك تتضح لنا العلاقة بينها وبين قبيلة عمر الشداد والمتمثلة في الحلف والنصرة فيما بينهم، والمصاهرة، باﻹضافة إلى السكن في حقال،

ولايزال الخلاف بين بني (مالك) من بجيلة، وقبيلة عمر الشداد، فهم يعتقدون بأن حقال ديار بجلية وكل من فيها يعود أصله إلى بجيلة، غير أن بعضهم قد اعترف بأن (الثورة) ليسوا من بجيلة، ولكن بعض قبيلة عمر الشداد قد يكونوا من بجيلة ولكنهم يجهلون نسبهم،
فهم لا يعتدون بالروايات التي يذكرها كبار السن من الثورة والتي تقول أن أجدادهم نزلوا حقال فوجدوها خالية على عروشها ولاحياة فيها،
ولو افترضنا أن بني ثور قد نزلوا حقال فوجدوا بها قبائل من بجيلة يستوطنونها، يلزمنا القول إما بأن بني ثور وأبناء عمومتهم الذين نزلوا معهم وأعني (الزهارنة) و(العصمان) قاموا بإجلاء قبيائل بجيلة من حقال واستوطنوها، وهذا لا يمكن تصديقه لأن عددهم قليل، ﻷن بني ثور لايزيد عددهم عن اثنا عشر رجلا، والزهارنة والعصمان عددهم أيضا قليل ولايمكن أن يكونوا أضعاف أضعاف بني ثور ولو افترضنا أنهم كانوا كذلك فلن يزيد عددهم عن مائة رجلا مجتمعين سويا، فهؤلاء لا طاقة لهم بمثل اﻷمر،
أما القول اﻵخر فهو أن يكون بني ثور قد تحالفوا مع قبائل بجيلة في حقال واستقروا بها، وهذا أيضا لايعقل، فكيف أن يأتي اثنا عشر رجلا من بني ثور ويتحالفون مع بجيلة ثم يسيطروا بعد ذلك على حقال كاملة دون أن يذكر لنا التاريخ أنهم استطاعوا على إخراج بجيلة من حقال،

ختاما: يظل اﻷمر غامضا غير واضح، وكلا الطرفين متمسكا برأيه، ما لم يظهر لنا نصا واضحا مذكورا في كتب التاريخ وهذا متعذرا لن جميع كتب التاريخ التي وصلتنا لم يذكرو لنا شيئا عن حقال بعد أن استقرت بها بجيلة، ولذلك فأبناء بجيلة (بني مالك متمسكون برأيهم ويحتجون بأن بجيلة آخر من استوطن حقال،
وقبيلة (الثورة) من عمر الشداد، يحتجون بالراويات التي وصلتهم من كبار السن والتي تقول بأنهم استوطنوا حقال بعدما وجدوها خالية من السكان، وأنه لم يذكر لهم من كبار السن بأنهم قاموا بإجلاء بجيلة من حقال واستوطنوا مكانهم،
وقد طرحت سؤالا مفاده:
بما أن حقال منذ أمد بعيد وهي موطنا لقبيلة الثورة إلى عصرنا الحاضر، ما هو ردكم؟
ولم يستطع أحد منهم أن يوضح هذا اﻷمر، غير أن بعضهم يزعم بأن الثورة من بني صهيبة البجلية،
وهذا مردود عليه فلايوجد في بجيلة بطن يعرف ببني ثور، أضف على ذلك أن كبار السن لايعلمون إلا أن بني ثور و بعض أبناء عمومتهم من قبيلة عمر الشداد أصلهم ونسبهم في (خندف)، ولاعلاقة لهم تربطهم ببني مالك من حيث النسب، وليس لهم حدود معهم، وإلا فكيف يعلم كبار السن من بني مالك أن أصلهم من بجيلة، ولايعلم كبار السن من قبيلة عمر الشداد أيضا بأن أصلهم من بجيلة، بل يدعون نسبا ليس لهم به علاقة وهو قولهم بأنهم من (خندف)… .

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 3 وإجمالي التقييمات 9

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||