نسب كهلان

نسب كهلان

نسب كهلان

وهو كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام قال في العبر: وكان العدد في كهلان أكثر من حمير؛ وكانوا يتناوبون الملك مع حمير، قال في وصايا الملوك: إن حمير وكهلان لما قسم أبوهما سبأ بينهما؛ جعل السياسة لحمير وجعل أعنة الخيل وملك الأطراف والثغور لكهلان. وقد تقدم ذكرهما في أول الكتاب، وإن حمير وكهلان لم يزالا على ذلك، وكذلك أولادهما، وأولاد أولادهما، لحمير على كهلان الطاعة وكفاية ما تقلده. ولكهلان على حمير المال والنجدة. والملوك الراتبة في دار المملكة من حمير. والملوك في الأطراف والثغور من كهلان. ومقر ملوك حمير صنعاء، ومقر ملوك كهلان مأرب الذي سده سبأ أبو حمير وكهلان. ثم إن كهلان لما ولى الأطراف والثغور وأعمالها، واستقام أمره على ذلك قال لأخيه حمير: إني قد عزمت أن أبعث العساكر إلى الأطراف والثغور فمر بالمصالح لذلك، فأمر حمير بالمال والخيل والإبل والطعام والروايا وألزم على أهل مملكته أن يمتثلوا ما يوميء إليه كهلان، ثم جرد كهلان إلى أرض الحجاز جرهم، وولي عليهم رجلا يقال له هيّ بن أبيّ ابن جرهم بن الغوث بن شداد بن أَسعد بن جرهم بن قحطان، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه وقسم عليهم الخيل والعدد والسلاح. وأعطاهم الأدلاء. وكتب مع هيّ بن أبي إلى ساكني الخجاز من العمالقة بالسمع والطاعة، ورفع الإتاوه إليه. وذكروا أن هي بن ابي، خرج إلى الحجاز في قومه جرهم وأتباعهم، وأقام بها واليا عليها ، وغلب العمالقة .
قال فلما توسط إليهم من نجد هو وأتباعه ملكها وأخذ إتاوتها من أهلها، وأنفذها إلى كهلان. ثم إن كهلان دعا عمرو ابن جحدر وهو رجل من ثمود ويقال: إنه جد النبي صالح صلى الله عليه وسلم، فجرده إلى الوادي الذي ذكره الله تبارك وتعالى: (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد) أمر قومه ثمود بالمسير معه، والسمع والطاعة، وكتب له كتاباً إلى ساكني الوادي وكانو قوما يقال لهم بنو زهرة بن عملاق. قال فسار عمرو بن جحدر إلى الوادي في قومه وعشيرته: ثمود بالإبل والخيل والعدد، وأخرج ساكني الوادي منه إلى أن يسمعوا له ويطيعوا .
ثم إن كهلان أقبل على ابنه زيد بعد موت أخيه حمير، فقال له: يا بني، العم قد ولى، والأب في آخر العمر، وذكروا أن زيدا بن كهلان حفظ وصية أبيه وثبت عليها، وتقلد الهميسع ما كان يتقلد أبوه كهلان لأخيه حمير. ثم إن زيدا أرسل إلى عمال أبيه في الأطراف والثغور بتجديد العهد معهم له، فسمعوا له، وأطاعوا، ودفعوا إليه الإتاوة التي كانوا يدفعونها لأبيه، ثم إن زيدا جرد ابنه عمرا وهو أبو جذام ولخم، إلى مدين وما حولها، وعقد له الأولوية، وأعطاه الخيل والعدد والرجال، وأمرهم بالسمع له والطاعة، ودفع الإتاوات إليه .
ثم إن عمرو بن زيد بن كهلان سار إلى مدين والياً عليها حتى نزل بها وملكها، وأطاعه أهلها؛ وأخذ إتاوتها، ويقال إن شعيبا النبي عليه السلام من نسله، ثم إن زيد بن كهلان لما مات الهميسع بن حمير، أقبل على ابنه مالك يوصيه شعرا. ثم إن مالك بن زيد بن كهلان حفظ وصية أبيه، وتولى ما كان يتولاه أبوه من الثغور والأطراف، وتدبير العساكر، في طاعة الملك، أيمن ابن الهميسع. وكتب مالك إلى عمال أبيه فأجابوه بالسمع والطاعة، ورفع الإتاوة إليه. ثم إن مالك بن زيد جرد ابنه ربيعة وهو جد همدان؛ فأعطاه الخيل والعدد والرجال وعقد له الألوية على من معه، وكتب له كتابا إلى ساكني الأجواف: أهل سهولها وجبالها من بقايا عاد الصغرى التي تعرف قبورها وآثارها في الجبال والسهول، وكتابه شعرا. ثم جرد ابنه أدد بن زيد بن كهلان، وهو أبو طيء ومذحج إلى الأغراض والأسرار، من نجران، وتشلب، وبشة، والخوا، وما حولها، من البلاد المسكونة. وأعطاه الخيل والعدد والرايات. وكتب إلى ساكنيها وهم بقايا إرم بن سام بن نوح، وآثارهم بينة وقبورهم تعرف بالأرميات؛ أنها على هيئة الآكام والقباب. ثم سار أدد بن زيد بن كهلان حتى نزل ما بينهم والياً عليهم. فسمعوا له وأطاعوا، ودفعوا له الإتاوة ويأتي ذكر نسب من يتعلق بأدد في وسط هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى .

ثم إن مالكا توفي وولي الملك ابنه نبتا في طاعة الملك أيمن بن الهميسع ابن حمير، قال ثم إن نبتا أوصى ابنه ثور، أبو كندة، والغوث أبو الأزد، وذكروا أن الغوث بن نبت حفظ وصية أبيه، وعمل بها وثبت عليها، وتقلد أعمال أبيه من الأطراف والثغور في طاعة زهر بن أيمن، وكتب إلى العمال فسمعوا له وأطاعوا، ودفعوا الإتاوات إليه .
ثم إن الغوث جرد ابنه الأزد إلى الأحياء من مأرب وما حولها وأمرهم، بالسمع والطاعة له، وذكروا أن مأرب سمعت للأزد، وأطاعت له بعد أبيه الغوث، وولى ما كان يتولاه أبوه زهير بن أيمن من الأطراف والثغور، ورفعت إليه الإتاوة وجبيت لوالى بيت الملك. وكان لكل ملك الإطراف والثغور عامل من عمالها يقلد عمله الأرشد فالأرشد من ولده، واخوته، وبنى عمه، يرفع الإتاوة، ويسمع، ويطيع، ويجبي الرسوم كشأن من مضى قبله في طاعة من تقلد الأطراف، من كهلان.
ثم مأرب بن الأزد ولى الأطراف والثغور بعد أبيه الأزد، وكان عريب بن زهير قد مات، وولى الملك بعد ابنه قطن، ثم مأرب بن الأزد ولى عريبا بن زهير حين توفي، في أبيات قالها.
ثم إن مأرب بن الأزد جرد أخاه نصر بن الأزد، إلى الشحر في الخيل والعدد، وذكروا أن نصر بن الأزد سار إلى الشحر حتى نزلها، ودفعوا إليه الخراج، ومن عقبه الجلند بن كركر بن السعبر بن مسعود ملك عمان، الذي كان يأخذ كل سفينة غضبا. وظل الملك ثابتا في آل جلند يجبي إليهم في دار مملكتهم ما كان يجبي إلى الجلند.
وذكروا أن مأرب بن الأزد وصى ابنه ثعلبة بن مأرب بن الأزد في أبيات شعر. ثم إن ثعلبة بن مأرب بن الأزد حفظ وصية أبيه، وثبت عليها، وأطاع الملك قطن بن عريب، وتقلد الأعمال التي كان يتقلدها أبوه مأرب، وكتب إلى عماله في الثغور والأطراف فسمعوا له، وأطاعوا، ودفعوا الإتاوات إليه، ثم إن ثعلبة بن مأرب جرد أحمس بن عوف بن أنمار بن أراش بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان إلى الطور، وهي البلاد التي يقال لها السراة بين بواء والطائف وجرش، ثم إن أحمس ومن تبعه من حمير وكهلان نزل السراة وملكها، قال في وصايا الملوك: فسأل أبا على الحجري، عمن خرج من أنمار بن أراش، فقال أقيل بن أنمار وبقاياهم، شهران وكوف وناهس والأوس ومعد بن بجيلة بن أنمار بن أراش.
وهذه القبائل تعرف: ببجيلة وخثعم. وقحافة بطن من شهران. ثم إن ثعلبة ابن مأرب حفظ وصية أبيه وثبت عليها، ثم إن ثعلبة وصى أبنه امرأ القيس، ثم إن امرأالقيس ب ثعلبة بن مأرب بن الأزد حفظ وصية أبيه، وثبت عليها، وولى الأطراف والثغور بعد أبيه، في طاعة الملك الغوث بن قطن بن عريب، ثم قلد ابنه حارثة ذا الأحساب ويقال إن القطريف بن امريء القيس قلده الثغور والأطراف، التي كان يتقلدها في طاعة الملوك من حمير، ثم إن حارثه ولى الأطراف والثغور في حياة أبيه، وبعد وفاته في طاعة الملك عمرو بن جشم بن عبد شمس، وفي طاعة الملك القطاط بن عمرو. وعمر حارثة زاد على نيف وثلاثمائة سنة. ثم إنه وصى ابنه عامر بن حارثة، وذكروا أن عامر بن حارثة ثبت على وصية أبيه وعمل بها بنوه وبنو قومه، وتولى ما كان يتولاه أبوه حارثة من الأطراف والثغور، وذكروا أن عامرا هو الذي تسميه العرب ماء السماء، وماء السماء هذا الذي جرد إلى الشام زيدا وأحياء قضاعة وعقد له الأولوية، وقد سبق خبر زيد في أول هذا الكتاب في نسبة في قضاعة، وذكروا أن ماء السماء عامر بن حارثة ذا الأحساب عمر ثلاثمائة ونيف وستين سنة، وولى الأطراف والثغور لبعض ملوك حمير: القطاط ثم أبرهة بن شداد، ثم إفريقيس بن أبرهة.
وذكروا أنه وصى ابنه المزيقان ابن ماء السماء، وهو عمر بن عامر، ثم إن عمرو بن عامر حفظ وصية أبيه وثبت عليها، وولى الملك بعده، للملوك من حمير من الأطراف والثغور وكتب لعمال أبيه في كل بلد فسمعوا له وأطاعوا، ودفعوا له الإتاوات التي كانوا يدفعونها لأبيه .وذكروا أن عمرو بن عامر كان أيسر أهل زمانه وأكثرهم مالاً وعدداً، وضياع، وكان له ثلثا جنة مأرب، وعمّر عمراً طويلاً، ورزق جماعة من الأولاد، وعاش حتى رأى من نسله، ونسل بنيه، وبني بنيه، سبعة آباء. وذكروا أنه تولى الأطراف والثغور لملوك حمير: لعمرو بن أبرهة، وشرحبيل بن عمرو، والهدهاد بن شرحبيل، مصاهر الجن، أبو بلقيس .

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||