لغة الضاد الجميلة
- عادات وتقاليد ثقافه وتراث
- 13/11/2018
- 1561
- منقول بقلم الكاتب مطيع الكردي
عزيزي القاريء : ربما تساءلت لماذا يطلقون على لغتنا العربية لغة الضاد؟
يوجد حرف الدال في جميع اللغات ومخرجه مع حرف الضاد هو مخرجٌ واحد وهو مقدّمة اللسان ولكنَّ اللغة العربية امتازت بتفخيم الدال فانبثق منها حرفاً جديداً هو الضاد فمنحها هذا امتيازاً على باقي اللغات .
فلو لم يكن حرف الضاد موجوداً في لغتنا كيف سنميّز بين (دار ) بمعنى سكن و(ضار ) بمعنى مؤذٍ وغير مفيد لهذا أضّفى هذا الحرف على لغتنا هالة من الكمال جعلها تتمتع بكلمات ومعانٍ جديدة تفتقر أليها باقي اللغات في العالم لهذا سُمِّت لغة الضاد حيث أنها تنفرد بهذا الحرف بين جميع اللغات.
لم تَدَعْ لغة القرآن الكريم لغة الضاد الجميلة مفردةً إلا ورسمت لها صورة في حياتنا يتخيّل معناها العقل قبل العين حتى الحروف ترسم في الذهن صورة كالكلمات وعندما ترتبط الكلمات والحروف في جملة تترتب صورها في الذهن ، لتشكل المنظر العام لما تخيّله العقل . فقوة ثراء اللغة العربية تكْمُنُ في تعدد استنباط الكلمات من بعضها وبمعانٍ مختلفه .
يعتبر الفعل الماضي في اللغة العربية القاعده التى يبنى عليها هرم الكلمات المبنية على الصرف .
فلو أخذنا على سبيل المثال الفعل الماضي ‘‘أكل ،، سيصرف إلى عدة كلمات هكذا يأكل ، كُل ، سيأكلُ ، أكَلْ ، آكِل ، مأكول ، أكّال ،أَكول ، متآكل ،أَكَلَه وهلمّ جرّا .
في ظل مد طوفان ( التكنولوجيا )حتى هذه الكلمة لا أوَدُّ استعمالها وأنا أكتب عن أصالة اللغة .
ولكني أبحث عن رديف لها في اللغة (Technology) العربية فهي كلمة أجنبيه مأخوذه من اللغه الانجلزيه
العربية ربما يستحضر المعنى ويفي بالغرض .
رغم أن هذا الأمر هو ايجاد كلمات رديفه أو مطابقة للمعنى في لغتنا هي أكبر من محاولتي فهي من اختصاص المجامع اللغوية ولكن بما أنه لا مناص من استعمالها فقد وضعتها بين قوسين للدلالة على أنها كلمة دخَيلة على لغتنا .
ووضعت بدلها حسب معرفتي المتواضعه أحد الكلمتين (ألتقنيه ) حتى هذه الكلمة أخشى أن تكون قد حوّرت من كلمة (تكنولوجيا ) والكلمة الثانية (العلوم التطبيقية ) وهذا الاسم ربما هو الأصح .
كنت مرة في زيارة للخليج العربي وبالتحديد إلى الكويت فقلت لصاحبي الخليجي : ناولني الكاس من فضلك فلم يفهم ما قلته له ونظر حوله يبحث عن الكأس وهو على المنضدة أمامه ، فأعدت الطلب وقلت ناولني أل (جلاس ) فردّ عليّ مستغرباً بدل أن يكون متأسفاً (إحكِ عربي من أوّل ) فأخشى ما أخشاه أن نصبح غرباء عن لغتنا ونصبح كالغراب الذي أراد أن يقلد الحمامة في مشيها فلا استطاع أن يقلّدها ونسي مشيته . كما أخشى أن تدخل هذه الكلمات الغريبه في الاستعمال اليومي لعامة الناس وتعتاد عليها الأذن واللسان ، وعندها لو حلفت يميناً على أن هذه الكلمة غير عربيه فلن تجد من يصدّقك . عندها ستصبح لغة الضاد الجميلة لغة الضاد الهجينه . وهذا ما حذرنا منه شاعر النيل المرحوم حافظ ابراهيم قبل أكثر من نصف قرن في قصيدته عن اللغة العربية ترثى حالها بين أهلها
أضف تعليقك على الموضوع