تواطؤ اجتماعي للاستسلام الجماعي
- عادات وتقاليد ثقافه وتراث
- 22/5/2016
- 1359
- منقول للكاتب :أحمد عبد الرحمن العرفج
تواطؤ اجتماعي للاستسلام الجماعي
تواطؤ اجتماعي للاستسلام الجماعي مَن يَتتبَّع سِيرة المُجتَمع السّعودي؛ يَجد أنَّ هُنَاك حَالة استسلَام جَمَاعي، وتَنَازُلَات أُسريّة في كَافة مَنَاحي الحيَاة، بمَعنَى أنَّ الكُلّ يَتصرّف ويَنسَاق نَحو عَاطفته وأهوَائه، وإذَا سَألته: لِمَاذَا؟ قَال: (كُلّ النَّاس هَكَذا)، أَو (هَذه طَبيعة المُجتَمَع)..!
وحَتَّى نُبيِّن الأمُور والقَوَاعِد؛ دَعونَا نَذكر بَعض الأمثِلَة والشَّوَاهِد:
خُذ مَثلاً، سَهَر الأطفَال حَتَّى الفَجر، واستمرَارهم في النَّوم حَتَّى الظَّهيرَة، وتَنازُل الأُسَر عَن مُقَاومة هَذه العَادة السيّئة، وإذَا سَألتَ أَحَد الوَالدين، قَال: (مَاذا أَفعَل؟ هَذه طَبيعة المُجتَمع)..!
مِثَالٌ آخَر، انغمَاس الأطفَال في الجوَّالات، واللّعب بِهَا طوَال اليَوم، ممَّا يُدمِّر أبصَارهم وعقُولهم، وهُم في مَرحلة التَّكوين، وإذَا سَألتَ الأُم أو الأُب، قَال: (مَاذا أَعْمَل؟ كُلّ أطفَال النَّاس يَفعلون هَكَذا)..!
مِثَالٌ ثَالِث، إذَا أَقْبَلَت الإجَازَات ذَهَبَ النَّاس للسَّفَر -غَالِبًا- مِن أَجْل التَّفَاخُر والتَّنَابُز، فَأَصْبَحَ السَّفَر عَادَة عِندَ مَن يَستطيع ومَن لَا يَستَطيع، حَتَّى أَضْحَى هو والإجَازة؛ وجهَين لعُمْلَةٍ وَاحِدَة، وإذَا سَألتَ أربَاب الأُسَر عَن ذَلك، قَالوا: (مَاذا نَصنَع؟ هَذه طَبيعة المُجتمع)..!
وأَخيرًا، هُنَاك انصرَافٌ جَمَاعي، وحَرْبٌ لَا هَوَادَة فِيهَا؛ عَلى القِرَاءة والثَّقَافَة والاطّلاع، وإذَا عَاتَبْتَ الأَبوين؛ لِمَاذَا لَا يُحبّبان أطفَالهمَا في القِرَاءة والاطّلاع، باعتبَارهما مَفَاتيح المَعرفة والثَّقَافة والتَّربية؟ قَالَا: (مَاذا نَفْعَل؟ هَذه طَبيعة المُجتَمع)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ نَطرح السُّؤَال التَّالي: أَين دور التَّربية؟
وأَين الحِرْص عَلَى أَجْر الأَبوين؟ وأَين مَا يُقدِّمه أَوليَاء الأمُور لأُسَرهم مِن بَثّ الوَعي، ونَشر المَعرفة، وحُسن التَّوجيه، وجَودة التَّربية؟
أَين هَذه كُلّها؛ إذَا كَان الإنسَان يَستَسْلم لقوّة التّيار الأهوَج، الذي يَصعق تِلك القِيَم بقوّة مُدمِّرة؛ تَجرف كُلّ شَيء أَمَامها وتَحرقه..؟!
ومِن الغَريب؛ أَنَّ الأَبوين يُحاولان أَنْ يشغلَا الأطفَال بأَي شَيء، حَتَّى يَنْصَرِفَا إلَى شؤونِهمَا ورَغبَاتِهمَا الأنَانيّة..!!
أضف تعليقك على الموضوع