قيس بن نشبة
- عادات وتقاليد ثقافه وتراث
- 5/4/2017
- 1434
- المصدر : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام
قيس بن نشبة
وقد ذكر أهل الأخبار أن "قيس بن نشبة"، كان منجماً متفلسفاً في الجاهلية. وهو ممن ادرك أيام الرسول. وذكر أنه من "بني سُليَم"، وانه كان يعرف الرومية والفارسية ويقول الشعر. وانه جاء إلى الرسول "بعد الخندق فقال: إني رسول من ورائي من قومي، وهم لي مطيعون واني سائلك عن مسائل لا يعلمها إلا من يوحى إليه فسأله عن السموات السبع وسكانها وما طعامهم وما شرابهم، فذكر له السموات السبع والملائكة وعبادتهم، وذكر له الأرض وما فيها فأسلم ورجع إلى قومه، فقال: يا بني سليم قد سمعت ترجمة الروم وفارس وأشعار العرب والكهان ومقاول حمير، وما كلام محمد يشبه شيئاً من كلامهم فأطيعوني في محمد فإنكم أخواله فإن ظفر تنتفعوا به وتسعدوا وإن تكن الأخرى، فإن العرب لا تقدم عليكم. فقد دخلت عليه وقلبي عليه أقسى من الحجر، فما برحت حتى لان بكلامه. وقيل عنه إنه كان يتأله في الجاهلية وينظر في الكتب، فجاء إلى الرسول لما سمع به، وسأله، فامن به. ولعلمه سماه رسول الله: "حبر بني سُليم"، وكان إذا افتقده يقول: يا بني سليم أين حبركم. وهو عم الشاعر العباس بن مرداس، أو ابن عمه، ولما أسلم قال: قال هذه الأبيات:
تابعت دين محمد ورضيته **كل الرضا لأمانتي ولديني
ذاك امرؤ نازعته قول العدا **وعقدت فيه يمين بيميني
قد كنت آمله وانظر دهره ** فالله قدر أنه يهديني
أعني ابن آمنة الأمين ومن به **أرجو السلامة من عذاب الهون
وذكر أنه قد قدم مكة في الجاهلية فباع إبلاّ له فلواه المشتري حقه، فكان يقوم فيقول: يا آل فهر كنت في هذا الحرم في حرمة البيت وأخلاق الكرم أظلم لا يمنع مني من ظلم.
فسمع به عباس بن مرداس، فكتب إليه أبياتاً منها:
وائت البيوت وكن من أهلها ودداً *** تلق ابن حرب وتلق المرء عباسا
فقام العباس بن عبد المطلب واخذ له بحقه. وقال: أنا لك جار ما دخلت مكة، فكانت بينه وبين بني هاشم مودة.
أضف تعليقك على الموضوع