الملحمة الكبرى

الملحمة الكبرى

 

الملحمة الكبرى
(في الشام منح عظيمة في محن عظيمة) نسال الله ان ينصر الاسلام والمسلمين كلمات الشاعر الكبير الدكتورعبدالرحمن العشماوي

ملاحِمُ الشَّامِ تجري في رَوابِيها
حرباً تُؤجَّجُ في شتَّى نواحيها

تجري بحاراً من الأحداثِ مائجةً
تكاد تغمر دنيانا دواهِيها

تجري أمام عيون النَّاسِ بارِزةً
قد أشْبَهَتْ مابَدا منهَا خوافيها

ملاحِمُ الشَّامِ تفسيرٌ يُعلِّمُنا
منَ الأحاديثِ ماتخفي معَانِيها

رسالةٌ من إلهِ العَرشِ تُنذِرُنا
منَ الأعادي التي تعدُو عوادِيها

وللبشارَةِ فيها مايُبشِّرُنا
بأنَّ أمَّتنا تصحو غَوافِيها

ملاحِمُ الشَّامِ تمهيدٌ لمَلحَمةٍ
كُبرى على مستوى الدُّنيا وما فيها

تُلَمْلِمُ الشَّمل في مصر الإِبَاءِ وفي
بَغْدادِنا ، وتُباري من يُبارِها

وتبلُغُ المغرب الأقصى بشَائرها
يَطوِي بساط الهَوى والوهمِ طاوِيها

وترسُمُ اليمنَ المحبوب خارِطةً
خيوطُ حاضرها شُدَّتْ بماضِيها

تُبَشِّرُ المسجدَ الأقصَى بمَلْحمَةٍ
تُحرِّكُ الأرضَ قاصِيهَا ودَانِيها

ملاحِمُ الشَّامِ أبوابٌ مُفتَّحةٌ
على انتصارٍ كبيرٍ في مَغَانِيها

فيها برَغمِ مآسيها وقَسْوَتِها
بشارةٌ سوف تنسينا مآسيها

تجمَّعتْ في ربوعِ الشَّامِ ألْوِيةٌ
للرُّومِ والفُرسِ قد بانَتْ مَرامِيها

شواطِيء البَحرِ فيها كلُّ حامِلةٍ
للطَّائراتِ بهَا ضجَّتْ مرَاسِيها

والأرضُ في شَامِنا الميمونِ قد جَمعتْ
مايثقلُ الأرضَ من أعْدى أعادِيها

لكِنَّها جَمَّعتْ أبطالَ أُمَّتِنا
كأنَّهم فوقَها إحدى رواسِيها

ملاحِمُ الشَّامِ للأمجادِ نافِذةٌ
وأَخْسَرُ النَّاسِ فيها مَن يُجافيها

تهُزُّ غوطتهَا أحداثُ دابقها
هَزَّاً سيرفَعُ فيها شأنَ حَامِيها

لاتَسْألوا حِمصَها عنْ ليلِ حسرتِها
لكنْ سلوا فجرَها لمَّا يُوافِيها

سَلوا دِمَشقَ ورِيفاً قد أحاطَ بها
عن رَوضِها حينَما تَجري سواقِيها

ولتَسألوا حلَباً عن صرْحِ عِزَّتِها
لَـمَّا يُنادي بِما تهوى مُنَادِيها

لا تسْألواقسوةَ الباغي وخِسّتَه
لا تسألوا فرقةً بانَتْ مَخَازِيها

سَلوا رُبى الشَّامِ أعلاها وأسفلَها
مَاذا ستحمِلُ من خيرٍ أيَادِيها

كأنَّني بجيوشِ الغَاصبين رمى
بها إلى خيبةِ الإذلالِ رامِيها

الفرسُ والرُّوم والحِزبُ الذي ذهبتْ
بهِ إلى الموت أحقادٌ يوارِيها

وكُلُّ طائفةٍ بانَتْ مَطامِعُها
وكلّ من باتَ من قومي يُوالِيها

وكلَّ منْ خدَعوا شامَ الإباءِ ومنْ
تاهَتْ قوافلهم فيها وحادِيها

كأنَّني بهم ارتدَّتْ جحافلهم
يذوقُ رائحها ماذاقَ غَادِيها

إنِّي أرى فِرقَ الإلحادِ جاثِيةً
على طريقِ الرَّدى ، ياقبحَ جَاثيها

إنِّي أراهم كأعجاز النّخيل هَوى
فيها على ساحَةِ الإذلال خاوِيها

كأنَّني برياحِ الذُّلِّ تطمُرُهم
بِعما تسُوقُ إليهِم من سوافِيها

نعم، ملاحمُ شام العزِّ تُحزِننا
ولا غرابَةَ أن تبكي بواكيها

فالخطب فيها كبيرٌ والقلوب بها
وجِيبُها من جراحاتٍ تُعانِيها

قتلٌ وهدمٌ وتشريدٌ وطائفةٌ
بغَى على شامِنا الميمونِ باغيها

لكنَّها في طريقِ النَّصر ملْحَمةٌ
كُبرى سيُنشِدِ لحنَ النَّصرِ شاديها

بُشرى لمِصْرَ وللشَّامِ الأبِيِّ ويا
بُشرى لبغْدادِنا فالخيرُ آتِيها

ياأمَّةً مايزال المجد في دَمِها
يجري ، وإن جرَّها للذُّلِّ غاويها

ملاحِمُ الشَّام سُحْبٌ سوف تمنحُنا
غيثاً منَ الهِمَّة الكبرى غَواديها

ملاحمُ الشَّام تمحُو صفحةً كُتِبتْ
فيها مَذَلَّتُنا ، تمحو حَواشِيها

وتكتُبُ المجدَ أسفاراً مسطَّرةً
حروفُها بدماءٍ فاحَ زاكِيها

غداً أذكِّركم بالنَّصرِ تُعلِنُهُ
قصيدتي وبهِ تشدو قوافيها

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||