اتقاء الشُّبهات

اتقاء الشُّبهات

 

اتقاء الشُّبهات

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:

(إنّ الحَلالَ بيِّنٌ وإنّ الحرامَ بيِّنٌ ، وبينَهُما أمورٌ مُشتَبِهاتٌلا يعلَمُهُنِّ كَثيرٌ مِنَ النّاس ، فَمَن اتَّقى الشُبُهاتِ استَبرأ لِدينِهِ

وَعِرضِهِ ومَن وقَعَ في الشُبُهاتِ وَقَعَ في الحَرامِ ، كالراعي حولَالحِمى يوشِكُ أن يَرتَعَ فيهِ ، ألا وإنّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمى ألا وإنّ حِمىاللّهِ محارِمُه ، ألا وإنّ في الجَسَدِ مُضغَة إذا صلُحَت صَلُحَ الجَسَدُكُلُّهُ ، وإذا فسُدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ألا وهي القَلبُ )(متفق عليه) .

وما أحل الله بيِّن ، وما حرمه كذلك . لكن بين الحلال والحرام أمور لا يعلمها معظم الناس. ولا يمكن أن يعلمهاكل الناس ، ومن الصعب عليهم أن يجدوا اتفاقا في الإجابة عليها ، فماالعمل؟ لقد أجاب رسول الله على ذلك بأن ترك ما مشكوك فيه هو منصفات الأتقياء الذين يريدون أن لا يقعوا فيما حرم الله تعالى حتىعن غير قصد. ولا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به مخافةمما به البأس.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: كُنا على زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ندَعُ تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام .

وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:إنّكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر ، كنا نعدها على عهد رسول الله من الموبقات.

لقد بلغ من ورع سلف هذه الأمة مخافة الوقوع في الحرام الكثير. فقدرجع عبد الله بن المبارك من مرو إلى الشام لكي يعيد قلما استعاره منصاحبه. ورهن الإمام أحمد بن حنبل سطلا عند بقال بمكة فلما أراد فكاكهأخرج البقال سطلين وقال خذ أيهما لك فقال ، أحمد أشكل عليّ سطلي فهولك والدراهم لك ، فقال البقال سطلك هذا وإنما أردت أن أجربك ، فقال لا آخذه ومضى وترك السطل عنده.

واشترى إبن سيرين أربعين حبا من السمن فأخرج غلامه فأرة من حبفسأله من أي حب أخرجتها فقال لا أدري فصبها كلها . إن ترك الشبهاتيحتاج إلى صبر وجلد وهو من صفات المتقين.

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||