(سبع) أسئلة على عتبات عام ٢٠١٦!
- مقالات ومقابلات صحفيه منقوله
- 25/1/2016
- 1370
- د. فايز بن عبدالله الشهري - جريدة الرياض
(سبع) أسئلة على عتبات عام ٢٠١٦!
تعرض علينا محطّات الفضائيّات العربيّة منذ مطلع شهر يناير قطعان المنجّمين والمهلوسين المدّعين معرفة ماذا يخبئ لنا عام 2016م. ولا تعجب من هذا فقط بل تعجّب من حجم إقبال المعلنين العرب على رعاية وتسويق حلقات "الدجل" السنويّة هذه لتتلقفها الجماهير المتعطشة للطمأنينة والأمن في ظلال الخرافة. ولا يملك المتابع في ظل سواد الصورة التي يروّجها هؤلاء الأدعياء إلا أن يطرح أسئلة هي في جوهرها أمنيات وتساؤلات هذه الحقبة التي تداعت فيها قوى الإثم من كل مكان لإفساد الحياة وتدمير علاقات البشر الذين خلقهم الله ليتعارفوا لا ليتعاركوا. ومن هنا فهذه أسئلة سبع يسألها عامة الناس على عتبات عام ٢٠١٦ نستودعها كل ضمير ووجدان:
السؤال الأول: هل سيظل هذا العبث المسمى "داعش" لغزا عصي الفهم في تكوينه ونشاطاته وتمدّده وفوقه طائرات أكثر من ٤٠ دولة من بينها خمس دول عظمى؟ وكم من الضحايا والخراب يجب أن يتحقق قبل أن يكتمل هدف "كيري" وزير خارجيّة زعيمة التحالف الذي قال "أعتقد أنه بنهاية عام 2016 سيتحقق هدفنا بإضعاف داعش". للتذكير الهدف بعد عام هو (إضعاف) "داعش".
السؤال الثاني: هل سيبقى الدم السوري الطاهر مراقاً في كل مدينة وقرية وجيش بوتين وميليشيات إيران تستبيح أرض سورية وسماءها؟ ألا يكفي مصاصي الدماء 300 ألف قتيل و11 مليون مهاجر ونازح. ألم تلتفت القلوب والعقول بعد لجثث الأطفال والنساء الغرقى على شواطئ التهريب فراراً من الموت إلى الموت؟ وماذا تصنع ثاني أكبر قوة ظالمة على وجه الأرض على تراب سورية سوى تطبيع الموت والدمار.
السؤال الثالث: هل ستبقى إيران الملالي تمد الأصابع القذرة إلى جوف كل مسلم خدمة للشيطان وجسراً لمصالح الغرب والشرق؟ كيف لا يكون لتسعين مليون إيراني كلمة في وجه آلة الكراهيّة والقتل الموجهة لروح الإنسان العربي المسلم وكيانه ومستقبله من قوت الشعب الإيراني وموارده؟
السؤال الرابع: هل ستظل شعوب ليبيا وتونس ومصر والعراق في مرحلة الخيار بين الدمار والاحتضار بين مهووسين بالعنف ومرضى الحقد والانتقام؟ والأعجب أن الموت والخراب في هذه البلدان باتا هدفاً وغاية، أما الأساليب فتنوعت فليبيا سنيّة الصراع والعراق مذهبي العراك، واليمن عربي فارسي التناحر، أما في مصر فللصراع وجوه لم تتبيّن كل ملامحه بعد.
السؤال الخامس: هل ستعود الحكمة اليمانيّة إلى بقيّة عقلاء اليمن فيحقنون الدماء ويستنقذون الأبرياء؟ المؤكد أنّ الحوثي وعفاش لا يقاتلان إلا بأجساد المغرّر بهم. أفلا يسأل اليماني نفسه عن صنيعه بأخيه ووطنه ولمصلحة من نقض العهود ومفاوضة الشرعيّة بالمزيد من الضحايا والخراب؟
السؤال السادس: هل سيعود الإنسان المسلم آمناً في مدن ومطارات الغرب والشرق لا يخشى الملاحقة والمراقبة والتضييق؟ تُرى من صنع الوحش ليرعب الناس ممن تحيتهم سلام؟
السؤال السابع: هل سيلتئم الشمل العربي بعد تفرّق الرأي والرؤية بين مغامرات الجماعات والتيّارات ونزق السياسة والخيانات؟ وهل يمكن أن يكون عامنا الجديد أرحم من سابقه بحيث يمر علينا يوم أو يومان دون خبر عن مذبحة أو قصة عن مجاعة أو لعلّنا نسمع عن بشرى اكتشاف لقاح أو بعض نجاح يقي من أمراض التعصّب والطغيان والتخلّف التي طفح الكيل منها في كل شبر عربي.
قال ومضى:
يا عرب.. إنّها النار وأول زادها ذاك الذي جلب الحطب.
أضف تعليقك على الموضوع