خندف

خندف

خندف

قال الحافظ الحازمي هي امرأةُ إلياس بن مُضر بن نِزار، فنُسب ولدُ إلياس إليها-انتهى.
فخندف أسم أمرأت إلياس بن مضر وعرف بنوه بها، وأسمها ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة، وسميت خندف يقال خندف الرجل إذا مشى يقلب قدميه كأنه يغرف بهما وقد قال البلاذري عنها :( كانت خندف زوجة لإلياس بن مضر فلما مات إلياس جزعت عليه، فلم تقم بحيث مات ولم يظلها بيت حتى هلكت سائحة. فضرب بها المثل؛ وقيل " حزن خندف " . وقال الشاعر:
فلو أنه أغنى لكنت كخندف ... على إلياس حتى أعجبت كل معجب
إذا مونس لاحت خراطيم شمسه..بكت غدوة حتى يرى الشمس تغرب
وكان موته يوم الخميس، فكانت تبكي كل خميس من غدوه إلى الليل. وقال الشاعر:

لقد عصت خندف من نهاها ... تبكي على إلياس فما أباها-انتهى.

وقال القلقشندي :( بنو خندف - بطن من مضر من العدنانية، وهم بنو الياس بن مضر، والياس قد مر ذكره في عمود النسب، وخندف أسم أمرأته عرف بنوه بها، وهي خندف وأسمها ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة-انتهى.)

وذكر الحازمي في كتابه عجالة المبتدي :( " الخِنْدِفي " منسوب إلى خِنْدِف، وهي امرأةُ إلياس بن مُضر بن نِزار، فنُسب ولدُ إلياس إليها-انتهى.

فخندف هم بنو الياس بن مضر كما أسلفنا وقد ذكر صاحب المفصل في تاريخ العرب مانصه :( وقد حصر بعض النسابين نسل خندف في مدركة وطابخة، ولذلك حصروا قبائل مضر في أصلين خندف وقيس عيلان-انتهى.)

والمطلع على تاريخ العرب القديم يتضح له ماكان عليه العرب من نزاع وقتال وحروب تنشأ لأسباب عده ,فدعت الحاجه الى وجود عهود ومواثيق للنصره والمؤازره في السلم والحرب سواء كانت على مستوى الفرد أو على مستوى أكبر وهذا قد أشار إليه المولى جل وعلا في قوله (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآَتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا)

قال ابن عباس في تفسيره لهذه الآيه : { وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ } فكان الرجل قبل الإسلام يعاقد الرجل، يقول: ترثني وأرثك وكان الأحياء يتحالفون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ حِلْف كان في الجاهلية أو عَقْد أدْرَكَه الإسلامُ، فلا يَزِيدُه الإسلامُ إلا شدَّةً، ولا عَقْد ولا حِلْفٌ في الإسلامِ". فنسختها هذه الآية: { وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ }

فإن صح القول نستطيع تقسيم قبائل خندف الى

- قبائل خندف نسبا وهي كما ذكر القرطبي:( فقبائل خندف، قريش وكنانة، وأسد، والقارة وهذيل، والرياب، وخسة، ومزينة، وخميس-انتهى.)

- وأما قبائل خندف حلفا فهي قبائل يجمعها حلف خندف الذي يقابل حلف قيس بن عيلان.

فقبائل خندف منها مايربط بعضه ببعض الحلف والنسب ككنانه وهذيل ومنها مايربطه الحلف فقط كهذيل وثقيف.
ولازال هذا الحلف يعتزي به العرب في شدتهم وحربهم الى عهد قريب فقد أشار اليه الزركلي في كتابه مارأيت وماسمعت فقال :( فإذا رجعنا الى هذين الأصلين شبابه وخندف أضفنا الى عتيبه القبائل الآتيه لتكون منها جميعها شبابه : بني الحارث , بني سعد (وهم رؤوس شبابه) وحرب وقحطان (وهم أقدم قبائلهم) , ونضيف الى ثقيف القبائل الآتيه لتكون من جميعها خندف : البقوم ,سبيع, الجحادلة ,الشبابين, مطير, هذيل, وإنما يعرف الفائدة من هذا التقسيم من كان له بالقبائل اقل اختلاط اذ يجد الصريخ اذا نادى يال عتيبه تهافتت عليه قبائل عتيبه وتخلف المنتسبون الى شبابه مباشره , واذا نادى يال ثقيف أجابته قبائلها وتخلف المنتسبون الى خندف مباشره. وقد ينادي يال شبابه فتجتمع كلها وعتيبه فيها ,أو يال خندف فتجتمع كلها وثقيف فيها-انتهى.

وأيضا أشار إليه حمد الجاسر بقوله :( خِنْدِفُ: اسم يشمل مجموعة من القبائل متباعدة النسب منها مُطَيْرٍ وهُذَيْل وسُلَيْم وثَقِيْف، وسبيع والبُقُومْ وغامد وبجيلة وغيرها.

ويقابله اسم شبابة يضم قبائل أخرى منها عُتَيْبَةَ وحَرْب وبَلْحَارِث وبَنُو مالك وجُهَيْنَة وبَليٍّ وزَهْرَان، وغيرها.

وهو تقسيم كانت تلك القبائل تلجأ إليه حينما تحدث بينها حروب كبيرة في العهود الماضية وهو قائم على أساس تحالف قديم مجهول السبب-انتهى.

وسأذكر بعض القصص التي وردت في هذا الشأن فقد ذكر البلاذري:( ومنهم: معشر بن بدر بن أحيمس، وكان بدر أبوه منيعاً مستطيلاً ذا كبر وفخر على من ورد عكاظ، فقعد في مجلسه بعكاظ يوماً فبذخ على الناس وعلى رأسه راجز يقول:

نحن بنو مدركة بن خندف... من يطعنوا في عينه لا يطرف
ومن يكونوا قومه يغطرف ... كأنهم لجة بحر مسدف

وبسط رجله وقال: أنا أعز العرب، فمن زعم أنه أعز مني فليضربها بالسيف، فضربها الأحمر بن مازن أحد بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن على الركبة فأندرها-انتهى.

وقال نصر بن سيار.

أنا ابن خندف تنميني قبائلها ... للصالحات وعمي قيس عيلانا

وممايجدر الإشارة إليه ان نبينا صلى الله عليه وسلم قد ثبت إطلاق نسبته الى خندف فعن خليفة بن عبدة المنقري قال: سألت محمدَ بن عديَ كيف سمَّاك أبوك محمداً.

قال: أمَا إني سألتُ أبي عما سألتني عنه، فقال: خرجتُ رابع أربعة من بني تميم فلما قدمنا الشام: نزلنا على غدير فيه شجيرات، وقُرْبه ديرٌ وفيه ديراني، فأشرف علينا وقال: إن هذه اللغة ما هي لأهل هذا البلد.

قلنا: نعم نحن قومٌ من مُضر.
قال: من أيِّ المضرين.
قلنا: من خنْدف.
قال:أماإنه سيبعث فيكم وشيكاً نبيٌّ فسارعوا إليه،وخذوا بحظكم منه ترْشدوا،فإنه خاتم النبيين واسمه محمد-انتهى.
وقد رثاه صاحبه أبو بكرالصديق رضي الله عنه في أبيات قال فيها:

يا عين فابكي ولا تسأمي، ... وحق البكاء على السيد!
على خير خندف عند البلا ... ء أمسى يغيب في الملحد
فصلى المليك ولي العباد ... ورب البلاد على أحمد
فكيف الحياة لفقد الحبيب ... وزين المعاشر في المشهد؟
فليت الممات لنا كلنا ... وكنا جميعا مع المهتدي!

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين.

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||