تحفيز تطور الطفل العقلي و العاطفي
- القسم العام
- 30/3/2016
- 1422
- منقول للفايده
تحفيز تطور الطفل العقلي و العاطفي
يتفق الباحثون أن المرحلة الرئيسية لتطوّر القدرات الأساسيّة للتعلّمو التفاعُل عند الأطفال هي من الولادة حتى الست سنوات ،من المؤسفأنّ كثيراًمن أطفالنا يقضون هذه السنوات الأولى إمّا أمام التلفاز أو في دور الحضانة ثم المدارس للتركيز على الجانب الأكاديمي مثل تعلّم القراءةو الكتابة..في البيت ألعابٌ مُكلِفة و مُتكَّلَفة و جدولٌ مكتظ بالنشاطاتلتعليمهم و تدريبهم حتى لم يَعُد هناك وقتٌ للعب الُحر و الاستكشافأو التخيُّل و الابداع.اللعِب لأطفالنا ليس مجرد لعب ، فهو الطريقة التي يتعلم بها الطفل عن كلماحوله.و يتفق أخصائيو التربية و تطوّر الأطفال بأن أفضل أنواعاللعب هو اللعب (الخيالي) الذي يُثري مخيّلة الطفل ويدفعه لعيشو استكشاف ما هو أبعد من ما يراه أو يُمسِكه بيده..إن عددا كبيراً من الألعاب-بالتأكيد ليس جميعها-التي تُباع لأطفالنا لهاطريقة محددة أو اثنتان لاستعمالها ،فيحاول الطفل مرّات حتى يكتشفهذه الطريقة فقط و ليس أبعد من ذلك و بهذا نحن نُعِد له مسبقاًطريقة لعبه و تفكيره!ثم تأتي الأجهزة الالكترونية و ألعاب الفيديو التي تحرم الطفل من عيشالمشاعر و إدراكهاو التحكّم بردّات فعله.لأنّه يعتاد على ردات فعل تلقائيةاتجاه هذه الألعاب على عكس ما يحصل عندما يلعب مع أهله أو غيرهمن الأطفال .
تُثبت البُحوث و الدراسات أن
قُدرات التعلّم و التطوّر العقلي لطفلك تعتمد بشكل رئيسي على تطوير قدرة التحكم و تعديل المشاعر لديه أو ما يُعرَف ب"executive function" و هي قُدرة دماغ الطفل على التركيزو التذكُّر والتخطيط للتحكُم في تصرفاته و مشاعره و تعديلها.و هذه مهارات يحتاجها الطفل ليس فقط ليتعلم في صِغَرِه بل ليكونقادراً على اتخاذ قرارت سليمة في حياته في المستقبل.هذه القُدرة لا تولد مع أطفالنا لكن يُولد معهم قابلية لتطويرها، فكلّما كانتعلاقة الطفل بمن حوله من البالغين إيجابية و كانت بيئته و نشاطاتهمُحفزَّه لهذا الجزء من الدماغ كلّما تطوّرت قُدراته بشكل أفضل و أصبحتفُرصه في الابداع أكبر، هناك حالات عندما يتعرّض الطفل للإهمالأو الاساءة الجسدية أو النفسيَّة أو يُحرم من النشاطات المُثرية لمخيّلته،فتتغيّر وصلات دماغه وتنحدر قدراته العقليه و قابليته للتعلم.. فليس هناكطفل غبي أو ذكي لكن هناك من كانت فُرصته جيدة في سنواته الأولىو هناك من حُرم منها..كيف تُهيِّئ أنت بيئة مُحفّزة لطفلك في الست سنوات الأولىفي البيت و كيف تضمن ذلك في المدرسة؟
١- اللعب الحُر
و هو أفضل أنواع اللعب للأطفال الصغار، فهو لعِبٌ غير مُخطّط، يتّبع فيهالطفل اهتمامه بالأشياء و اكتشافها،كالجري و القفز ، اللعب في الحديقة ،التَخَيُّل و تمثيل شخصيات و أدوار مُختلفة أو لعب الطفل بألعابه المفضلةكالسيارات، القطارات، الليغو أو أدوات المطبخ و غيرها.من المهم جدّاً أن نوفّر وقتاً يومياً للّعب الحُر لأطفالنا و أن نوازن بينأن نكون جُزءاً من هذا اللعب و تركهم للّعب وحدهم أيضاً.فمثلاً لعِب دور مُعين أو تمثيل قصةٍ يتطلَّب من الطفل مجهوداً عقلياً كبيراًلتذكّر دوره و أدوار الشخصيات الأخرى و الاستمرار في تمثيلها ( قُدراتالتذكُّر)، و في نفس الوقت عدم الخروج عن الشخصية ( التحكّم فيالنفس) ، و جعل تلك الشخصيّة التي يلعبها تتصرف تِبعاً لتغيُرات الموقف( المرونة في اتخاذ القرارات العقليّة) ، قراءة مشاعر الشخصيات الأخرىو التعبير عن مشاعره ( الذكاء العاطفي) ، فهذا تمرينٌ عقلي ممتاز لأيطفل، لذا عندما يتحوّل طفلك لقطارٍ أو ديناصور فهو يتعلّم.يعتمد هذا اللعُب أيضاً على الاستكشاف لذا حاول دائماً خلق فُرصٍ لذلك،كأن تُعطي طفلك مجموعة من الأواني و الملاعق الخشبية ليطرق عليهاو يجرّب الأصوات المختلفة أو دُرجاً خاصاً له ليستكشف الأغراضبداخله، اصطحبه في نُزهة للبحر، المزرعة و غيرها ليرى كُل جديد دائماً.
٢- اللعب مُسبق التخطيط
هذا النوع من اللعب يعتمد علينا نحن الأهل والمُعلّمين في تخطيطهو إعداده ، له وقتٌ مُحدد و مكان، أدوات و عادةً هدف أو نتيجة ، يُمكِنناتحضيره في البيت ببساطة لأطفالنا فعقل الطفل يحتاج لتحفيزٍ دائم، كما أنّهيُغني عن شراء كثيرٍ من الألعاب ، و وسيلة ممتازة للتّعليم المُبكِّرو تواصلك مع طفلك.في هذا النوع من اللعب، عادةً ما أسعى لإعداد أنشطة لأطفالي ليس لهانهاية مُحدّدة (Open ended play)، لأترُك لهم المجال لتخيٌلنهاياتمُختلفة، أحياناً تكون النشاطات حسيَّة كاللعب بالُرز ، المعكرونة، الماءو الرمل، و أحياناً أخرى تجارب علميّة بطابعِ ممتع. كذلك نشاطاتٌ تَهدِفلتعليمهم الأحرف و الأرقام و مُساعدتهم في القراءة و الكتابة، أحياناًأخرى نتناول موضوعاً ذو طابع مُعيّن كالبحر، الصحراء أو الفضاءو نُنفذ أنشطة ذات صلة.
٣- اختيار الحضانة و المدرسة
من المُهم ادراك أن التعلُّم في السنوات الأولى من عمر الطفل بالتلقينوالطُٰرُق التقليدية المُتَبَعة في المدارس، ليس هو أفضل ما يُمكن تقديمُهلأطفالنا، حيث تفرِض أنظِمة التعليم في بُلداننا ارسال الأطفال للمدرسةبعمر ٣-٤ سنوات لبدء الدراسة النظامية، الامتحانات و العلامات، لذا عنداختيار حضانة أو مدرسة علينا السؤال عن الوقت المُتاح للّعب الحُر يومياًو مدى تطبيق التعلُّم باللعب و التجربة في الثلاث سنوات الأولى.أحياناً يغيب عنّا أن أفضل ما نوفّره لأطفالنا هو الأبسط و الأقل كُلفة،و أن التحصيل الأكاديمي الجيّد في المدرسة هو نتيجة لطفولةغنيّة بالتجارب الحسيّة و العمليّة.
أضف تعليقك على الموضوع