شكرا لسيدنا يوسف
- عادات وتقاليد ثقافه وتراث
- 22/2/2021
- 712
- منقول للكاتب : أدهم شرقاوي
شكرا لسيدنا يوسف
1- شُكرًا لسيدنا يوسف، من قصتك تعلمتُ أن بعض الناس يكرهوننا لمزايانا وليس لعيوبنا، فقد كرهوك لإنك جميل وطيّب ولاتشبههم، والناس لايريدون من يذكرهم بنقصهم !
2- وتعلمتُ أن الطعنة تأتي أحيانًا من حيث لانحتسب، وأنكَ حين سلمتَ من الذئب لم تسلم من إخوتك !
3- وتعلمتُ أن لا أقصص على الجميع كلَّ خيرٍ وهبني الله إياه، لان البعض عيونهم ضيقة، وقلوبهم أضيق، ينظرون إلى ما في أيدي الاخرين أكثر مما ينظرون إلى ما في أيديهم .
4- وتعلمتُ أن المجرمين يلبسون أحيانًا ثياب الناصحين، فقد قال إبليسُ لابيكَ آدم " هل أدلك على شجرة الخلد " ، وقال إخوتك لابيكَ يعقوب " إنا له لناصحون " " وإنا له لحافظون !"
5- وأن بعض الشر أهون من بعض، وأن الناس كما يتفاوتون في صلاحهم يتفاوتون في شرهم، وقد أنجاك أقل إخوتك شرًا إذ قال : "
لاتقتلوا يوسف !"
6- وتعلمتُ أن لا أبوح بمخاوفي كي لايحاربني الناس بها فقد قال أباك : " أخاف أن يأكله الذئب ".. وقال له إخوتك إنّ الذئب قد أكلك .
7- وتعلمتُ أنه لايوجد جريمة كاملة، وأن المجرم تُوقع به تفاصيل صغيرة فاته أن ينتبه لها، فقد نسي إخوتك أن يمزقوا قميصك، فأي ذئب هذا الذي يفترس صبيًا ويبقى قميصه سالمًا !
8- وتعلمتُ أن الخير والشر ليس في الاشياء، وإنما في طريقة استخدامنا لها ! فقميصكَ كان مرةً أداة كذب، وكان مرةً دليل براءة، وكان مرة دواءً !
9- وتعلمتُ أن هذه الدنيا لا خير فيها، بئس دار تُباع وتُشترى فيها أنتَ بدراهم معدودة !
10- وتعلمتُ أنّ المدارس والجامعات والكتب ليست إلا أسبابًا، وأن المعلم الحقّ هو الله " لنعلمه من تأويل الاحاديث " آتيناه حكمًا وعلمًا " وأن الله يهب العلم على قدر التقوى " واتقوا الله ويعلمكم الله " وأن المسألة لم تكن يومًا مسألة عقول بل مسألة قلوب !
11- شُكرًا لسيدنا يوسف، من قصتك تعلمتُ أن الكريم لايغدر، وأن الحر لايقابل الاحسان بالاساءة، وأن النبيل لا?يبصق في بئر شرب منه، فما أجملك وأنتَ تقول : " معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي !"
13- وتعلمتُ أن المعصوم من عصمه الله، وأن المفتون من تركه الله لشهواته، وأن من كان مع الله في يسره كان الله معه في شدّته !
14- كما تعلمتُ أن العالم كله
?يمكنه أن يجبرني على فعل ما
لا أريد أن أفعل، فتوقفتُ عن التعلل بالظروف والاوضاع ! كانتْ امرأة العزيز سيدتك، أغلقتْ عليكَ الابواب، راودتك، اجتمع فيها الجمال والسلطة والرغبة ولكنك قاومت لانكَ ?لا تريد !
15- وتعلمتُ أن الله إذا أراد أن يُظهر أمرًا ، لايستطيع كل الناس ستره.
16- شُكرًا لسيدنا يوسف، من قصتك تعلمتُ أنّ في السجن مظلومون كُثر، وأن الناس قد يدخلون السجن عقابًا على عدم ارتكابهم الذنب، وأن الظلم قديم في الناس .
17- وتعلمتُ أن حلاوة الايمان تغلب مرارة الحياة، وأن حلاوة إيمانك أنستكَ مرارة السجن، وأنك لو خنتَ - ومعاذ الله أن تفعل - لصار القصر على اتساعه ضيقًا عليك .
18- وتعلمتُ أن في كل مكان متسَّع للدعوة، مملوكًا في القصر تدعو إلى الله، سجينًا في السجن تدعو إلى الله، عزيزًا على كرسي الملك تدعو إلى الله .
19- وتعلمتُ أن المعدن الاصيل
?تُغيره الاماكن، في السجن قيل لك " إنا نراك من المحسنين " وعلى كرسي الملك طلبوا منك العفو لانهم رأوك من المحسنين !
20- شُكرًا لسيدنا يوسف، من قصتك تعلمتُ أن الحسد وراء كل شر، فهو أول ذنب عُصي الله به في السماء، وما رفض إبليس السجود لادم إلا حسدًا، وهو أول ذنب عُصي الله به في الارض فما قتل قابيل أخاه إلا حسدًا، وما أُلقيتَ في الجب إلا حسدًا .
21- وتعلمتُ أنّ الفساد يكون غالبًا من سوء الادارة لا من قلة الموارد، وأنك حين نجوتَ بأهل مصر من القحط لم تأتِ لهم بموارد جديدة، وإنما بعقلية إدارية جديدة للموارد القديمة .
22- وتعلمتُ أن الدنيا حرب مستعرة بين الحق والباطل لا تهدأ إلى قيام الساعة، الجنود فقط هم الذين يتغيرون، صراعك مع امرأة العزيز هو صراع العفة والشهوة في كل عصر، وصراعك مع إخوتك هو صراع الحب والبغض في كل عصر .
23- وتعلمتُ أن أُخطط وأدبر، وأنه لايصل الناس إلى حاجاتهم
إ? بالتخطيط والتدبير، القحط كان له خطة وتدبير، وإبقاء أخيك عندك كان له خطة وتدبير !
24- وتعلمتُ أن الله دومًا يختار سلاحًا للمعركة لا يخطر على بال أحد، كان قادرًا أن يُرسل ملائكة ليحطم جدران السجن ويُخرجك، ولكنه أرسل إلى الملك حُلُمًا !
25- وتعلمتُ أن المناصب تكليف
لاتشريف، وما طلبتَ خزائن الارض لتملكها وإنما لتوزعها، ولو علمتَ أقدر منك على هذا ما طلبتها !
26- وتعلمتُ أن للحب رائحة
?يعرفها إلا المحبون، لذلك وجدَ أبوك ريحك قبل أن يصله قميصكَ !
27- وتعلمتُ أن العدل بين الابناء مطلب، وأن الاباء يوغرون صدور أولادهم على بعضهم دون أن يشعروا، وقد قدّر الله أن يفضّلك أبوك على إخوتك، ليعلمنا أن نحذر حين نحب ولدًا أكثر من الاخر، أن نبقي هذا في قلوبنا ولا نحوله إلى سلوك .
28- شُكرًا لسيدنا يوسف، من قصتك تعلمتُ أن لا أشكو بثي وحزني إلا إلى الله، فالناس إما محب وإما مبغض، والمحب سيحزن لاجلي، والمبغض سيشمت بي، وكلاهما لا يملك من أمر حزني شيئًا، فلماذا لا أشكو بثي إلى من بيده الامر كله؟ !
29- شُكرًا لسيدنا يوسف، من قصتك تعلمتُ أن أتجاهل لابقاء ود، وأن أتصرف كأني لم أفهم لابقاء علاقة، وقد أسررتها في نفسكَ وكنتَ قادرًا على أن لا تفعل، ولكن النبيل يتجاهل، وقد قالت العرب، سيد قومه المتغابي .
أضف تعليقك على الموضوع