وصف للحور العين

وصف للحور العين

 

وصف للحور العين

قد جاء في كتاب الله تعالى وصف للحور العين في أكثر من موضع ، ومن ذلك :
1. قوله تعالى في ذكر جزاء أهل الجنة : ( وحور عين . كأمثال اللؤلؤ المكنون ) الواقعة/22، 23 .
قال السعدي رحمه الله : " أي : ولهم حور عين ، والحوراء : التي في عينها كحل وملاحة ، وحسن وبهاء ، والعين : حسان الأعين وضخامها ، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها .
( كأمثال اللؤلؤ المكنون ) أي : كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي ، المستور عن الأعين والريح والشمس ، الذي يكون لونه من أحسن الألوان ، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه ، فكذلك الحور العين ، لا عيب فيهن بوجه ، بل هن كاملات الأوصاف ، جميلات النعوت . فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر " انتهى .

2. قوله تعالى : ( كأنهن الياقوت والمرجان ) الرحمن/58 .
قال الطبري رحمه الله : " قال ابن زيد في قوله ( كأنهن الياقوت والمرجان ) : كأنهن الياقوت في الصفاء , والمرجان في البياض ، الصفاء صفاء الياقوتة ، والبياض بياض اللؤلؤ " .

3. قوله تعالى في وصف نساء الجنة في سورة الواقعة : ( إنا أنشأناهن إنشاء . فجعلناهن أبكارا . عربا أترابا ) الواقعة/35-37 .
قال ابن كثير رحمه الله : " قوله ( عربا ) : قال سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني : متحببات إلى أزواجهن ، وعن ابن عباس : العرب العواشق لأزواجهن , وأزواجهن لهن عاشقون ......... وقوله ( أترابا ) قال الضحاك عن ابن عباس يعني : في سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة ........ وقال السدي : ( أترابا ) أي : في الأخلاق المتواخيات بينهن ليس بينهن تباغض ولا تحاسد ، يعني : لا كما كن ضرائر متعاديات ".

4. وقال تعالى في وصفهن : ( فيهن خيرات حسان ) الرحمن/70 .
قال ابن القيم : ووصفهن بأنهن خيرات حسان وهو جمع خيرة وأصلها خيرة وهي التي قد جمعت المحاسن ظاهرا وباطنا , فكمل خلقها وخلقها فهن خيرات الأخلاق , حسان الوجوه .

5. ووصفهن بالطهارة فقال : ( ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ) البقرة/25 .
قال ابن القيم : ووصفهن بالطهارة فقال : ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) طهرن من الحيض والبول والنجو (الغائط) وكل أذى يكون في نساء الدنيا ، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وتجنيهن عليهم وإرادة غيرهم .

6. ووصفهن تعالى بأنهن قاصرات أطرافهن عن غير أزواجهن فقال : ( فيهن قاصرات الطرف ) الرحمن/56 ، وقال : ( حور مقصورات في الخيام ) الرحمن/72 .
قال ابن القيم : ووصفهن بأنهن ( مقصورات في الخيام ) أي : ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن ، بل قد قصرن على أزواجهن ، لا يخرجن من منازلهم ، وقصرن عليهم فلا يردن سواهم ، ووصفهن سبحانه بأنهن ( قاصرات الطرف ) وهذه الصفة أكمل من الأولى ، فالمرأة منهن قد قصرت طرفها على زوجها من محبتها له ورضاها به فلا يتجاوز طرفها عنه إلى غيره .
هذا طرف من ذكرهن في القرآن ، وقد جاء في السنة ما تحار فيه العقول في وصف جمالهن وحسنهن ، ومن ذلك :

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر , ثم الذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة , قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض , لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين , يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن ) رواه البخاري ومسلم.
قال ابن حجر رحمه الله : الحور التي يحار فيها الطرف يبان مخ سوقهن من وراء ثيابهن , ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون .

2. وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما , ولملأت ما بينهما ريحا , ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) رواه البخاري.
فلو أطلت بوجهها لأضاءت ما بين السماء والأرض ، فأي نور وجمال في وجهها ! وطيب ريحها يملأ ما بين السماء والأرض ، فما أجمل ريحها !
وأما لباسها ؛ فإن كان المنديل الذي تضعه على رأسها خير من جمال الدنيا وما فيها من متاع وروعة وطبيعة خلابة وقصور شاهقة وغير ذلك من أنواع النعيم ، فسبحان خالقها ما أعظمه ، وهنيئا لمن كانت له وكان لها .

وحال المؤمنة في الجنة أفضل من حال الحور العين وأعلى درجة وأكثر جمالا ، وقد ورد في ذلك بعض الأحاديث والآثار ولكن لا يثبت منها شيء ، ولكن المرأة الصالحة من أهل الدنيا إذا دخلت الجنة فإنما تدخلها جزاء على العمل الصالح وكرامة من الله لها لدينها وصلاحها ، أما الحور التي هي من نعيم الجنة فإنما خلقت في الجنة من أجل غيرها وجعلت جزاء للمؤمن على العمل الصالح ، وشتان بين من دخلت الجنة جزاء على عملها الصالح ، وبين من خلقت ليجازى بها صاحب العمل الصالح ، فالأولى ملكة سيدة آمرة ، والثانية على عظم قدرها وجمالها إلا أنها لا شك دون الملكة وهي مأمورة من سيدها المؤمن الذي خلقها الله تعالى جزاء له .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل الأوصاف التي ذكرت للحور العين تشمل نساء الدنيا ؟
فأجاب : الذي يظهر لي أن نساء الدنيا يكن خيرا من الحور العين ، حتى في الصفات الظاهرة ، والله أعلم .وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||