قصص وحكايات من التراث العربي
- القصص والروايات
- 13/1/2016
- 3256
- منقول بالتصرف
من منا لم ترتعد مفاصله عند غروب الشمس في وسط الخلاء وصوت أمه أو جدته يرن في أذنيه : عد إلى البيت قبل الغروب وإلا أكلتك امنا الغولة !!!،
ولماذا سماها العرب بهذا الاسم والذي انتقل منهم إلى الغرب بنفس اللفظة (goul) إن كان خرافة فما سر انتشارها هذا الانتشار الواسع .إن كانت حقيقة.
فأين تعيش ؟ وكيف تتكاثر ؟ وكم ولداً تضع ؟ وماذا تأكل ؟
الغولة في لسان العرب هي : حيوان خرافي له عين واحدة في وسط وجههة ولون حدقتها احمر شديد اللمعان وتعيش علي اكل لحوم البشراحياء ومن الجدير بالذكر ان قبيلة عربية كانت تعيش قديما في شبه الجزيرة العربية كانت تعرف بأسم الغول وكان افرادها يأكلون لحوم البشر احياء.
اما امنا الغولة في القصص الشعبي وخاصة المصرى فهي تلك الساحرة الشريرة ذات الوجة القبيح والمخيف التي استعملت سحرها في التفريق بين الشاطر حسن وست الحسن والجمال.
كنا نسمع زمان قصص أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة والجنى أبو عين زجاج وأبو زبعبع وشمشون الجبار الذى هدم المعبد وكنا نخاف وننام !
ولما كبرنا عرفنا انها أساطيروخرافات وأن الناس تحكيها لأولادها لكى ينامواومن الجدير بالذكر أن قصة شمشون ودليلة وقوته التى فى شعره وانه هدم المعبد (علي وعلى أعدائى ) اكتشفت انها فى الكتاب المقدس فى التوراة فى العهد القديمأذن الغوله هل:
هي إنسان ؟ أم حيوان ؟ أم جان ؟ أم مزيج من هذه المخلوقات كلها ؟
لها جسد إنسان وفم وحش كاسر وأقدام حمار !!!
لماذا ما زال المصريون وكثير من العرب يقولون (أمنا الغوله)
وهذا الكائن نفسه يعرفه كل اهل الخليج بإسم ام الولدان و هى عباره عن انثى جميله تجوب الشوارع فى الليل و تغرى شاب ثم تأخذه الى مكان خرب وعندها تتحول الى وحش قبيح و تلتهمه وهى تتسبب فى اجهاض الحواملوقتل الاطفال الرضع اما فى مصر فقد طورها الخيال كالعادة الى ( النداهه ) التى تجوب الشوارع ليلا و تنادى بإسم الشخص ثم تأخذة الى مكان مهجور و هناك تتحول الى وحش
و ايضا ( أمنا الغولة ) و هى كائن بشع يأكل الاطفال و هكذا الخيال دائما ليس له حدود .
ويقولون فى وصفها بأن عينها حمراء وحولاء، شعرها منكوش وأنفها أفطس وقبيح، وفمها الواسع يبرز أنيابها المسنونة، التى تستطيع أن تضع طفلا كاملا فى الفرق بينها، تجلس بجسدها البدين على ضحيتها حتى تطلع روحه.
الغولة أنواع كثيرة،تجمعها كلها فكرة الشر والقبح، الشر الذى لا يحاول إخفاء أنيابه وأسلحته، بل يستقوىبها، حتى يمنعك من الاقتراب من عرينه أساساوالغولة أيضا لقب يطلق على المرأة فى واحة سيوة بمصر التى يتوفى زوجها، فهم يعتقدون أن الأرملة لديها عين قوية حسودة تجلب سوء الحظ لمن تقع عليه.
وتحدثت العرب عن مخلوق خبيث غريب بالأوصاف المذكورة أعلاه فكان كأنه حيوان ثم أصبح نصف حيوان ونصف إنسان ، ومرة أصبح شيطان ؛نظراً لكونه ماهر في التغول ؛ الاختفاء والتماهي ، وتطورت الأسطورة واختلفت من لسان إلى لسان ؛ وزعمت حكايات ألف ليلة وليلة أن الغول عملاق الجسد ضخم يأكل الناس والأغنام والأطفال ؛ وأنه إذا ُضِرب بالسيف ضَربة واحدة ، قام يستجدي قاتله ويرجوه أن يثني عليه بالسيف ليريحه من العذاب وهذا قمة الغدر والخداع وذلك أن الغول إذا ضرب مرة واحدة بالسيف مات ببطء ولكن إذا ضربناه مرة أخرى عادت له الحياة من جديد وانتفض حياً ليأكل قاتله ؛ فلذلك كانت الأميرة توصي فارس أحلامها بأن يضرب الغول ضربة واحدة فقط وتؤكد عليه بأن لا يكرر ضربته مهما استجداه الغول ورجاه ، وهذه هي الحكاية والصورة التي انتقلت إلى الأدب البريطاني خاصة والغربي عامة حول الغول،،،
أما العرب في الجاهلية فقد ظنوا أن الغول هو سحرة الجن ، وأن الغولة تخرج للمسافر وقد تحولت وتشكلت على شكل حيوان أليف أو امرأة فاتنة بارعة الجمال حتى إذا ما وثق بها المسافر أو أفضى إليها ليأخذ منها مرادة امتصت دمه وأكلت لحمه وافترسته ،،،
وقد انتقلت هذه الصور إلى العديد من أفلام الرعب الغربية الحديثة وكثيراً ما عمّم العرب على الشياطين والجان لفظة غول ؛ وربما أطلقوا الغول على كل كائن يغوي ويغتال المسافر ، سواء إنسان أو حيوان أو ثعبان أو شيطانأما في الأدب الشعبي وكذلك أحياناً في الأدب الجاهلي فالغولة أو الغول تحكي الحكايا وتقرض الشعر وتلقى القصائد ، وقد تقدم الخدمات الخارقة ، كأن تقول للمسافرالذي أنقذها أو أنقذ أولادها أعطني أصبعك أمصه لك ، فإن فعل ذلك كانت تلك الأصبع بإذن الله شفاء لكل داء ، وكرامة وسراً وبركة.
العلاقة بين السلعوة والغوله
كانت تطلق ألفاظ الغولة على زوجة الأب التي تتقن فن التزين والتزلّف للأب الغافل المسكين وهي تخطط للفتك بابناءة من زوجته المرحومة ؛ بل وتضع لهم الدبابيس في الشوربة للتخلص منهم على غفلة من الأب المخدوع، تمهيداً للفتك به هو أيضاً والسيطرة على البيت، ومن أسماء بنات الغولة (حيّاسة) و(ميّاسة) كما كنا نسمع من جدتنا رحمهاالله ،وقد قالت العرب الغول بالضم هي السعالي ؛ جمع سعلاة ولقد نفى الرسول عليه الصلاة والسلام خرافة الغول ولكنه أثبت بقوله الكريم : ( لا غول ؛ ولكن السعالي ) وقالوا أن السعالي هي سحرة الجن ، أقول وفي هذا التفسيرعودة للخرافةوالأسطورة إذاً فماهي السعالي ، او ما هي السعلاة ،،،السعلاة هي ما يعرف في مصر بالسلعوة ؛ وهي رديف الغولة عند العرب، فيقولون :(إلهي تاكلك سلعوة يا بعيد )ويقولون عن المرأة المتوحشة الحيزبون : سلعوة ، وكذلك نقول عنها (شيبه) .
وفي الأساطير والحكايات الشعبية المصرية وردت السلعوة في حكاية فلاح مصري كان قد تزوج بامرأة غريبة فانجب منها ولدين : الأول أسماه محمد والثاني محمدين ، ولكن سعادة هذا الرجل لم تدم مع زوجته المخلصة إذ أنه تنبه إلى أنها تغافله حتى ينام وتخرج تحت جنح الظلام وتعود قبل الفجر وتنام ، فتتبعها الزوج ليلة من الليالي فإذا ها تخرج إلى القرية المجاورة فتلتقي أختاً لها ، فتتحولان إلى سلعوتين وتمضيان إلى المقابر فتنبشانها وتأكلان الجثث وعندما استعصى على الأخت إخراج إحدى الجثث قالت الزوجة لها اكسري عنقها ، فلما رأى الرجل ذلك خاف على نفسه وعاد لبيته وانتظر عودة الزوجة ، فلما عادت ، تظاهر أنه استيقظ من نومه وطلب منها كوباً من الماء من الزير فقالت له : إني أخاف عندما أملأ الكوب من صوت قعقعة الماء في الزير ، فقال لها : ( تخافين قعقعة الماء في الزير ولا تخافين كسرالرقاب في المقابر) فعلمت أنه كشف أمرها ، فاكفهر وجهها واشتعلت النار في عيونها
وشمرت عن أنيابها وقالت :
( والله لولا محمد ومحمدين ، لشربت دمك الساعة ومزقت لحمك إرباً )ثم مضت وغادرت المنزل دون أن تنسى أن توصيه بولديها خيراً ، فالتقت أختها وأخبرتها أن امرهما انكشف فانطلقتا معاً نحو البرية إلى مكان مجهول ولم تعودا حتى يومنا هذا ، ولكن ذريتها من أهل مصر كانوا يفاخرون بأنهم أبناء السلعوة ،ويقولون عنها أمنا ( وهذا والله أعلم مصدر قولنا أمنا الغولة) والتي تطلق تهكماً على من تدعي الحنان والرحمة وأنيابها تقطر بدم الغدر،من هنا وجدنا أن الغولة التي كانت تغتال الناس في أسفارهم وكانت تخطف الصغار وتأكلهم هي نفسها السلعوة ، والتي عرفها العرب قديماً بالسعلاة مفرد سعالي.
في أدب فلسطين وخصوصاً في ما عرفته من قصص الدوايمة وعراق المنشية وردت الكثير من الحكايا عن الغولة أو الغول والتي كانت توصف بأوصاف أقرب ماتكون إلى امرأة أو رجل على حد سواء بالأوصاف المذكورة أعلاه من طول للأيدي واتساع للفم وحدة للأنياب واحمرار للعيون ولها طبائع افتراسية حيوانية بالإضافة إلى القدرة الفائقة على الاحتيال ، ولكن احدى النساء استطاعت أن تخدع الغول عندما أقنعته أن يكمل عنها طحن الطحين لحين أن تكمل أغنيتها قبل الموت :
يا جارنا يا أبو علي *** حسّ الغولي طحن معي
يا شوشته بتنقّط زيت **** يا عيونه ظاويات البيت
فما كان من الجار الفارس الشهم أبو علي إلا وقد سمع القصيدة وأدرك معناها فتسلل بسيفه إلى بيت الجارة فأجهز على الغول ؛ فكان من دهاء المرأة وذكائها أن اغتالت الغول .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنقول
هذا ما تم اضافته من قبل (الراوي)
قصة الزوجه و البقره :
عندنا في الحزيرة العربيه نفس المسميات تقريبا السعليه والسعلو والغول وان كان هناك تفاوت في احداث القصص والروايات والوصف الحاصل في الروايات الشعبيه وخاصه في الجنوب وايضا في الحجاز ربما تكون الروايات متشابه الى حد كبير ومنها على سبيل المثال قصة البقره وهذه القصه وردت في كتاب الراوي عبدالكريم الجهيمان رحمه الله وله مولفات في التراث الشعبي ووردت من ضمنها هذه القصه وهي ايضا معروفه تقريبا على مستوى الجزيره وقد سمعتها انا منذ كنت صغيرا في القريه كانوا يحدثونا بها .
والحكايه باختصار :تقول كان هناك شخص يعيش مع زوجته في منزلهم الشعبي ويملكون بقره وذات لليله ذهبت الزوجه لتاخذ الحليب من البقره واثناء عملية الحلب تحركت الزوجه وخرج مهنا الهواء وكان له صوت فضحكت البقره واستغربت الزوجه كيف بقره تضحك عادت الى زوجها وقالت ان البقره هذي امرها غريب قد حصل منها كذا وكذا الزوج لم يصدق وقال لها انتي عندك وسواس وكنتي خايفه البقره مافيها اي شي طبعا الزوجه خافت وقالت له انا سوف اذهب الى بيت اهلي واذا تخلصت من هذه البقره رجعت قال لها مع السلامه راحت الزوجه وبقي الزوج في البيت وفي اخر الليل احس ان هناك تحركات غريبه في البيت ونظر الى البقره واذا هي تحولت الى سعليه وقالت له الان حان وقت العشاء وادرك انه لا مناص قد وقع في الفخ وهنا قال كلمته المشهور( ليتني اطعت شور امريتي).
قصة صفيه والسعليه:
ومن القصص التي تكاد تكون متكرره في كل قبيله او قريه وهي ان هناك امرآتين كانت في القريه وكن يتحدثن عن موعد في الصباح الباكر لأخذ الحطب من سفوح احد الجبال وكان هذا الكلام بينهن في وقت المغرب طبعا كل منهن حرصت على ان توفي بوعدها مع صديقتها لحاجتها للمرافقه لأخذ الحطب عند الفجر قامت إحداهن واسمها صفيه على صوت صديقتها وهي تنادي عليها عند الباب هيا هيا تاخرنا اخذت نفسها وذهبت مع صديقتها وبعد مسافه لاحظت ان صديقتها شكلها مختلف من الطول والعرض وان عيونها يكاد ينطلق منها احمرار خافت وعرفت انها تسير مع السعليه فكرت في حيله وقالت انا تعبانه وابغى اطير الشراب (عندي بول) ولكن استحي منك سوف اذهب الى وراء تلك الشجره واقضي حاجتي وان كنتي خايفه اربطي الحبل في يدي فعلت السعليه كذلك قامت صفيه وذهبت
الى الشجره وتوارات خلفها وقامت بربط الحبل في جذع الشجره واطلقت ارجولها للريح باسرع ما يمكن والسعليه مابين فتره واخرى تشد الحبل حتى تيقنت انها انخدعت وذهبت الى الشجره فوجدت الجبل مربوط فيها وانطلقت تجري وعند وصولها الى البيت وصفيه قد دخلت البيت واغلقت الباب بسرعه وكان الفارق الزمني يكاد يكون دقيقه او اقل من ذلك وقامت السعليه وضربت باسنانها في الباب وانكسر احد اسنانها في الباب الخشبي وقالت كلمتها المشهوره (ياغبني على شحمة إذنك ياصفيه) هكذا كانت احداث القصه ..
طبعا القصه الاولى كانت من مصر والقصه الثانيه كانت من الشام والقصتين الاخيرتين كانتا من الجزيره العربيه وهنا نجد تقارب في اوصاف السعليه او الغول في الوطن العربي وهناك قصص كثيره خاصه فيما يتعلق بان السعلي يموت من الضربه الاولى بالسيف واذا ضربته ضربه ثانيه فانه لا يتاثر ولكن لا يسع المقام هنا لذكرها .
أضف تعليقك على الموضوع