الشاعر مطلق بن مخلد الذيابي رحمه الله

الشاعر مطلق بن مخلد الذيابي رحمه الله

الشاعر مطلق بن مخلد الذيابي رحمه الله

شكل طوال مسيرته الإعلامية والأدبية نقاطاً مضيئة في عقود مضت كانت المملكة العربية السعودية مع بداية نشأتها تنظر للمثقف والمطلع والمستنير وصاحب الرأي النير نظرة إجلال وإكبار على المستوى الرسمي والشعبي وبغض النظر عن المؤهل الدراسي والتحصيل العلمي. فالراحل مطلق الذيابي لم يكن في عام 1952 ميلادي حينما التحق بالعمل الحكومي يحمل أي مؤهل دراسي حتى الابتدائية إلا أن الشافع له بالقبول في العمل الإذاعي بعد نشأة الإذاعة بسنوات قلائل أنه يقرأو يكتب ويجيد قراءة الشعر ونظمه، وكان لديه إلمام تام بالموسيقى والعزف على آلتي العود والكمان وتمتعه بصوت جذاب إلقاءً وغناء. كان مذيعاً بارزاً تألق في الكثير من البرامج وأشهر تلك البرامج : من البادية وثمرات الأوراق وألحان من الجزيرة العربية. و من ثم قاده حبه للفن والموسيقى إلى القسم الموسيقي الذي وجد نفسه فيه ليقدم إبداعه وفنه الجميل غنى له عمالقة الفن مثل : وديع الصافي وعادل مأمون وطلال مداح ومحمد عبده (مغني) وغيرهم في الوطن العربي من فنانين وفنانات. إذ تمتع الراحل مطلق الذيابي بإحساس مرهف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فكان عطاءه للفن وافراً ومتجدداً، فكان له الباع الطويل في النهوض بالثقافة والأدب بالمملكة العربية السعودية وبمستوى الأغنية السعودية والعربية فقد أشاد بموهبته الكثير من عمالقة الفن وعلى رأسهم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي قال في لقاء له : (مطلق الذيابي "سمير الوادي" خامةٌ فنية وصوته نادرةٌ في السعودية فألحانه ذات طابع كلاسيكية مميزه، يغوص في اللحن مثلما يغوص في الشعر حقيقةً ألحانه جميلةً جداً وأنا أحبها) و عمالقة الشعر مثل الأستاذ طاهر زمخشري—القائل فيه :

شاعري له الموازين أوتار *** و من رجعه تضئ النجـوم
و بأفكارك الشوارد يجـرى *** و هو فيض نوالـه تكريـم
بلسان يرقرق القول شدواً *** و (كمان) به تشافت كلوم

و في بيانه أبياتاً للعلامة الكبير الشيخ أبو تراب الظاهري—القائل :

أ(مطلق) كنت فينا لحن حـب *** سمير الوادي تأتي بالعجاب
لك النبرات تجلو حلو معــنى *** فتـرسلها بأوتار عذابــ
نبغت مبـرمجا ورققت شعرا *** و حرت بعفة مثل الشهـاب
رأيتك قبل موتك جئت تزجى *** تحاياكـ الجيـلة كالــملاب

و الذي أثنى عليه فضيلة الشيخ علي الطنطاوي—في برنامج نور وهداية من تلفزيون المملكة العربية السعودية والذي قال فيه الشاعر الكبير والأديب محمد حسن فقي : مطلق مخلد الذيابي.. ذلك الأديب الفنان الذي أسهم بكل طاقاته في خدمة وسائل الإعلام والصحافة ومجال الفنون حتى أثقل قلبه الكبير أثقالاً لم يحتمله فتوقف عن النبض... و عندما عمل رئيساً للقسم الموسيقي في الإذاعة التقى بكثير من الفنانين وكان أكثرهم في بدايتهم أمثال طلال مداح وطارق عبد الحكيم وغيرهم من الفنانين، كان أول لحن يقدمه للفنان محمد عبده (مغني) هي أغنية (سكبت دموع عيني) إذ يعتبر الراحل مطلق الذيابي من المساهمين في بروز فنان العرب محمد عبده (مغني)، حيث كان يوجهه بكل حب لما وجد لديه من موهبة تنبئ بمستقبل فني رائع والجدير باذكر أن أول لقاء لهما كان بصحبة رفيقه الراحل عمر كدرس الذي عرفه على الفنان سمير الوادي. أهتم الفنان الراحل مطلق الذيابي بالتراث والفلكلور فقدم العديد من هذه الألوان وخصوصاً الأغنيات التي تنبع من الريف، فغنى للخيل والبادية. ولم ينسلخ من ثوبه فابجانب إجادته ومقدرته في تلحين القصائد الشعرية الفصحى، كان يجيد أيضاً تلحين الشعر النبطي بكل اقتدار.

توفي الراحل الأديب الشاعر الفنان مطلق الذيابي—يوم الجمعة من شهر صفر عام 1403 هجرية إثر نوبة قلبية قد بلغ من العمر 60 عاماً، كانت خبر وفاته صدمه غير متوقعه على محيطه الإعلامي إذ تحدث عنه بعد وفاته أكثر من ثمانين كاتبا وكاتبة من مفكرين وشعراء وأدباء وصحفيين وفنانيين..

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||