الليل جانا والعشاء ما طحناه
- القصص والروايات
- 24/2/2017
- 1802
الليل جانا والعشاء ما طحناه **عساك يا راعي الغنم ماتهناه
تربية المواشي كان لها إهتمام بالغ في بني مالك خاصة وايضا في الجزيرة العربية بشكل عام لإنها كانت رافد اساسي للمعيشه في ذلك الزمان وكانوا يخصصون لها جبال ومواقع في كل قبيلة للرعي ويكلفون احد ابناء العائله بالرعي حسب الظروف والمواصفات لهذه المهنه فيكون شخص شديد الملاحظه والقوام .. فالاماكن التي يرتادها تكون بعيده احيانا عن القرية فهناك الذئب كان مزعج للرعاة وايضا كان هناك ذئاب بشريه خاصة اذا كان الراعي (أفدغ )تسرق من الحلال من آجل الغذاء كان هناك ظروف قاسيه على الجميع فليس كل شخص لديه امكانية ولهذا كانت السرقه سبيل لبعض الاشخاص لتخلص من آفة الجوع .. نعود الى الراعي احيان يتجمع اكثر من راعي ويكون الجميع في مكان قريب من بعضهم البعض بحيث في حالة الاعتداء تتم المساعده فبعض الرعاة امكانياته جيده يحمل معه بندقيه وزهاب وأحيان جنبيه نافعي ويستفيد منها الرعاة الآخرين المتواجدين في محيطه الرعوي .هذا شرح موجز وتمهيد لقصة البيت الذي أشرت إليه في المقدمه :
تقول القصة :
ان هذا البيت له رواية وله ظروف قيل فيها وهي ان هناك شخص تزوج إمرآة ثانيه بعد وفاة زوجته الاولى وكان معه إبنه الوحيد من زوجته الاولى المهم ان هذا الابن عندما وصل الى مرحلة متقدمه من العمر تؤهله الى تحمل مسئولية رعي الغنم تم تكليفه بهذه المهمة وفي العادة في بعض الاحيان الراعي يسرح من الصباح واذا كان في ايام الاعتدال المناخي يستمر حتى قبل المغرب بوقت قليل ويعود الى البيت طبعا في الصباح ياخذ معه قليل من الماء في (الإداوه) مصنوعه من جلد الاغنام وهي شبيه بالقربه أو العكة ولكن حجمها صغير بعض الشي وأيضا الزاد الذي يستهلكه على طول اليوم في مكان الرعي وفي العادة يتم تجهيز وجبه تسمى (الطفّ)وأيضاً ناس يسمونها (صُبَاره) يعني تصبيره للراعي .
عند وصول الراعي المنهك الى البيت قبل المغرب يتم تقديمها له وهذا تقريبا شبه روتين يومي لأهل القريه لمن كان عنده راعي غنم خارج المنزل المهم ان عمته كل يوم بعد صلاة العصر تاخذ (الحب) ويسمونه (الطرافه ) يعني الي مجهزيناها للأكل يوميا ليتم إعداده لوجبة العشاء وذلك بطحنه في (( الرحاة ) وبعد انجاز هذه العمليه تاخذ منه جزء يسير ليتم اعداده كتصبيره او لطف للراعي قبل العشاء يتصبر بها حتى يتم اعداد الوجبة الرئيسيه وطبعا بما انها عمته تشوف ان فيه صعوبه ولا تبغى تقدم اي عمل يخص هذا الراعي وهذا من باب الغيرة العمياء كما يقول المثل فديننا الحنيف يحث على حسن المعاملة ولكن كما يقال ايضا ان ( العمة غُمة) ولهذا قامت بترديد هذا البيت الشهير.
الليل جانا والعشاء ما طحناه **عساك يا راعي الغنم ماتهناه
وهذه ليست قاعدة ثابته فمن باب الإنصاف فان هناك في مجتمعنا من العمات ما قدمّن لأبناء الزواجهن اكثر مما تقدم الأم نفسها لإبنهائها ... ونقول الحمد لله لازالت الدنيا بخير وفي خير في المسلمين والمسلمات وانما هذه القصة هي من القصص التراثيه المنقوله عن الاولين رحمهم الله جميعا ورحم الله أمواتنا وأموات المسلمين .
أضف تعليقك على الموضوع