معالم مكة المكرمة التاريخية في الحج
- القسم الاسلامي
- 29/8/2016
- 1763
- منقول للفائده
( معالم مكة المكرمة التاريخية في الحج )
" عين زبيدة "
زبيدة هي بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور حفيد الخليفة العباسي القوي ابي جعفر المنصور وزوجة الخليفة العباسي العظيم هارون الرشيد .
تسمى " أمة العزيز " وتلقب بــ " زبيدة " وهي أم الخليفة العباسي الامين .
اتّصفت بالذكاء، والحكمة، لها قامةٌ طويلةٌ، عرفت بكرمها ونبلها وفصاحتها وحبها لخدمة الناس خاصة الفقراء .
من أهم أعمالها على مدى التاريخ " عين زبيدة " .
فقد أدركت زبيدة في أثناء حجّها مدى الصعوبات التي تواجه الحجاج خلال طريقهم إلى مكة من نقص المياه، و ما يعانونه من جرّاء حملهم لقرب الماء من تعب وإرهاق، و كان الكثير منهم يموتون جرّاء ذلك.
وبسبب ذلك، قرّرت زبيدة وأمرت بحفر قنوات مائية تتصل بمساقط المطر،
فاشترت جميع الأراضي في وادي النعمان ، وأبطلت المزارع والنخيل، وأمرت بأن تُشقّ للمياه قناة في الجبال.
وادي النعمان يعتبر من أغنى أودية مكة بالمياه يأخذ أعلى مساقط مياهه من رأس جبل كرا من ارتفاع (1950م) في المكان المعروف بــ " وادي المعسل " بالكر.
ثم ينحدر في طريقه حتى يصل وادي عرنة في عرفات وهو كبير وتسكنه قبيلة هذيل العظيمة رهط الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه .
يبدأ مسار عين زبيدة من بداية جبل الكرا ممر وادي النعمان ثم تنحدر نحو منطقة الخطم المتواجدة في اطراف عرفة حتى يدخل عرفات فجبل الرحمة واقيمت بئر كبيرة في عرفة ومجاري خاصة له.
ثم تتوجه العين نحو مزدلفة عند منطقة طريق الملك فيصل رحمه الله خط رقم ( 4 ) حيث يسلك مضيق وجبلى المأزمين حتى تصل مزدلفة وقدأقيمت بئر كبيرة في مزدلفة و مسارات متنوعة فيه .
ثم تسير العين نحو منى عبر منطقة دقم الوبر فجبل الصابح الشهير بجبل منى اليماني فوقه قصر الضيافة الملكية حتى تدخلها وتنشئ حولها بئر عميقة ومسارات مياه .
و تدخل عين زبيدة مكة ايضا من جبل الصابح من جهة أنفاق جسر الملك عبدالله ثم تسير من أطراف جبل الصابح بأطراف العزيزية الشمالية حتى تصل ريع صديقي .
حيث يتجه مسارمنها نحو الشيشة فالمعابدة فالراقوبة نهاية خطها بالمسجد الحرام و مسار آخر نحو محبس الجن وهو مكان تجمعها الكبير ونهايته في مكة .
لم يكن مسار القناة على أرضٍ مستويةٍ بل قطعت أوديةً ومرتفعاتٍ، فتنفيذها كان بمهارةٍ هندسيةٍ كبيرةٍ جداً، وكانت كلفة الإنشاء عاليةً،
فقد أخبرها أحد المهندسين المشرفين على تنفيذ العمل بأنّ الكلفة عالية، فقالت قولتها الشهيرة زبيدة رحمة الله عليها ( اعمل ولو كلّفتك ضربة الفأس دينارا )
تم الانتهاء من تلك العين العملاقة بعد اثنى عشرة سنة وهو عمل بقية قرابة 12 قرن تقريبا .
وساهم في ري عطش الحجاج من الماء وكذلك أهل مكة شرفها الله .
وقد اهتم المسلمون بتلك العين و أهم تطوير لها كان زمن السلطان سليمان القانوني و عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله .
ولاسف تم تقطيع تلك العين بعد الاستفادة من مياه تحلية البحر ولكن هناك جهود جبارة من دارة الملك عبدالعزيز من أجل احياء تلك العين العظيمة والخالدة .
أضف تعليقك على الموضوع