ماهي العرضة الجنوبية؟

ماهي العرضة الجنوبية؟

 

ماهي العرضة الجنوبية؟

من وجهة نظر متابع بسيط..!!

العرضة الجنوبية هي بالتأكيد موروث شعبي له مكانته عند اهل الجنوب وقاطنيه ..وهذا الموروث هو فن جميل وأصيل هذا إن أردنا أن نتحدث عنه بإنصاف وبحياد تام .
وللعلم فهذا الموروث يحتاج منا إلى وقت كبير جدا للإطلاع على أبحاث قد تصل إلى مئات من السنين مضت ..!!!
ومما هو جدير بالاهتمام أن تقام تلك العرضات عادةً في أوقات العصر وحتى غروب الشمس إيذاناً بحلول المغرب ..
أما في الليل فتتجه الفعاليات إلى ألوان اخرى للعب وممارسة ذلك الفن مثل :
الهرموج والمسحباني، ومع العصر الحديث الذي صاحبه التثقف الديني والعلم الشرعي انتهت تلك الالوان الشعبية وبقيت العرضة .
وانا بالتأكيد لست ممن أدعي العلم والاختصاص بهذا الشأن ولست بشاعر أو بمؤصل للتراث ولكني متذوق لهذا الفن الرائع والجميل ومتابع بسيط للساحة وبعض شعراء العرضة ..!

رأي او فكره عن العرضة !!
أما من ناحية رأيي وفكرتي عن الساحة الشعبية للعرضة الجنوبية فإني أرى أن ذلك الفن الشعبي الأصيل قد مر بعدة مراحل سابقا فقد كان هذا الفن الشعبي لون من الوان الرمز الثقافي والاجتماعي للمنطقة التي عادة ماتكون متوازية مع شجاعة وفروسية أفراد القبلية،
فالشاعر يحضر بفكره وبما تجود به قريحته لتسجيل تواجد...
وحفظ تاريخ...
وإظهار مواقف العز والبطوله للقبيله...
ومدح رموزها واعلامها...
ورثاء مفقودها...
وقد كان يٌستخدم الشعر في الصلح بين القبائل ولتقريب وجهات النظر مما اثر إيجاباً في القبول المجتمعي لشاعر القبيله ولسانها وبالطبع كان ذو وجاهه قبليه وله دوره الإجتماعي في استقبال وفود من القرى او القبائل المجاوره وكان صاحب شأن بين القبيلة ولازال هو كذلك !
وانتقل هذا المورث الى احياء مناسبات الزواجات والاعياد وغيرها من تلك المناسبات التي كانت تسهم في التقاء أبناء القبيله مع بعضهم البعض ومع القبائل المجاوره وكل شاعر يحاول يظهر محاسن قبيلته ويدافع عنها , ومن هذا المنطلق اكتسب هذا اللون الثقافي شعبية عارمه بين قبائل الجنوب .
لدرجة عندما تقدم قبيله الى قبيلة اخرى او قريه الى قرية يدخلون للمحفل بعرضه يتقدمهم شاعرهم وبقية رموزهم ويكون موقف يشوش له الرأس ومشرف للضيف والمضيف .

تطور الأمر حتى وصل الى ماقبل وقتنا الراهن الى السعي الحثيث للسمعة والصيت ورغبه جامحه من صاحب الحفل والشاعر للشهره بمعنى مصلحه شخصية وليست مصلحه قبلية كما سابق الزمان .

ومع الظهور الإعلامي اتخذت العرضة الجنوبية منحنى اخر اكبر مما سبق كتنافس بين أصحاب الحفلات والشعراء حيث صاحب الحفل يرغب ان تكون حفلته مميزه عن غيرها والشاعر يبحث عن المكأفأة التي يرى انه يستحقها وهذا حق من حقوق راعي الحفل ان يسجل التاريخ موقف مشرف لحفله وحق مكتسب ايضا للشاعر !

ومع توفر أدوات الاعلام وانتشار الاعلام الفضائي وكثرة المناسبات تواجد بالساحة شعراء بكثره منهم من استمر ومنهم من ابتعد لاسباب خاصة لها دور بظروف الحياة والثقافة والتواصل الاجتماعي والقبول الجماهيري .

الفرق بين الماضي والحاضر !
يبقى الفيصل هنا ( بالذائقة ) الشخصية للمتلقي ..
ومن الطبيعي أنه بالماضي كانت المناسبات شبه معدوده والشعراء قله وبالتالي القصائد محدوده على مدار العام لدرجه انها تكاد تحفظ جميع القصائد التي قيلت على مدار العام والبعض من تلك القصائد لازال محفوظ بذاكره كبار السن لما لها من وقع حسي ومعنوي وموقف معبر . والمعنى مدفون بين الشعراء لا مهاترات ولا لغط ولا محسوبية ولا هناك اهتمام لمحاولة لفرد العضلات الدعائية تحت مبدأ أنا الاقوى أو أنا الافضل...

اما بالوقت الراهن فالمناسبات كثيره والشعراء أكثر ورغم هذا يكاد يمر عام تلو العام لاتجد فيه أي قصيده يرددها الجمهور او تم حفظها بسبب تكرار المفردات وعدم وجود الموقف المعبر الذي يشد المستمع او افتقادها للمعنى الذي يعجب المتذوق بل يصل الامر احيانا للعب على المكشوف وكثر من الأسباب . عدا بعض القصائد المحدوده جدا مثل قصائد المناسبات

الشعراء والعرضة !
في الآونه الاخيره رأينا بعض الشعراء يسعون لياخذوا من العرضه شهرتهم بينما يفترض ان تاخذ الساحه الشعبية للعرضة خطوه للامام من ثقافتهم وجديدهم ومفرداتهم اللغوية !

كذلك ظهر مؤخراً ما يسمى بالثنائيات . وهي لاشك جميله جدا عندما يتم تسخيرها لإمتاع الجمهور وليس للشهرة والكسب المادي ، ومن عيوبها القضاء على المواهب واحتكار الساحة .

الشعراء هم كثر الان بالساحة ولكن قله ممن يستطيع ان يستمر او يكتسب قاعده جماهيرية !

لان كل ذلك مرهون بجمال الصوت وفن الالقاء وجودة انتقاء المفردات القوية المميزه ذات معنى وهدف ولفت نظر الجمهور لفكره جديدة من لحن ومعنى !
وهذا لن يكون بالأمر السهل الا من قِبل شاعر متمكن لديه قاعده قويه وثقافه واطلاع تام على التاريخ الثقافي والاسلامي وحتى العالمي !
وكذلك يملك موهبة في التواصل الحسي مع الجمهور ليصل الى رغبتهم ويشبع ذائقتهم . غير ذلك يعتبر شاعر هادم للعرضة وليس مطور للمورث الشعبي !

الى اين تتجه العرضة !
ارى انها سوف تستمر وبشكل افقي وليس عمودي وذلك لعدم توفر مسألة التجديد بذلك الموروث الشعبي لانه ملزم بالشقر كتعريف شعبي والذي يعرف ببساطة أنه تشابه في الحروف مع إختلاف في المعنى ... !

يظل التجديد في طريقة الالقاء واللحن والمفرده اللغوية والمبنى والمعنى فقط اما المضمون كفكره فلايمكن الخروج عنه !
واستمراريتها مرهون بعشاقها من المتذوقين لهذا الفن مع اني ارى تناقص في المتذوقين من شباب اليوم !

حيث أن رغبتهم اصبحت رهينه الابيات الشعرية النبطية لسهولة استيعابها وبساطة معانيها وكذلك للشيلات وما يصاحبها من صخب !
اضافة للشعور باليأس من توفير ساحه صاخبه قوية تعتمد على شعراء يجذبون العاشق ويشبعون المتذوق!

القبيلة والشاعر!
القبيلة تحتاج لشاعر والشاعر يحتاج لقبيله

الكل منهم يكمل الثاني
القبيله مطالبه بتشجيع الشاعر والمواهب لانه بكل الاحوال لسان القبيلة .
والشاعر مطالب بتنمية مهاراته وثقافته وادبه واتزانه والظهور المشرف لنفسه اولا ولقبيلته وجمهوره ومحبيه ثانياً !

فكره ورأي :
أرى أن تكون هناك مؤسسات اعلامية شعبية تتبنى فكرة استلام الحفلة من صاحبها وتنظيمها واحضار الشعراء كلا حسب قبيلته ولابأس من مشاركة شعراء من خارج القبيلة ونقاعة أو ضاربي الزير وتوفير عراضه وتصوير !

كذلك نلاحظ بالمناسبات التي تحييها العرضات لون من الوان البذخ والاسراف ويجاهرون بتلك المعصية ويوثقونها بالصوره وهذا لاينبغي ومنهي عنه !
وهذا ما أردت التنويه عنه إزاء العرضه .
ولكم جزيل الشكر أحبتي ،، وأرق التحايا ،،،

بقلم : فهد بن ناصر بن شهوان المالكي (ابو منصور)

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||