الآن صفقوا لشعرائكم يا عرب
- مقالات ومقابلات صحفيه منقوله
- 29/3/2016
- 1296
- منقول مشعل السديري جريدة الشرق الاوسط
الآن صفقوا لشعرائكم يا عرب
بعث لي أحدهم برسالة على التليفون يعلمني أن هناك كلمات كثيرة نستعملها في تداولنا اليومي ونعتقد أنها عربية، مع أنها ليست كذلك، وضرب لي مثلاً بكلمة (البخت) التي تعني الحظ وهي فارسية، و(تجوري) وهي هندية وتعني الخزنة، و(دروازة) وهي هندية تعني البوابة، و(بشت) وهي فارسية وتعني العباءة، و(شرشف) وهي كردية وتعني غطاء النوم، و(خبل) وهي فارسية وتعني مجنون، و(قرطاس) وهي يونانية وتعني الورق، و(كندرة) وهي تركية وتعني الحذاء، و(زولية) وهي فارسية وتعني البساط، و(سرسري) وهي تركية وتعني العاطل عن العمل.
وبالمناسبة ما أكثر (السراسر) – أي الرجال - العاطلين عن العمل في عالمنا العربي.
وقبل أن أدخل بالموضوع لا بد من الإشارة إلى أن الله سبحانه أول ما علم آدم علمه جميع الأسماء التي اشتقت منها اللغات، ومع الوقت اندثر بعضها وحلت مكانها لغات أخرى، وهكذا دواليك، وأنزل الله سبحانه القرآن على رسوله الكريم بلسان عربي مبين حفظ وسيحفظ اللغة العربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وكانت اللغة العربية قبل الرسالة، استقطبت بعض الكلمات من لغات أخرى كالسريانية والفارسية والعبرية واليونانية والحبشية، ولكنها هضمتها وعربتها، ومن ضمن هذه الكلمات مثلاً: سجيل، أرائك، أباريق، زنجبيل، طاغوت، فردوس، مشكاة، سندس، استبرق، وغيرها.
ويجب ألا يغيب عنا من ناحية أخرى أن تأثير (لغة القرآن) على اللغات الأخرى كبير جداً، والكلمات التي أدخلتها عليها هي أضعاف أضعاف ما أخذته منها.
ولتتأكدوا من أن اللغة كائن حي يتطور، اقرأوا معي أبيات الشعر هذه للشاعر الجاهلي الموغل بالقدم (الليث بن فاز الغفنفري)، الذي ولد قبل البعثة بعدة قرون – وولد أمه الشاطر منكم الذي يفهم – وهو يقول:
ومدركل بالشنفلين تجوقلت عفص له بالفيلطوز العصقل
ومدحشر بالحشرمين تحشرجت شرا فتاة فخر كالخزعبل
تدفق في البطحاء بعد تبهطل وقعقع في البيداء غير مزكل
وسارباً ركان العفيش مقرنصا وهام بكل الفارطات بشنكل
إذا قبل البعراط ما طاح بهمه وإن أفرط المحطوش ناء بكلكل
يكاد من فرط الحطيف يبقبق ويضرب ما بين الهماط وكندل
فيا أيها البغفوش لست بقاعد ولا أنت في كل البحيص بطنبل
إنني على يقين أن الغالبية العظمى هم على شاكلتي لم يفهموا شيئاً، بل إن بعض شعراء العرب القدماء تفننوا أيضاً (بالاستعراض) مثل هذين البيتين من الشعر، الأول لا يتحرك اللسان عند قراءته:
أبى همي وهم بي أحبابي همهم ما بهم وهمي ما بي
والثاني، لا تتحرك الشفتان عند قراءته:
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة سراعاً على الخيل العتاق
والآن صفقوا لشعرائكم يا عرب.
أضف تعليقك على الموضوع