الأدب الأموي

الأدب الأموي

 

بعد انتهاء الخلافة الراشدة وانتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية انتقل الكثير من القبائل العربية إلى المدن الواقعة في الإطار الجغرافي للدولة الإسلامية ، في بدايات العصر الأموي وانتقال العاصمة إلى دمشق ، لم ترغب الكثير من القبائل بالانتقال إليها وذلك بسبب تواجد مركز القوة فيها وفضلوا الانتقال إلى المدن التي يكون تأثير الخليفة فيها أضعف خاصة إن عددا منهم في صراع معاوية مع علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وقفوا إلى جانب علي رضي الله عنه ، كما إن الحروب المستمرة على الحدود الشمالية حدت من إمكانية التبادل التجاري مع الدولة البيزانطية وبالتالي إلى خسائر مادية ليست بالقليلة ، لذلك فضلت هذه القبائل الانتقال إلى مدن العراق الغنية نظرا للإمكانيات الزراعية الكبيرة التي وفرتها الظروف الطبيعية من ري وأرض خصبة ، وقد أدى غنى هذه المدن إلى استقطاب الكثير من الشعراء الذين امتهنوا حرفة الكتابة.

وأدى الانتقال من الحياة البدوية إلى الحياة الحضرية في البصرة والكوفة ثم لاحقاً في دمشق إلى تغيرات كبيرة في الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأدبي وتطورت الحياة الفكرية لتشمل الخلفاء والحاشية ، من أمراء وكبار موظفي الدولة وأشراف المدن بغض النظر عن منشئهم.
2ـ الشعر
ورغم الاستمرار في النقل الشفوي للشعر إلا أن الكثير من الشعر كان ينقل كتابيا ، فمنذ منتصف القرن الثامن الميلادي بدأت كتابة الشعر على الورق الذي تم استيراده من الصين أولا قبل أن تبدأ صناعته في خراسان فدمشق ،
وكانت البصرة أحد المراكز المهمة في الحياة الأدبية وخاصة الشعرية ، وبقيت تتنافس على مركز السيادة في العالم العربي مع الكوفة وليومنا هذا ، فبالبصرة سكن فحول الشعر في العصر الأموي ، مثل الفرزدق ، وامتاز شعر البصرة دائماً بالرقة والعذوبة والتجديد عكس الشعر الكوفي الذي امتاز بالمتانة والمحافظة ، وبقيت هذه الخاصية متأصلة إلى يومنا هذا، وكما اشتهرت مكة في الجاهلية بسوق عكاظ فقد اشتهرت البصرة بالمربد ، بل إن المربد كان أعظم أثراً وأكبر مساحةً وأطول عمراً من سوق عكاظ بعشرات المرات ، ولم يكن أثره يقتصر على مدينة البصرة فحسب وإنما امتد وانتشر صيته إلى كل العالم الإسلامي ، فكان المدرسة التي نما فيها الشعر، وبنيت فيها قواعد اللغة العربية ، وتم إثراء الفقه من خلاله ، وتخرج منها الكثير من الشعراء والأدباء والفقهاء واللغويون .

من المربد تخرج فطاحل العصر الأموي من الشعراء أمثال جرير والفرزدق ، ولا حقاً بشار بن برد وأبو نواس ، والفراهيدي وسيبويه ، وغيرهم من قمم أعلام اللغة والشعر والفقه.
في العصر الأموي ازدهر الشعر بشكل كبير ، وكان أكثر الشعراء في بداية العصر الأموي ينتسبون في معظمهم إلى القبائل العربية الشهيرة التي قدمت من شبه الجزيرة العربية كالأخطل والفرزدق وجرير ، ولعل أهم ما في هذه الفترة من عوامل أثرت على الشعر كانت الرعاية الرسمية له من قبل الخلفاء والأمراء وقادة الجيش بل ووجهاء القبائل.

ساعدت هذه الرعاية على توسيع الرقعة الجغرافية لانتشار الشعر و تطور مواضيعه وأدواته ، فكانت العطايا حافزا مهما في ظهور قصائد المدح الجليلة ، و في إعطاء شعر الغزل صفات أكثر خصوصية مما كانت عليه في الفترة السابقة.

ولعل العامل المهم الثاني الذي ظهر في هذه الفترة كان احتراف مهنة الشعر، إذ امتهنه عدد لا بأس به من الشعراء ، وكان للخليفة وغيره من كبار موظفي الدولة ووجهاء العشائر أثر في توجيه الشعر وتطوره ، وأكثر ما كان هذا الأثر في المحترفين من الشعراء وفي شعرهم وعبرهم.

أما مفهوم الاحتراف فقد عنى تنفيذ السياسة العامة للخليفة الذي يحق له التصرف مع الشعراء تماماً كما يتصرف بقادته العسكريين وفق ما تقتضيه مصلحة الخلافة ، إذ كان الخليفة يحدد الطريق الذي يسلكه الشاعر، ففقد فيه هذا الأخير جزءاً من اتجاهه الذاتي الخاص وصار هذا الاتجاه بيد (المعيش) وهو هنا الخلافة الأموية التي استفاد أربابها من التباين الذي حدث بين وضع الشاعر المالي ، وبين موقعه الاجتماعي المؤثر، ومن كون الشعر مصدر الرزق .
هذا الواقع هو الذي أفقد الكثير من الشعراء التعبير عن تجربتهم ومواقفهم الخاصة وجعل الشاعر المحترف يحصر نشاطه في التعبير عن مواقف الخليفة (ما شابه شعراء الأمس بصحفيي اليوم ) .

التطور والتجديد في الشعر الأموي :
الأفكــار: تميزت الأفكار عموما بوضوحها وعدم المغالاة في إخفائها وراء الكلمات ، أهم المواضيع كانت الغزل العذري والإباحي والمديح والذم مثل المناظرات الكلامية الشهيرة بين جرير والفرزدق ، كما كان هناك عدد من القصائد التي تناولت المواضيع الدينية ، خاصة وأن عددا من الشعراء الذين عاصروا بداية الدعوة الإسلامية كانوا لا يزالون بين الأحياء.

العاطفة : حتى اللحظة لم يختلف الشعراء في رهافة عاطفيتهم وحساسيتها ولا في صورهم عن شعراء العصرين الجاهلي والراشدي فكانت الدافع المباشر إلى القول وحددت موقف الشاعر ففتحت الباب إلى نفس المتلقي وبعثت القصيدة فيها.

وتشكل العاطفة الدعامة الأساسية للقصيدة وتكون أهم من الحقائق والأفكار .
والهدف الرئيسي منها إثارة الانفعال في نفوس القراء والسامعين بعرض الحقائق رائعة و تمتاز العبارة بالانتقاء والتفخيم والوقوف على مواطن الجمال كما تكون الصور الخيالية والصنعة البديعية والكلمات الموسيقية مظهر الانفعال العميق فاتت العبارة في القصيدة الأموية جزلة قوية ، إذا عبرت عن عاطفة قوية حية والعمل الأدبي هو صياغة هذه العناصر في وحدة متكاملة ، للتعبير عما يريد الأديب أن يقوله .
الخطاب السياسي في العصر الأموي:
في العصر الأموي ( 40 – 132 هـ )(661 – 750 م) ازدهرت الخطبة بحيث كانت البوق الإعلامي للدولة الأموية وخصومها على السواء ، والواقع أن الدولة الأموية وعصرها يمثلان نموذجا للعجب ، فتلك الدولة التي عاشت اقل من قرن هي التي امتدت فيها الفتوحات العربية فيما بين حدود الهند والصين شرقا إلى جبال البرانس جنوب فرنسا ، ودمرت أسطول البيزنطيين واحتلت بعض جزر البحر المتوسط .. هذا في الوقت الذي عاشت فيه الدولة الأموية حروبا هائلة في الداخل ضد خصومها من الخوارج والشيعة والموالى والأقباط والبربر ، ومن الهاشميين والزبيريين و حتي من داخل الجيش الأموي نفسه ، مثل ثورة ابن الأشعث وثورة المهالبة ، وحتي من داخل البيت الأموي نفسه ، وهكذا إلى إن جاء الخطر الأكبر على الدولة متمثلا في الدعوة العباسية لتقضي على الدولة الأموية في ريعان شبابها بعد أن أجهدت نفسها في حروب داخلية وفتوحات خارجية .. وهذا الضجيج الحربي في الداخل والخارج يمكن إرجاعه إلى عامل أساسي هو قيام الأمويين في تحويل الشوري الإسلامية (ديمقراطية العصر انذاك) إلى حكم استبدادي قهري عنيف ، وتحويل الانتماء من الدين إلى الانتماء إلى العصبية العربية القبلية ، وقد حاول الأمويون شغل المسلمين العرب عن هذا بالفتوحات ، إلا أن الخروج على الدولة استمر مقترنا بحركة الفتوحات أحيانا مما أدي إلى إسقاطها في النهاية .. والدولة الأموية هي التي تمثل الثقافة العربية الأصيلة ، هذا إذا اعتبرنا الثقافة هي النمط السائد للسلوكيات والعادات والتقالــيد الاجـتماعية ، ولذلك ازدهر مع الضجيج الحربي والخلافات والثورات دخول أسلحة أخري في ميدان المعارك كان أهمها الشعر، والخطابة ، وكانت مؤهلات القائد إذا كان الخليفة أو واليا أو ثائرا أن يتمتع بالشجاعة والكرم والفصاحة وتذوق الشعر ونظمه ، مثلما اعتاد العرب في صحرائهم ، وتلك الحركة المستمرة في الغزو أو في الثورة والمواجهات الداخلية لم تعط فرصة كافية لقيام حركة تدوين للأفكار السائدة أو المعارك الضارية ، لذلك فان التاريخ لهذه الدولة الأموية قد تم بعد سقوطها وفي عهد الخلافة العباسية المعروفة بعدائها الشديد للأمويين ، وغياب التدوين وعدم الاهتمام الكبير بالمراسلات الخطية أوسع مكانا هاما للخطبة الشفهية المعبرة عن الروح الأصيلة للعربي الذي كان يفاخر وقتها بفصاحته وشجاعته ، أو بأنه يملك فصاحة اللسان وشجاعة السنان . ومن هنا يمكن القول بأن الخطبة كانت أهم عنصر دعائي في العصر الأموي للخليفة أو الوالي أو الثائر على السواء … بحيث يمكن التاريخ للعصر وتفسيره من خلال الكم الهائل من الخطب التي قيلت فيه وقامت بالدعاية لقائل الخطبة وأتباعه .

ونتج عن طغيان الهدف الدعائي على الخطبة ، أن تحولت الخطبة الدينية ( خطبة الجمعة ) إلى خطبة سياسية ، وبعد زوال الدولة الأموية لم ينته تحويل خطب الجمعة إلى غرض سياسي ، بل أصبح من شعائر الاعتراف بالحاكم هو الدعاء له في خطبة الجمعة ، ولا زال ذلك ساريا حتي الآن . وقد سبق أن خطبة الجمعة في عصر الرسول كانت قراءة القرآن وتفسيره ، أي كانت خطبة دينية صرفة ، ولكن تحولت في الدولة الأموية إلى خطب سياسية صرفة.

وبازدهار الخطب السياسية الدعائية فقد عرف العصر الأموي ما يمكن تسميته بالمناظرات الخطابية ، حيث كانت الخطبة تحل محل السلاح في موضع لا مجال فيه لاستعمال هذا الأخير ، وحينئذ يتم التحارب بالخطب بديلا عن السلاح .
وحدثت الكوارث في الدولة الأموية بتولي يزيد الخلافة بعد أبيه معاوية ، كأول عملية وراثة للحكم في تاريخ المسلمين ، بعد نظام الشورى ، وكي يمهد معاوية لهذا الأمر الخطير فقد أقام حركة دعائية ضخمة عن طريق ولاته وكبار أتباعه وقادته ، وجري في هذه الحركة ما يمكن تسميته بمهرجان الخطب التي تباري فيها المتحدثون في تزكية يزيد وتأييد ولايته.

وفي المواقف الهامة في التاريخ الأموي اشتهرت بعض الخطب ، ومنها خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية حين أعلن تنازله عن الخلافة الأمر الذي أدى إلى تفكك الدولة وحروب أهلية وموت الخليفة المعتزل نفسه ، وقد قال في خطبته : قد ضعفت عن أمركم ، ولم أجد لكم مثل عمر بن الخطاب لأستخلفه ، ولا مثل أهل الشورى ، فأنتم أولي بأمركم فاختاروا من أحببتم ) .

وكذلك خطبة عبد الملك بن مروان في أهل المدينة : ( يا معشر قريش ، وليكم عمر بن الخطاب فكان فظا غليظا مضيقا عليكم فسمعتم له وأطعتم ، ثم وليكم عثمان فكان سهلا لينا كريما فعدوتم عليه فقتلتموه ، وبعثنا عليكم مسلما يوم الحرة فقتلكم ، فنحن نعلم يا معشر قريش إنكم لا تحبوننا أبدا وانتم تذكرون يوم الحرة ، ونحن لا نحبكم أبدا ونحن نذكر مقتل عثمان ) .

واشتهر الحجاج بن يوسف الثقفي بالشدة مع الفصاحة ، وخطبه كثيرة ، منها خطبته حين قدم الكوفة فاتاها ملثما وصعد المنبر وحسر اللثام عن وجهه و انشد : ( أنا ابن جلا و طلاع الثنايا متي أضع العمامة تعرفوني ثم بدأ يقول : ( إني والله لأري أبصارا طامحة وأعناقا متطاولة ، ورءوسا قد أينعت وحان وقت قطافها واني صاحبها ) .
ومنها خطبة طارق بن زياد حين أحرق السفن بعد أن عبر إلى إسبانيا ، ذلك المضيق الذي سمي باسمه فيما بعد ، قال: ( أيها الناس : أين المفر ؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر ، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام ، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه في أسلحته وأقواته الموفورة وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم ولا قوت لكم إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم )

وهذا التأثير الكبير للخطبة في العصر الأموي وصل إلى سرير الزوجية في ليلة الزفاف ، يحكي شريح اشهر قاضي في العصر الأموي إنه ليلة أن دخل بزوجته التميمية وخلا البيت يقول : ( فمددت يدي ناحيتها فقالت : على رسلك يا أبا أمية كما أنت، ثم قالت : الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله ، إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فآته وما تكرهه فازدجر عنه .. ) ، يقول القاضي ( فأحوجتني والله إلى الخطبة في ذلك الموضع ، فقلت الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على النبي وآله وسلم ، وبعد فإنك قد قلت كلاما إن تثبتي عليه يكن ذلك حظك وإن تدعيه يكن حجة عليك ، أحب كذا .. )

هكذا نرى إن الخطابة السياسية وجدت جذورها وترعرت في إطار الدولة الأموية وأصبحت الخطب مثالا يحتذى به في العصور اللاحقة.

إحصائيات :
في الدراسة الإحصائية تم رصد أسماء 166 شاعرا أموياً كتبوا ما مجموعه 6100 قصيدة فاق عدد الأبيات فيها الخمسين ألفاً.

وتذكر معظم الأبحاث إن الشاعر الكميت بن زيد الأسدي كان أكثر الشعراء الأمويين عطاءاُ إذ رصد له 701 قصيدة ثم تلاه الفرزدق الذي جمع له 604 قصيدة جمعت 7235 بيتاً شعرياً بينما حل في المرتبة الثالثة جرير بعدد 583 قصيدة حوت5640 بيتاً ثم تلاهم كلا من عمر بن أبي ربيعة ومجنون ليلى والأخطل وأبو الأسود الدؤلي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وولداه يزيد وعبد الله.
الكلام التالي لأدونيس :
مقدمة عن التحولات الشعرية في العصر الأموي :

لقد تم البحث في الشعر الأموي على أنه امتداد للتجربة الجاهلية ,و تطوره تحت تأثير التحولات الكبرى لهذا العصر , بظهور الدين الإسلامي ,والتبدل العام على النواحي الحياة , السياسية , والفكرية , والإجماعية. ومن ناحية أخرى نراها بالحياة المدنية . ويتمثل التحول الشعري , إبان العصر الأموي , برأي الشاعر والباحث أدونيس في كتابه " الثابت والمتحول " في تجربتين : الأولى يسميها التجربة الذاتية , ويعني بها إعطاء الأولية للعالم الداخلي , عالم العواطف والرغبات والأهواء , على العالم الخارجي , عالم القيم الأخلاقية والاجتماعية ,آو على الأقل ,تغليب الأولى على الثانية . والثانية هي التجربة السياسية الأيدلوجية , ويعني بها التوحيد بين الشعر والفكر , آو اعتبار الشعر شكلا من أشكال الفكر . ....... ويتابع فيقول : وإذا أمكن أن نربط التجربة الأولى بامرئ القيس , فمن الممكن أن نعتبر التجربة الثانية امتداد لموقف الإسلام من الشعر , وللمنحى الذي يتمثل في شعر عروة بن الورد وحياته .

إذا صح القول أن الشعر في الجاهلية كان " ديوان العرب " وأنه لم يكن للعرب " علم أصح منه " , فأننا نستطيع أن نصف الشعر الجاهلي بأنه الأصل الأول للثقافة العربية . ولا يجوز أن يوحي هذا الوصف بأن الشعر الجاهلي نمط واحد , بخصائصه ومناحيه , ,انه بالتالي واحد في قضاياه وموضوعاته . ذلك أن دراسة هذا الشعر تؤكد ما يناقض ذلك .فلشعر الجاهلي شبكة من الخيوط والاتجاهات , وليس خيطاً وحيداً ....... وبرأي نفس الباحث : أن هذا التعدد تجلى ,بدءا من ظهور الإسلام , في اتجاهين : الأول يحافظ على القيم السائدة : القديمة التي أقرها الإسلام , والجديدة التي نشأت معه , والثاني يتمرد عليها ويخرج .

ويتابع بأن يصف شعراء التجربة الأولى أي التجربة الذاتية , بأنهم شعراء التمرد على القيم السائدة , وهي هنا , أو أخر , المنحى الذي يمثله امرؤ القيس , فان من الطبيعي أن نشير أولاً إلى مظاهر تمرده وخروجه , وخصوصاً أنه يمثل , في التراث العربي , النموذج الشعري الأول للخروج , أي التحول . تمرد الذات الشعرية وتطلعاتها : من خلال الدراسات المستفيضة على شعر هذا العصر , نلاحظ أن أهم التحولات والتغيرات التي طرأت على القصيدة ,كانت في منحاها الذاتي . حيث كان هناك توكيد على الصلة بين الشعر والحياة اليومية .... وخاصة جوانب اللهو, واللذة من هذه الحياة . وهي التي تتجسد في شعر الحب , والخمرة ...

ونرى تعمق الحس المدني ,نتيجة الحياة الحضرية المترفة . كما في شعر عمر بن أبى ربيعه ,حيث ظهرت جمالية مدنية ,مقابل جمالية بدوية كانت . وهنا لابد من ملاحظة التمرد , ورفض القيم البدوية , والقيم الدينية الناشئة , والأخلاقية . فامتزجت القصيدة بالأغنية , حيث تم تلين اللغة الشعرية , وكتابة المقطوعات , والقصيدة ذات الموضوع الواحد , وكتابة الشعر بأوزان خفيفة , وإيقاعات سهلة . بذلك اصبح الشعر تجربة ذاتية .
لقد" وصل هذا المنحى الذاتي إلى أوجه الجمالي في شعر ذي الرمة , والى أوجه الجنسي في شعر عمر بن أبي ربيعه , والى أوجه النفسي في شعر جميل بثينة . فقد أعطى ذو الرمة اللغة الشعرية بعداً تصورياً لا عهد لها به , فأكمل بذلك ما بدأه أمرؤ القيس , وفتح لمن سيأتي بعده العالم الشعري الحقيقي , وأعني به عالم المجاز . ففي شعره نتلمس البداية لاعتبار الشعر أكثر من مجرد تعبير عن الحياة , والنظر إليه كطاقة تكمل الحياة , وتضيف إليها ما لا تقدر عليه الطبيعة بذاتها .نتلمس بتعبير أخر , بدايات اعتبار إبداعا ,لا مجرد نقل وتفسير . وهكذا يضعنا شعره في أفق من المماثلات والمقابلات فيما بين عناصر الطبيعة وأشيائها , البدوية والحضرية ,الكونية والذاتية , والجسدية والذهنية , بحيث تبدو الطبيعة كلها , على تباين عناصرها وتضادها , وحدة وجود ووحدة خيال . وفي هذا ما يحيد بالكلمات عما وضعت له أصلا , ويعطيها معاني جديدة وأبعادا جديدة .
والواقع أن شعر ذي الرمة يمثل مرحلة انتقال , أي مرحلة تجريب فهو انتقال بين اللغة الشعرية الواقعية , واللغة الشعرية المجازية ,وهو انتقال بين التقليد والتجديد , وهو انتقال بين الحساسية البدوية , والحساسية الحضرية . ولعل ذلك هو ما يفسر اضطراب النقاد في نظرتهم لشعره ."

سياسياً:
بدأ العصر الأموى سنة 41 هـ بسيطرة معاوية بن أبى سفيان على الدولة الإسلامية ، ثم انتهى سنة 132 هـ ، بسقوط الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية، وانتقال الخلافة إلى بغداد
مرّ الشعراء بحالة من الركود في العصر الإسلامي، ولما قامت الدولة الأموية انطلق الشعر مزدهرًا مرة أخرى في كل المجالات كما كان في العصر الجاهلى بسبب تعدد الأحزاب السياسية وكثرة المفاخرة بين الشعراء ، بالإضافة إلى فساد الحكم وإطلاق حرية التعبير فازدهر شعر الغزل بنوعيه: العفيف والصريح، وظهر شعر النقائض على ألسنة الشعراء
تقدم النثر في العصر الإسلامي على الشعر لنزول القرآن نثراً وكذلك الحديث الشريف وقد استمر ازدهار النثر في العصر الأموى، وتعددت فنونه نظرًا لتعدد الأحزاب السياسية في هذا العصر وشدة الصراع بينها، وحاجة كل حزب إلى متحدثين بارعين في فن القول يؤيدون مبادئه ويهدمون مبادئ غيره .
مظاهر تطور النثر في العصر الأموى:
( أ ) تنوع الرسائل ( الديوانية والخاصة) وتعدد أغراضها .
( ب ) ظهور مجالس أدبية في قصورا لخلفاء والأدباء تدور حول النقد الأدبي .
( ج ) وضوح أثر القرآن الكريم والحديث الشريف في النثر الأموى من : البدء بالبسملة وحمد الله والصلاة والسلام على وسوله ، ( صلى الله عليه وسلم ) وكثر الاستشهاد بالآيات والأحاديث
أما الأسباب التى أدت إلى ازدهار الشعر في العصر الأموى فهي :
( أ ) ظهور الأحزاب السياسية .
( ب ) عودة العصبية القبلية .
( ج ) التنافس بين الشعراء
( د ) حياة الترف وكثرة مجالس اللهو والغناء
أغراض الشعر :
وقد ظهرت أغراض شعرية جديدة وتطورت أغراض أخرى قديمة:
من الأغراض الشعرية الجديدة التى ظهرت في العصر الأموي (الشعر السياسي) بسبب كثرة الأحزاب السياسية، والصراع من أجل الحكم . ومن نماذج هذا الشعر قصائد الفرز دق وجرير والكميت وغيرهم .
* ومن الأغراض الشعرية القديمة التى تطورت في العصر الأموي (الغزل الحضري أو الصريح- الغزل البدوي أو العفيف- شعر النقائض
الغزل الأموي:
هناك الغزل الحضرى والغزل البدوي :
( أ ) الغزل الحضرى أو الصريح، كما في شعر عمر بن أبى ربيعة، ومن عوامل ازدهاره :
1- حياة الترف التى عاشها الشعراء .
2- انتشار الغناء في عواصم البلاد العربية .
3- انصراف كثير من شعراء الحجاز عن السياسة واهتمامهم بالغزل .

( ب ) الغزل البدويَ العذريَ أو العفيف، كما في شعر مجنون ليلى وجميل بن مَعْمَر وأبى صخر الهذلىَ وغيرهم.
ومن عوامل ازدهار هذا اللون من الشعر ما يأتى :
1- كثرة الفراغ لَدَى شعراء البادية .
2- الغيرة على المرأة والحفاظ على التقاليد
فن النقائض وخصائصه:
شعر النقائض:
هي قصائد شعرية امتزج فيها الفخر بالهجاء والتعصب القبلي، وقد ظهرت في العصرالأموى، وكان من عوامل ظهورها ما يأتى :
1- التنافس بين الشعراء طلبًا لجوائز الأمراء.
2- تأييد الأحزاب السياسية المتصارعة .
3- رغبة الخلفاء في صرف الناس عن فساد حكمهم .
4- اهتمام النقاد وعلماء اللغة بهذه النقائض .
5- انشغال عامة الناس بها، كما يفعل جمهور كرة القدم في عصرنا .

الخصائص الفنية لهذه النقائض:
1- المزج بين الفخر والهجاء .
2- الإشارة إلى ماضي القبائل وحاضرها .
3- التزام الوزن الواحد والقافية الواحدة .
4- قوة الأسلوب والمبالغة في الخيال
وكان لشعر النقائض عيوب ومحاسن:
( أ ) من عيوب النقائض : أنها دعوة إلى العصبية القبلية، وخروج على روح الإسلام السمحة التى لا تميز بين جنس وأخر، وتنهى عن التفاخر بالأحساب والهجاء الفاحش
( ب ) ومن محاسنها : أنها أفادت اللغة والأدب بثروة أدبية وأساليب جديدة ، كما كانت سجلاَ تاريخيَّا لكثير من الوقائع والعادات في العصر الأموي.
موقف النقاد من شعر النقائض :
رضى المهتمون بدراسة اللغة والأدب عن شعر النقائض لما فيها من محاسن، ولم يرض عنها علماء الدين لما فيها من عيوب، ونحن نؤيد علماء الدين في موقفهم .
خصائص الشعر الأموى :
( أ ) معاني الشعر الأموى وأفكاره :
تأثرت بروح الإسلام في أكثرها، وظل بعضها مقلداَ لمعاني الشعر الجاهلى وخصوصاَّ في الفخر والهجاء كما في شعر النقائض، وقد تميزت هذه المعانى والأفكار بالعمق والغزارة .

( ب ) صور الشعر الأموى وأخيلته :
ظلت مُسْتمدةً من القديم في أكثرها، وقد تأثر الشعراء بالإسلام، وظهر تأثرهم به في شعرهم .

( ج ) أما ألفاظ الشعر الأموى وعباراته:
فقد كانت قوية خشنة في الفخر والهجاء، وعذبة رقيقة في الغزل، واستمد شعراء الحكمة والمدح ألفاظهم من المعجم الإسلامي .
وتفصيل الأغراض
1- الفخر والحماسة : نقصد بالحماسة التعبير عن عمق الشجاعة والجرأة لدى الشاعر ونقصد بالفخر ذكر الصفات التي يتمايز بهـــا الناس ضمن أعراف معينة وقــد اتجه الفخر عنــد شعـــراء عصر الإسلام والعصر الأموي اتجاهين ، اتجاه تشرب بروح الإسلام وترك وراءه الولاء القبلي ولـــم يعـد يفتخر بالعصبية القبلية بل ركز على معان جديدة للفخر تتمثل في :
أ?- الحرص على نيل الشهادة .
ب?- الفخر بانتصار المؤمنين.
ج- الافتخار بتأييد الملائكة .
بالإضافة إلى القيم التي أبقى عليها الإسلام والتي جاء الرسول عليه السلام متمما لها : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . مثل إكرام الضيف والعفة والشجاعة ... وغيرها ، يقول كعب بن ما لك مفتخرا بيوم بدر :
ويوم بدر لقيناكم لنا مـدد فيه مع النصر ميكال وجبريل
إن تقتلونا فدين الله فطرتنا والقتل في الحقّ عند الله تفضيل
ويقول حسان بن ثابت مفتخرا بجند الأنصار :
وقال الله قد يسرت جنـدا هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم مـن معـدّ سباب أو قتال أو هجـاء
ويقول بيهس بن صهيب مفتخرا باستقبال الضيوف :
ما ينبح الكلب حنيفي قد أُسبّ إذا ولا أقول لأهل أطفئوا النارا
من خشية أن يراها جائع صرد إني أخاف عقاب الله و النارا
ويقول أبو الأسود الدؤلي مترفعا عن الجهل :
إني ليثنيني عن الجهل والخنا وعن شتم ذي القربى خلائق أربع
حياء وإسلام وبقيا وأنني كـريم ومثلي قد يضرّ وينفع

واتجاه عاد إلى التفاخر بالآباء في الجاهلية وذلك في العصر الأموي بعد أن أعاد الأمويون نزعات القيسية واليمانية ، يقول الطّرمّاح بن حكيم مفتخرا بقومه الأسد واليمنية :

لنا من مجازي طيّء كلّ معقل عـزيـز إذا دار الأذلين حــلـت
لنا نسوة لـم يجـر فيهن مقسم إذا ما العذارى بالرماح استحلت

إلى أن يمدح قومه قائلا:
بهم نصر الله النبي وأثبتت عرى عقد الإسلام حتى استمرت
وهذا أبو محجن الثقفي يفخر بكرم السيوف ، واسباغ الدروع وبوقائع عشيرته في القادسية
لقد علمت ثقيف غير فخر بأنا نحـن أكـرمهـم سيوفا
وأكثرهم دروعا سابغات وأصبرهم إذا كرهوا الوقوفا
أما الخوارج فقد تنكروا للعصبية القبلية وللتفاخر بالأنساب وأن لا شرف للمرء إلا بتقواه :
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا هتفـوا ببكـر أو تميـم
دعيّ القوم ينصر مُدّ عيه فيلحقه بذي النّسب الصميم
وما كرم ولو شرفت جدود ولكنّ التقيّ أخو الكريـــم
2- المديح :
جاء الإسلام لينفي وليبعد صفة التكسب عن الشعراء من خلال قول الرسول عليه السلام ( احثوا في وجوه المادحين التراب ) .
ولكن المدح توجــه بفضل القيم الجديدة باتجـــاه الطريق الأسلم فكان مدحا دون تكسب ولا يعدو صفات الممدوح ، كما في قصيدة كعب بن زهير :
إن الرسول لنور يستضاء به وصارم من سيوف الله مسلول
و كذلك ما صنعه الأعشى الذي اتجه إلى المدينة ليمدح الرسول فاعترضته قريش و أغرته بمئة ناقة , و الذي عكفا راجعاً دون أن يعلن إسلامه فروي عنه في مدح الرسول :

أجدّك لم تسمع وحداة محمدٍ نبيّ الإله حين أوضى و أشهدا
نبيّ يرى مالا ترون و ذكره أغـــــــــاد لعمري في البلاد و أنجدا

أما فـي العصر الأموي فقد اتجه المدح إلـى الخلفاء و الولاة والأمراء و أخفى الشعراء على ممدوحيهم صفات التقى و الورع و حماية المسلمين و الذوذ عن حرماتهم , و إن بقي المدح أحياناً يشرئب إلى صفات المدح عند الجاهليين , يقول الأخطل مادحاً بني أمية :
حشد على الحقّ عيافو الخنا , أنف إذا ألمت بهم مكروهة صبروا
أعطاهم الله جدّاً ينصرون به لا جدّ إلاّ صغير بعـد مـحتقر
و تقول ليلة الأخيلية مادحة الحجاج :
إذا هبط الحجـــاج أرضاً مريضة تتبّع أقضى دائـها فشفاهــا
شفاها من الداء العضال الذي بها غلام إذا هزّ القناة سقاهـــا
و قد استنكر عمران بن حطّان المدح التكسبي :
أيهـا المادح العابـد ليعطــــى إن لله مــا بأيــدي الـعبـاد
لا تقل في الجواد ما ليس فيه و تسمّي البخيل باسم الجواد
3- الهجــــــاء :
نظرا لاشتداد المعركة بين طرفي الإيمان من جهة " الرسول ومن معه من المؤمنين والأتباع " . والكفر من جهة أخرى " أبو سفيان وأتباعه وعبد الله بن أبــي وحــــزن المنافقين " . فقد شجع الرسول عليه السلام الهجاء وبرز من الشعراء المنافحين عن الدعوة الإسلامية حسّان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة ، وبرز مــن الشعراء المدافعين عن حزبي الكفر والنفاق أبو سفيان وعبد الله بن الزبعرى ، فازدهر الهجاء الفردي والهجاء الجماعي وانتهج طريقا مغايرا في معانيه عن الهجاء الجاهلي فكف عن أعراض الناس وعن شتمهم وقذفهم وتوجه إلى هجاء الذين ضلوا عن طريق الحقّ وإن كان بعض الشعراء الذين توجهوا إلى المشركين لم يترسموا خطا بشكل دقيق وبقي ما وصل إلينا من هجاء هذا العصر استمرارا لأسلوب الجاهليين في التعبير بالإلقاء والتعيير بالأخلاق الشخصية ولذلك فقد أجاب حسان من قال له كيف تهجو قريشا رسول الله منهم ؟ فقال : أسله كما تسل ّ الشعرة من العجين . وهذا ما دفع الرسول عليه السلام إلى أن يطلب منه أن يذهب إلى أبي بكر ليعلم منه أنساب قريش لذلك نجده ، يقول :

لنا في كل ّ يوم من معدّ سباب أو قتال أو هجــاء
فنحكم بالقوافي من هجانا ونضرب حين تختلط الدماء
وقد خرج حسّان بين الهجاء الفردي والجماعي ، وجمع بين منهجي الجاهلية والإسلام ، فكان يعيّر المشركين بفرارهم من أمام المسلمين :
تظلّ جيادنا متمطرات تلطمهن بالخمر النساء
ويقول حسان أيضا مستلهما روح الإسلام وأسلوب القرآن مخاطبا أبا سفيان :
هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفـداء
وقد نهى الإسلام عن الهجاء المقذع فقال الرسول :من قال في الإسلام شعرا مقذعا فلسانه هدر ".
وموقف عمر بن الخطاب من الخطيئة فقد سجنه بعد أن هجا الزبرقان وكذلك موقف عثمان ابن عفان مـن عمر بن ضابئ البر جمي حيث هجا قوما أعاروه كلبا للصيد ، فحبس الكلب وألحوا في طلبه فردّه وهجاهم هجاء فاحشا حيث رمى أمهم بالكلب فقال عثمان : ما رأيت أحدا رمى قوما بكلب قبلك . يقول عمر بن ضابئ:

فأرد متهم كلبا فراحوا كأنهم حباهم بتاج المرزبان أمير
فأحكـم لا تتركوها وكلبكـم فإن عقوق الوالدات كبير

أما الأمويون فقد غضوا الطرف عن هجاء من خالف سياستهم بل شجعوا هذا الفن بصورته القبلية الذي فرّخ لنا فن النقائض والذي هو من أشبع صور الهجاء العربي ، فهذا هو يزيد بن معاوية يشجع الأخطل التغلبي على هجاء الأنصار وأمّنه من غضب والده معاوية :

خلو المكارم لستم من أهلها وخذوا مساحيكم من النجار
ذهبت قريش بالمكارم كلّها واللؤم تحت عمائم الأنصار

وهكذا عادت العصبية القبلية ، وما تحمله من هجاء قبلي مثله الطرماح بن الحكيم الطائي عندما هجا بني تميم قوم الفرزدق بعد أن خضعت هذه القبيلة ليزيد بن المهلب :

أقرّت تميم لابن دحمة حكمه وكانت إذا سبّت هوانا أمرّت
أفخـرا تميمـا إذا فتنة خبت ولؤما إذا ما المشرفية سلّت
ولـو خـرج الدجال ينشر دينه لزالت تميم حوله واحزألت
لعمري لقد سادت سجاح بقومها فلمـــا أتت اليمامــة حلـــّت
كما أن الهجاء بين الأحزاب السياسية استعرت ناره وتحول إلى نقاش سياسي .
فـن النقائض
النقيضة قصيدة يقولها شاعر من الشعراء في هجاء شاعر آخر مع قومه ، فيزد الشاعر الثاني بنقيضة أخرى تظهر مخازي الأول وقومه تكون على الروي نفسه والقافية ذاتها ، وإن اختلفت بعض الحركات والقوافي أحيانا . وموضوعها الشتم والسباب والقذف وعدم مراعاة الحُرم والأعراف ، وقد كان استمرارا لما حدث في العصر الجاهلي من نقائض ، كما حصل بين حسان والزبعرى ، عندما ذكر ابن الزبعرى أخت حسان بن ثابت ( عمرة ) وقـد نشأ هذا الفن وتطور في العصر الأموي بفعل عوامل اجتماعية وسياسية وعقلية . أما العوامل الاجتماعية فتنطلق مـن الفراغ الداخلي الذي أحدثه الأمويون فــي نفـوس الناس ، فمالوا إلى الفراغ . أما العوامل العقلية فتتمثل في نمـو العقل العربي ونمو الجدل والمناظرة في العقائد والتشريع وأحقية الخلافة . وأما العوامل السياسية فتمثل في محاولة الأمويين صرف الناس عن أمور الحكم واشغال بعضهم ببعض . وقد كان السبب المباشر في ظهور هذه النقائض أن شاعرا يربوعيا هجا جرير فانقض عليه جرير بالهجاء فاستغاث اليربوعي بالبعيث المجاشعي فأغاثه فهجا جريرا ، فانصب جرير على مجاشع وأفحش بذكر النساء فاستغاثت نساء مجاشع بالفرزدق فهجا جريرا وهكذا تكاملت حلقة المناظرة وأصبح هذا الفن الذي دام خمسين عاما من أقبح فنون الشعر العربي بحيث أبرز هذا الفن مدى التراجع الذي حلّ للشعر العربي بعد مرور خمسين عاما على دعوة الرسول عليه السلام ، يقول الفرزدق مفتخرا بشرفه وأصله وعزة بيته :

إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعــز وأطــول
بيتا بناه المليك وما بنــى حكـــم السماء فإنه لا ينقل
بيتا زراة محتب بفنائه ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
وقد أجابه جريرا قائلاً :
أخزى الذي سمك السماء مجاشعا وبنى بناءك في الحضيض الأسفل
إنـي بنـى لـي فـي المكارم أولــي ونفخت كيرك في الزمان الأول

ومن المناقضات التي انتشرت في ذلك العصر ما قاله الفرزدق معتدا بعقول قومه الراجحة في أيام السلم وشجاعتهم في أيام الحرب :

أحلامنا تزن الجبال رزانة وتخالنا جنا إذا ما نجهـل
وقد نقض جرير ذلك في قصيدة :
أبلغ بني وقبان أن حلومهم حفّت فما يزنون حبة خردل
وقد كان الفرزدق هجاء مقذعا يجاهر بما لا يحلّ من النساء فيذكر في هجائه كما حصل معه في المدينة المنورة ما لا يصح أن يصح أن يذكر من ذلك :

هما دلتاني مـن ثمانين قامة كما انقض باز أقتم الريش كاسره
فردّ جرير متهكما وساخرا :
تدليت تزني من ثمانين قامة وقصرت عن باع العلا والمكارم

ويقال أن الأخطل التغلبي قد حكم للفرزدق بالسبق على جرير بعد أن أغراه بشر بن مروان والي العراق بأن ينحاز إلى الفرزدق بعد أن حكم بالسبق لجرير ، يقول الأخطل :

اخسأ إليك كليب إن مجاشعا وأبا الفوارس نهشلا أخوان
وإذا سمعت بدارم قد أقبلوا فاهرب إليك مخافة الطوفان

فيرد عليه جرير :

يا ذا الغباوة إن بشرا قد قضى ألا تجوز حكومة النشوان
تدعوا الحكومة لستم من أهلها إن الحكومة في بني شيبان
4ـ- الرثاء :
وهو فن استمر فيه شعراء صدر الإسلام والعصر الأموي على ما كان معروفا عند الجاهليين ، فندبوا وأنّبوهم وعزّوا أحياءهم وإن تغيرت مناقب التأبين وتبدلت شمائلها فأصبح المرثي يتصف بالتقوى والإيمان والخير والبر والرحمة والهداية والطهر ومن ذلك تأبين حسان بن ثابت للرسول عليه السلام :

بالله ما حملت أنثــى ولا وضعت مثل النبي رسول الرحمة الهادي
ولا مشى فوق ظهر الأرض من أحد أوفـى بذمة جاد أو بميعاد
مـن الـذي كان نـورا يستضاء به مبارك الأمر ذا حـزم و إرشاد

ومن ذلك رثاء الشماخ بن ضرار الغطفاني لعمر بن الخطاب بعد أن طعنه أبو لؤلؤة المجوسي :
جزى الله خيرا من أمير وباركت عد الله فـي ذاك الأديم الممزق
فمن يجر أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدّمت بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت مثلها بوائح فــي أكمامها لـم تفتق
ومن ذلك رثاء متممبن نويرة لأخيه مالك الذي استشهد في حروب الردة :
لقد لامني عند القبور على البكا رفيقي لتذراف الدموع السوافك
فقال : أتبكي كل قبـر رأيته لقبر ثوى بين اللوى فالدوالك
فقلت له : إن الشجا يبعث الشجا فدعني فهذا كلّه قبر مالك
وقد يتناول الرثاء زوجة محببة لدى الشاعر تمنعه العادات أن يزور قبرها فيقول :

لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
ولهت قلبي إذ علتني كبرة وذوو التمائم من بنيك صغار
صلى الملائكة الذين تخيروا والصالحون عليك والأبرار

أما رثاء الخوارج فيصف مناقب العُباد من قيام الليل وصيام النهار ، يقول عمر بن الحصين راثيا عبد الله بن يحي وأبا حمزة الخارجي :

كم من أخ لك قد فجعت به قوّام ليلته إلـى الفجر
متأوه يتلــو قو ارع مــن آي القرآن مفرّع الصــدر

وأبرز ما يقع عليه المرء من الرثاء ، رثاء مالك لنفسه قبل أن يموت :

فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابيـــــة إنـــي مقيــم ، ليا ليا

خذاني فجرّاني ببرد إليكمـا فقــد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

تذكرت مـن يبكي عليّ فلــم أجـــد سوى السيف والرمح الرديني باكيا
5ـ - نظرا لكثرة الغزوات والحروب الداخلية والخارجية التي خاضها العرب بعد الإسلام ، فقد كتب الشعراء الذين خاضوا تلك المعارك قصائد تمثل الانتصارات . من ذلك قول كعب بن مالك بعد أن فتح الرسول خيبر :

قضينا مـن تهامة كل وتـر وخيبر ثم أحجمنا السيوفا

نخيّرها ولـــو نطقت لقالت قواطعنّ دوسا أو ثقيفا

فلست لحاصنٍ إن لم تروها بساحة داركم منا ألوفا

فننتزع العروش ببطن وجِّ ونترك داركم منا خلوفا

ونردي اللات والعزى وودا ونسلبها القلائد والشنوفا

ومن ذلك ما قاله حسان في فتح مكة :

عدمنا خيلنا إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء

يبارين الأسنة مصعدات على أكتافها الأسل الظماء

تظلّ جيادنا متمطّرات تلطّمهنّ بالخمر النساء

ومن ذلك قول عبد الله بن رواحة مصورا شوقه للاستشهاد مخاطبا ناقته :

إذا أنيتني وحملت رحلـي مسيرة أربع بعد الحساء

فشأنك أنعم وخلاك ذمّ ولا أرجع إلى أهلي ورائي

وجاء المسلمون وغادروني بأرض الشام مشهور الثواء

أما أبو محجن الثقفي فيصور بلاء قومه في القادسية قائلا :

إذا ما فـرغنا قــراع كتيبة دلفنا لأخرى كالجبال تسير

ترى القوم فيها واجمين كانهم جمال بأحمال لهن زفير

وإذا كان المستشرقون يزعمون أن فتوحات المسلمين كانت من أجل الغنائم فإن النابغة الجعدي يرد عليهم مخاطبا زوجه التي تأثرت لهجرته :
يابنة عمي كتاب الله أخرجني طوعا وهل امنعنّ الله ما فعلا
ما كنت أعرج أو أعمى فيعذرني أو ضارعا من ضنى لم يستطع حولا
6ـ شعر الشكوى : عبر الشعراء في عصر صدر الإسلام عن التظلّم واليأس من سوء العلاقات الاجتماعية وتوزيع الأموال والمناصب السياسية إذ أن المجتمع الإسلامـــي ابتداء مـن موت الرسول عليه السلام قـد أخذ بالتحول البطيء باتجاه التخلي عـن القيم الإيجابية التي كان الإسلام قـد بدأ بغرسها فـي نفوس الناس ، فهـذا شاعـر لا يستسيــغ خلافة أبي بكر الصديق ويرفض أن تتحول الخلافة إليه أو إلى أحد أبنائه :

رضينا رسول الله ما كان بيننا فيا لعباد الله ما لأبي بكر

أيرثنا بكرا إذا مات بعده وتلك لعمر الله قاصمة الظهر

وهذا الشاعر يزيد بن الصّعق يذكّر الخليفة عمر بمكانته ومسؤوليته تجاه الولاة الذين يختلسون الأموال قائلا :

أبلغ أمير المؤمنين رسالة فأنت أمين الله فـــــي النهي والأمر

فلا تدعن أهل الرساتق والقرى يسيغون مال الله فــــــي الأدم الوفر

فقاسمهم ـ نفسي فداؤك ـ إنهـم سيرضون إن قاسمتهم منك بالشطر

وهذا هو الراعي النجدي يتوجه إلى الخليفة عبد الملك بن مروان منشدا إياه شكواه الشعرية من جباة الضرائب الذين جلدوا قومهم بالسياط لعجزهم عن دفع الضرائب :

أخليفة الرحمن إنا معشر حنفاء نسجد بكرة وأصيلا

عرب نرى لله فــي أموالنا حق الزكاة منزلا تنزيلا

إن السعاة عصوك يوم دعوتهم وأتوا دواهي لو علمت ونحولا

أخذوا العريف فقطعوا حيزومه بالأصبحية قائما مغلـــولا

إن الذين أمرتهم أن يعدلـوا لم يفعلـوا مما أمــرت فتيلا

وهذا الشاعر كعب الأشقري يستغيث بعمر بن عبد العزيز متظلما من عماله :

إن كنت تحفظ ما يليك فإنما عمال أرضك بالبلاد ذئاب

لن يستجيبوا للذي تدعو له حتى تجلّد بالسيوف رقاب
7ـ الغـــزل : إذا كان الشاعر الجاهلي يعيش متمثلا الفروسية والمرأة فإن الشاعر في صدر الإسلام والعصر الأموي قد عايش مبدأ جديدا رفع شأن المرأة وبوأها مكانة مرموقة من خلال النصوص القرآنية :" وعاشروهن بالمعروف " . " وهو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " .

من خلال ذلك وبسبب انتشار الغناء وكثرة الفراغ والثراء الذي جاء إلى المجتمع الإسلامي بسبب الفتوح فقد شاع ثلاثة أنواع من الغزل : العفيف ـ الصريح ـ التقليدي .

آـ الغزل العفيف : وينسب إلى قبيلة عذرة القضاعية اليمنية التي كانت تنزل وادي القرى شمال الحجاز والتي كان أبناؤها مشهورين بهذا النوع من الغزل وقد ذكر ابن قتيبة في كتابه "الشعر والشعراء " . أن الجمال والعشق في عذرة كثير وهو امتزاج للظاهرة البدوية مع العفة الإسلامية بحيث جعلت هذه الظاهرة منزهة عن الدوافع الجسدية ، وهو يختلف عن الحب الأفلاطوني الذي يقوم على النظرة الفلسفية كما يختلف عن الحب الصوفي الذي يتجه فيه المحب إلى الذات الإلهية وقد رأى الباحثين أن هذا الحب تجسيد لعقدة المازوخية القائمة على التلذذ بالألم والعذاب وإن كان البعض يروي أو يرى أن في هذا الحب سموا من خلال سماته التي تتمثل بالعفة وتوقد العاطفة والديمومة والوحدانية والمعاناة والشكوى والخضوع المطلق لسلطان المحبوب وتعني ملازمته والحرص على رضاه والقناعة به والإعراض عن أقوال العذال فيه واكبار المرأة من خلال وصف محاسنها القيمية لا الجسدية ، يقول جميل بثينة :

لا والذي تسجد الجباه له مالي بما دون ثوبها خبـــر

ولا بفيها ولا هممت به ما كان إلا الحديث والنظر

ويقول كثير عزة :

أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لليلي بكل سبيل

ويقول جميل بثينة :

لقد فضلت حسنا على الناس مثلما على ألف شهر فضلت ليلة القدر

ويقول ابن حزام :

وإني لأهوى الحشر إذا قيل إنني وعفراء يوم الحشر ملتقياني

فيا ليت محيانا جميعا وليتنـــا إذا نحن متنا ضمّنا كفنان

ويقول جميل بثينة :

وماذا دها الواشون إلا كرامة عليّ وما زالت مودتها عندي

ب ـ الغزل الصريح : نظرا لاعتماد الأمويين صرف الناس عن الخلافة فقد أغدقوا على أبناء الحجاز الأموال وأعادوا خارطة العصبية القبلية إلى واقع الجزيرة فاتجه قسم كبير من أبناء الحجاز إلى اللهو والترف والتألق فــي المأكل والملبس والمسكن فانتشر الغناء وكثرة المغنيات وغلب علـى قسم كبير مـن شعراء مكة والمدينة الغزل الصـريـح الذي يتحسس جمال المرأة ، ولكنه على رأي الأدباء بقي أسير دوافع جمالية لا دوافع جنسية ، إذ أن كثيرا من هؤلاء الشعراء يجدون متعة في مجالسة النساء والتحدث إليهن ، ولا يتعدون ذلك ، و قد اتسم هذا الغزل الصريح بسماتٍ متمثلة بالصراحة في وصف علاقة الشاعر بفتاته و تصوير محاسنها ، ووصف معاناته بعاطفة سطحية سريعة الانطفاء ، ذلك أن هؤلاء الشعراء تعلقوا بأكثر من امرأة واحدة ، إضافة إلى نزعة الاستعلاء التي تستحوذ على نفوسهم ، من ذلك قول عمر بن أبي ربيعة في محاسن محبوبته :

غادة تفتر عن أشنبها حين تجلوه أقاح ٍ أوبرد

و لها عينان في طرفيهما حورٌ منها و في الجيد غيد

و أيضاً قوله :

ثم قالت للتي معها لا تديمي نحــوه النظـرا

خاليسيه يا أخت في خفر فـوعيت القـــول إذ وقــرا

إنه يا أخت يصرمنا إن قضى من حاجة وطرا

وقد برز من شعراء هذا الاتجاه : عمر بن أبي ربيعة ، عبد الله بن عمر العرجى ، الحارث بن خالد المخزومي ، أبو دهبل الجمحي ، عبد الله بن محمد الأنصاري .
8ـ الشعر السياسي :

ليس لدى الجاهليين شعر سياسي بالمفهوم العصري لمعنى كلمة سياسة ، إذ أن القبيلة هي الدولة المصغرة التي ينتمي إليها الإنسان الجاهلي و دفاعه عنها دفاع عن حدود مناطق الرعي فيها ، و إذا كان هناك بعض الممالك قد بدأت تتبلور فإن الإسلام قد جاء و قطع الطريق عليها ، فأنشأ نظاماً جديداً للحياة السياسية المتمثلة بإيجاد خليفة واحد يدافع عن حمى الأرض التي فتحت ، و لكن خلاف المسلمين حول مفهوم الخلافة ، هذه الخلافة لمن تكون و كيف تكون جعل المسلمين ينقسمون إلى أحزاب اتخذت طابعاً سياسياً تمثل في :

آ ـ الحزب الخارجي .

بـ ـ الحزب الأموي .

جـ ـ الحزب الزبيري .

د ـ الحزب الهاشمي .

و لو عدنا إلى بدايات الدعوة الإسلامية لوجدنا أن مسألة تبليغ الرسالة الدينية قد أخذت طابعاً سياسياً مثله حسّان بن ثابت في مخاطبته لأبي سفيان و تهديده للمشركين قبل فتح مكة حين قال :

ألا أبلغ أبا سفيان عني مغلغلة فقـد برح الخفاء

بأن سيوفنا تركت عبداً و عبد الدار سادتها الإماء

و قوله أيضاً مفتخراً أو هاجياً لعبد الله بن الزبعرى و مشيراً إلى مقتل أصحاب اللواء يوم أحد :

و ما أبالي أنبّ بالحزن تيسٌ أم لحاني بظهر غيب لئيم

تلك أفعالنا ، و فعل الزبعرى خامل فــــي صديقه مذموم

و قريش تلوذ منّا لواذاً لم يقيموا وخفّ منها الحلوم

لم تطق حمله العواتق منهم إغا تحمل اللواء النجوم

شعر الخوارج السياسي :

الخوارج هم شيعة علي بن أبي طالب الذين خرجوا عن صفه بعد أن قبل بمسألة التحكيم بينهم و بين معاوية ، ذلك أن معركة صفين قد أوشكت نهايتها على فوز جيش علي ممّا جعل معاوية و جماعته يرفعون المصاحف طلباً للتحكيم ، و قد زعم هؤلاء الخوارج الذين انشقوا عن علي أن مسألة التحكيم خدعة ، و لكنّ علي قَبِلَ به لأنها تطلب تحكيم القرآن الكريم في هذا الخلاف ، و ما كان لخليفة مثل علي أن يرفض التحكيم و قد شكلت هذه الفئة من المسلمين خيشاً عنيداً صلباً رأى بالجهاد ركناً أساسياً من أركان الإسلام و اعتقد أصحاب هذا الحزب الذين تسموا : " الشُّراة ، المحكمة ، الخوارج ، الحَروريّة " أنّه لاحكم إلاّ لله ، و أنه لا يجوز تعيين خليفة للمسلمين و قد خرجوا إلى بلاد ما وراء النهر ، و قد انقسم الخوارج إلى طوائف متعددة منهم : النجدات ، الأزارقة و الأباضية و الشفرية و أشدهم تعنتا الأزارقة الذين يرون أن القعود عن الجهاد اثم كبير وان الخلافة ليست بالضرورة ان تكون من القرشيين أو من العرب .

و قد مثل هؤلاء من الخوارج حزبهم أكبر تمثيل ، فنبذوا كلّ تعصب يقوم على الأسرة أو الجنس ، فقد كانوا مجموعة أفراد ينتمون إلى فئات متعددة ، ومن أشهر و أهم شعراء الخوارج : " قطري بن فجاءة ، الطّرمّاح بن حكيم الطائي ، عمران بن حطّان ، و عمرو بن الحصين ، يزيد بن حسباء " . وقد جمع قطري بين رقة النفس والحماسة للعقيدة ، وعبر عن رؤية الخوارج في القتال فقال :

لعمرك إني فــي الحياة لزاهـــد وفـــــي العيش مالم ألق أمّ حكيم

من الخفرات البيض لـم ير مثلها شفاء لذي بثّ ولا لسقيـــــــــم

لعمرك إني يوم ألطم وجههــا علـــى نائبات الدّهــــر جدّ لئيم

ولو شهدتني يوم دولاب أبصرت طعان فتى فـي الحرب غير ذميم

ويقول عيسى بن فاتك الحبطي حينما هزم أربعون من الخوارج ، ألفين من جند عبيد بن زياد في معركة آساه :

أألفا مؤمـن فيمـا زعمتم ويهزمهـم بآسك أربعونا

كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ولكن الخــوارج مؤمنونا

هم الفئة القليلة غير شكّ على الفئة الكثيرة ينصرونا

ويقول مصقلة بن عتبان يفتخر على بني أمية بأنصاره الخارجين كسويد والبطين وقعنب وشبيب وغزالة التي نذرت أن تدخل مسجد الكوفة وتصلي فيه ركعتين ووفت بوعدها وصلت والحجاج لا يجرؤ على الخروج إليها :

أبلغ أمير المؤمنين رسالة و ذو النصح إن لم يربح منك قريب

فمنا سويد و البطين و قعنبٌ و منا أميــر المؤمنين شبيــب

غزالة ذات النذر منا حميدةً لها في سهام المسلمين نصيبُ

9ـ ـ شعر الزهد : وضح الإسلام النظرة إلى الحياة الدنيا من منطلق بسيط يدعو إلى أن يكتفي الإنسان بالقليل مـن متاعها و النظر و التركيز علــى ما بعــد الموت لأن فيه الحياة الأبدية و السرمدية :" و اتبع فيمـا أتاك الله الدار الآخــرة ، و لا تنس نصيبك مـن الدنيا و أحسن كمـا أحسن الله إليك " و قوله تعالى : " ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " .

و من هذا المنطق تبنى عدد من الشعراء المسلمين في عصر صدر الإسلام و العصر الأموي هذه الفلسفة و دعوا إلى طرح الدنيا و الإقبال على الآخرة و التوكل على الله و الثقة به و الإيمان بأنه متكفلٌ برزق الجميع ، و من هؤلاء الشعراء الذين دعوا إلى ذلك:

" أبو الأسود الدؤلي تلميذ الإمام علي كرم الله وجهه ،مالك بن دينار ،عروة بن أذينة ،سابق البربري " .

يقول عروة بن أذينة :

لقد علمت، و ما الإسراف من خلقي إن الذي هو رزقي سوف يأتني

أسغى إليه ميعنيني تطّلبه و لـــو قعدت أتاني لايعنيني

ويقول أبو الأسود الدؤلي داعياً إلى السعي من أجل العيش القائم على الحياة الكريمة :

وما طلب المعيشة بالتمنــي ولكن ألق دلوك فــي الدلاء

ولا تقعد على كسل تمنـــى تحيل على المقادر والقضاء

وينتقد الشاعر سابق البربري انصراف الأغنياء إلى جمع المال :

فحتى متى تلهو بمنزل باطل كأنك فيه ثابت الأصل قاطن

وتجمع ما لا تأكل الدهر دائبا كأنك في الدنيا لغيرك خازن

وكما وإن شعراء الزهد في هذا العصر قد أكثروا من ذكر الموت وتحدثوا عن هاجسه المفزع :

فويحي من الموت الذي هو واقع وللموت باب أنت لا بد داخله

وكيف يلذّ العيش مـن هـو عالــم بأن إله الخلق لا بدّ سائله

وهذا هو الفرزدق يذكر الموت وعذاب الله في الآخرة في حوار مع الحسن البصري في يوم جنازة زوجه النوار :

أخاف وراء القبر إن لــم يعافني أشدّ مــن القبــر التهابا وأضيقا

إذا جاء فــي يـوم القيامة قائـــــــد عنيف وسوّاق يسوق الفـرزدقا

لقد خاب من أولاد دارم من مشى إلـى النار مغلول القلادة موثقا
10ـ – شعر الرجز : الرجز طريقة شعرية مختلفة عن طريقة القصيد ، اتخذها مجموعة من الشعراء مركبا ذلولا لنقل عواطفهم ومشاعرهم تجاه الحياة والمجتمع ، وهذا الشعر يقوم من حيث شكله على نقطتين : انجاه وزن بحر الرجز أساسا له والذي يتكون من ست تفعيلات في البت الشعري الواحد قائما على تكرار تفعيلة ( مستفعلن ) كما أنه يراعي التصريع ، وقد تكون قافية كل بيت مختلفة عن قافية البيت الذي يليه ، وقد تكون للأبيات قافية واحدة ، وبعد العجاج وابنه رؤبة أول من حوّل شعر الرجز من البيئة الشعبية إلى البيئة المثقفة بحيث أصبح رجزهما يحتج به في اللغة والأدب بعد أن كان هذا الرجز فنا شعبيا يتناوله العامة في مجالسهم وعمله من ذلك ما قاله العجاج :

أقلّي اللوم عاذل والعتابن -وقولي إن أصبت لقد أصابن

وقد كان الرجز في أمله ينظم ارتجالا ويعد الأغلب العجلي أول من أطاله وجعله كالقصيد ، كما أن شعراء الأراجيز تناولوا الأغراض الشعرية كالهجاء ، المديح ، الفخر ... ونهجوا أحيانا نهج القصائد العربية كالوقوف على الأطلال والرحلة إلى الممدوح ، يقول أبو النجم العجلي يصف فهودا لعبد الملك بن مروان في موقعة صيد :

إنا نزلنا خير منزلات- بين الحميرات المباركات

في لحم وحش وحباريات وإن أردنا الصيد واللذات

جاء مطيعا لمطاو عات عُلّمن أو قد كن عالمات

ومن الأراجيز التي كتبت للتندر والدعابة ما قاله أبو النجم العجلي موصيا ابنته عند زواجها واصفا الزوجة والحماة في موقف الحشر طالبا منها أن لا تتوانى في الخصام :

أوحيت مــــن برّة قلبا مرّا بالكلب خيرا والحماة شرا

لا تسأمي ضربا لها وجرّا حتى ترى حلو الحياة مرّا

وإن كستك ذهبــــــا ودرّا والحي عميّهم بشر ّطرّا

وقد امتدح علي بن عبد العزيز الجرجاني في كتابه : ( الوساطة بين المتنبي وخصومه ) تعريب الرجّاز للكلمات الفارسية والحبشية كاستعمال كلمة ( البردجا) واستعمال (تسجا ) بمعنى التفّ . وقد أصبحت الأرجوزة في نهاية المطاف نصا أدبيا يعتمد عليه النحاة واللغويون في شواهدهم .
11ـ - شعر الطبيعة : نظرا لنزوح العرب بين حياة الصحراء وحياة الحضارة الجديدة فقد بقي عالقا في أذهان الشعراء مجال الصحراء وما تحمله من ذكريات بما فيها من خيام ونوق وخيول وحيوانات ونجوم ، وبقي كثير من الشعراء يفضل حياة الصحراء على حياة المدن كما عند الفرزدق عندما قارن بين طبيعة الصحراء ونهر وجبل وبين الناقة في تلك الصحراء والسفينة في نهر :

لفلح وصحراواه لو سرت فيهما أحب إلينا مــــن دجيل وأفضل

وراحلة قد عوّدوني ركوبهـــــا وما كنت رعابا لها حين ترحل

قوائمها أيدي الرجال إذا أنتجت وتحمل من فيها قعودا وتحمل

إذا ما تلقاها الأواذي شقهــــــــا لها جؤجؤلا يسترع وكلكـــل

إذا رفعوا فيها الشراع كأنهـــا قلوص نعام أوظليم شمردل

ويعد الشاعر ذو الرمة من أكبر الشعراء الذين عشقوا الصحراء وأيامها وما فيها ورأى ما في الصحراء مسلاة في اطار ذكره لمية تلك المرأة التي أفلتت من يده فجعلته يذوب في رمال الصحراء ، يقول ذو الرمة في وصف حيوان الصحراء بظبية وابنها عاكسا عواطف الإنسان عليهما :

إذا استودعت صفصفا أو صريحة تنحت ونصت جيدها بالمناظر

حذارا على وسنان يصرعه الكرى بكل مقيل عـن ضعاف فـواتـر

وتهجره إلا اختلاسات نهارهـــــــا وكم من محب رهبة العين هاجر
ما ذا تعرف عن كل من الغزل الحضرى والغزل البدوي ؟
( أ ) الغزل الحضرى أو الصريح، كما في شعر عمر بن أبى ربيعة، ومن عوامل ازدهاره :
1- حياة الترف التى عاشها الشعراء .
2- انتشار الغناء في عواصم البلاد العربية .
3- انصراف كثير من شعراء الحجاز عن السياسة واهتمامهم بالغزل .
متى بدأ العصر الأموى ؟ ومتى انتهى ؟
بدأ العصر الأموى سنة 41 هـ بسيطرة معاوية بن أبى سفيان على الدولة الإسلامية ، ثم انتهى سنة 132 هـ ، بسقوط الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية، وانتقال الخلافة إلى بغداد
وضح حال كل من الشعر والنثر في العصر الأموي ؟
مرّ الشعراء بحالة من الركود في العصر الإسلامي، ولما قامت الدولة الأموية انطلق الشعر مزدهرًا مرة أخرى في كل المجالات كما كان في العصر الجاهلى بسبب تعدد الأحزاب السياسية وكثرة المفاخرة بين الشعراء ، بالإضافة إلى فساد الحكم وإطلاق حرية التعبير فازدهر شعر الغزل بنوعيه: العفيف والصريح، وظهر شعر النقائض على ألسنة الشعراء
تقدم النثر في العصر الإسلامي على الشعر لنزول القرآن نثراً وكذلك الحديث الشريف وقد استمر ازدهار النثر في العصر الأموى، وتعددت فنونه نظرًا لتعدد الأحزاب السياسية في هذا العصر وشدة الصراع بينها، وحاجة كل حزب إلى متحدثين بارعين في فن القول يؤيدون مبادئه ويهدمون مبادئ غيره
ما مظاهر تطور النثر في العصر الأموى؟
( أ ) تنوع الرسائل ( الديوانية والخاصة) وتعدد أغراضها .
( ب ) ظهور مجالس أدبية في قصورا لخلفاء والأدباء تدور حول النقد الأدبي .
( ج ) وضوح أثر القرآن الكريم والحديث الشريف في النثر الأموى من : البدء بالبسملة وحمد الله والصلاة والسلام على وسوله ، ( صلى الله عليه وسلم ) وكثر الاستشهاد بالآيات والأحاديث
ما الأسباب التى أدت إلى ازدهار الشعر في العصر الأموى؟
من هذه الأسباب مأتى
( أ ) ظهور الأحزاب السياسية .
( ب ) عودة العصبية القبلية .
( ج ) التنافس بين الشعراء
( د ) حياة الترف وكثرة مجالس اللهو والغناء

ظهرت أغراض شعرية جديدة وتطورت أغراض أخرى قديمة. وضح ذلك
من الأغراض الشعرية الجديدة التى ظهرت في العصر الأموي (الشعر السياسي) بسبب كثرة الأحزاب السياسية، والصراع من أجل الحكم . ومن نماذج هذا الشعر قصائد الفرز دق وجرير والكميت وغيرهم .
* ومن الأغراض الشعرية القديمة التى تطورت في العصر الأموي (الغزل الحضري أو الصريح- الغزل البدوي أو العفيف- شعر
الأدب في العصر الأموي
بدأ العصر الأموي بتولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة سنة 40 هـ وانتهى سنة 132 هـ بسقوط الدولة الأموية على يد بني العباس ، وبهذا يكون العصر الأموي قد امتد قرابة تسعين سنة . وكان الخلفاء في مطلع الدولة أقوياء ، وبخاصة معاوية ومروان بن الحكم وابنه عبد الملك وأحفاده الوليد وسليمان وعمر بن عبد العزيز.
ولكن جاء فيما بعد ذلك خلفاء بعضهم ضعيف وبعضهم مستهتر ، فكان ذلك سبباً في تأخر الدولة الأموية ، ثم سقوطها في النهاية .
الحياة السياسية في عهد بني أمية
يتسم العصر الأموي بالانقسامات الحزبية والأحزاب السياسية المتعدِّدة ، وخصوصاً بعد أن تسلّم الخلافة يزيد بن معاوية ، وكان سيء التصرُّف ، حدثت في عصره مأساة كربلاء ، وما كان فيها من قتل الحسين بن علي - رضى الله عنه - ، ومأساة معركة الحَرّة التي استباح فيها جيش يزيد حُرْمة المدينة بقيادة الوليد بن عُقبة المرّي . وحين تدفّقت الأموال من جميع أنحاء الدولة إلى الشام ، كثر التّرف ، ثم عمّ الرخاء سائر البلاد ، وكان الحجاز قطراً فقيراً غير ذي زرع ، وكان فيه كثير من أبناء الصحابة ، فرأى بنو أميّة أن يغرقوا الحجاز بالأموال ليشيع التَّرَف ، فينصرف السكان هناك عن الخلافة وشئونها إلى الحياة المترفة الجديدة ، ولذلك شاع في الحجاز التَّرف وكثرت الجواري والمغنيات ، حتى لقد عدّد صاحب كتاب الأغاني أربعين مغنية بالمدينة وحدها . ونبغ في الغناء محترفون كمعبد والغريض وغيرهما ، وشاع شعر الغزَل حتى اختص به بعض الشعراء ، وعلى الجملة (الخلاصة) فقد تغيرت حياة العرب الاجتماعية كثيراً ، ولولا أن عدداً كبيراً من الجنود ظل مجاهداً في سبيل الله ، سائراً في حركة الفتوح لجر الترف على المجتمع ويلات كثيرة .
س1 : متى بدأ العصر الأموي ؟
جـ : بدأ العصر الأموي بتولي معاوية ، رضي الله عنه، الخلافة سنة41 هـ وانتهى سنة 132 بسقوط الدولة الأموية على يد بني العباس .
س 2: بِمَ تميّزت الحياة السياسية في العصر الأموي ؟
جـ : تميّزت الحياة السياسية في العصر الأموي بالانقسامات الحزبية والأحزاب السياسية المتعدِّدة التي تطالب بحقها في الخلافة من هاشميين - أمويين - خوارج .
س3 : لماذا عادت في العصر الأموي بعض أغراض الشعر التي حرمها الإسلام ؟
جـ : وذلك بسبب تشجيع الخلفاء الأمويين ؛ من أجل ذم وهجاء خصومهم و التهوين و التقليل من شأنهم .
أولاً : الشعر :
س1 : اذكر أسباب ظهور الشعر السياسي في العصر الأموي ، وازدهاره .
جـ : أسباب ظهور الشعر السياسي في العصر الأموي :
1 - قيام الأحزاب السياسية من الأمويين والخوارج والزبيريين والشيعة .
2 - شدة الصراع بين الأحزاب في سبيل الحكم فصار لكل حزب شعراؤه ،فالأخطل - مثلاً- يدعو إلى بني أميّة، والكميت يدعو إلى بني هاشم ، وعبد الله بن قيس الرقيات ، يدعو إلى الزبيريين ، وقطري بن الفجاءة يدعو إلى الخوارج ، وهكذا..
- أما أسباب ازدهاره : فترجع لقوة الصراع المتصل طوال تلك الفترة ، ومن أمثلته : قصيدة أبي خالد القناني .
" شعر النقائض "
س1 : ما هي النقائض ؟
جـ : هي معركة هجائية شعرية نشبت بين بعض الشعراء أمثال جرير والفرزدق والأخطل ، وفيها ينظم شاعر قصيدة في الفخر والهجاء على وزن وقافية ، فيرد عليه شاعر آخر بقصيدة ينقض بها فخره وهجاءه من نفس الوزن والقافية ؛ حتى يظهر تفوقه عليه من ناحية المعاني ، ومن ناحية الفن نفسه .
س2 : لماذا انتشرت النقائض في عصر بنى أمية ؟
جـ : انتشرت للأسباب الآتية :
1 - التنافس الشخصي بين الشعراء للحصول على منح الخلفاء والأمراء .
2 - الانتماء إلى الأحزاب المتصارعة على الحكم .
3 - تشجيع خلفاء بني أمية لكل ما يشغل الناس عن عيوب حكمهم .
4 - تلهف العامة على أخبارها للموازنة بينها ، ولشغل أوقات فراعهم .
س3 : اذكر أهم وأشهر شعراء النقائض ؟
جـ : أهم وأشهر شعراء النقائض :
(الفرزدق - جرير - الأخطل - البعيث) .
س4 : لشعر النقائض عيوبه ومحاسنه . وضح ذلك .
جـ : أولاً : عيوبه :
1 - إحياء العصبية القبلية التي قضى عليها الإسلام .
2 - التفاخر بالأحساب والأنساب .
3 - الهجاء اللاذع الفاحش الخارج عن روح الإسلام .
ثانياً : محاسنه :
1 - أفادت النقائض اللغة والأدب بما فيها من أساليب جديدة وثروة لغوية .
2 - كانت سجلاً تاريخياً لكثير من الوقائع والعادات في العصر الأموي .
3 - ساعدت على اهتمام النقاد وعلماء اللغة بدراستها للموازنة والمفاضلة بينها .
س5: لم شجع النقاد وعلماء اللغة شعر النقائض ؟ { أجبْ بنفسك } .
س6: ما الذي ساعد على انتشار المدح في العصر الأموي ؟
جـ : الرغبة في عطاء الخلفاء والقادة والحصول على عطاياهم (جوائزهم).
س7: ما الخصائص الفنية للشعر في العصر الأموي ؟
جـ : الخصائص الفنية للشعر في العصر الأموي :
1 - الألفاظ جزلة وسهلة وعذبة رقيقة .
2 - الاعتماد على التصوير رغبة في إبراز الأفكار والمعاني .
3 - بناء القصيدة كان على طريقة الجاهلين في تعدد أغراض القصيدة .
4 - الموسيقا : التزم الشعراء نظام الوزن الواحد والقافية الواحدة .
5 - التأثر بألفاظ القرآن .

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||