شعب العصمان وادي مهور بني مالك

شعب العصمان وادي مهور بني مالك

 

شعب العصمان وادي مهور بني مالك

شعب العصمان : شعب من اكبر الشعاب المسكونة وأخصبها في السراة (سراة بني حرب من بني مالك الحجاز ) .. و يقع إلى غرب وادي مهور ، وبذا فهو يطل على ديار بني حرب الأخرى في تهامة .. و فيه قرى العصمان من بني حرب ؛ و به أيضاً ممرين شهيرين استراتيجيين تربطان الحجاز ( السراة ) بتهامة ؛ هما (عقبة المِشَّة ) . و ( عقبة صُلْب ) التي ينحدر ويصعد منها الأهالي والمسافرين ( من و إلى ) السراة وتهامة مروراً بديار ( البقلة ) من بني حرب في تهامة .وهذا لمن لا يريد النزول إلى تهامة عبر عقبة ( العاصد ) المجاورة لشعب العصمان و الواقعة قريب منه إلى الشمال تقريباً . ( ومن الجدير بالذكر ) كما اسلفنا القول بان ( شعب العصمان ) هو احد اكبر شعاب وادي مهور .. و وادي مهور يبعد عن الطائف ( الواقع إلى شمال ديارنا ) بمسافة تزيد عن ( 160 ) كيلو متر .

( قبل الدخول إلى الموضوع) - لابد من ذكر شيء مما يتميز به هذا الشِّعْب العظيم ؛ فنقول : بان شعب العصمان من أخصب وأجمل شعابنا في ديار بني مالك ؛ وقد أراد له الله أن يقع بأيدي ( جادة و خبيرة و مبدعة ) في فنون الزراعة .. فاستغل خير استغلال ، انعكس على ما ينتجه من صنوف الفواكه و المحاصيل الثمينة ؛ فكان هذا الشعب من أ هم ( سلال الخبز ) في ديارنا و ما حولها . فزرعت فيه تلك المحاصيل التي تزرع بوادي ( مهور العظيم ) وشعابه ؛ مثل ( الحنطة والشعير ) وربما الذرة إلا انني أتساءل عن هذه الأخيرة لكونها تحتاج إلى الدفء قليلا ( كالذي في مهور ) .. أما شعب العصمان فأكثر برودتة من وادي مهور لارتفاع هذا الشعب ووقوعه في وجه الرياح والنسائم القادمة من الغرب دائماً . مع الاشارة إلى ارتفاعه الواضح عن سطح البحر مقارنة بوادي مهور وما حوله .

أما ( النواحي الزراعية ) والمحاصيل ( هنا ) فإن أهمها الرمان والعنب و الحماط ( تين السراة المميز ) المشهور بلونه الاسمر ، و الفركس ( الخوخ ) والبعض يسميه ( فرسك ) - و الفرسك تسمية ( فارسية) لفاكهة للخوخ - وجميعها محاصيل زراعية قديمة وأصيلة فيه ؛ ولها شهرة قد تساوي شهرة ( عسل العصمان ) القادم من غاباتهم و أصدار جبالهم هناك ؛ وهو عسل سارت به الركبان وحضي بتميز وشهرة محلية وإقليمية تغلبت على ما سواه وبجدارة ؛ تصل بنا للقول في ثقة واعتداد ( بان قيمة الكيلو جرام منه ) تعادل قيمة اثنين من غيره إذا أردنا أن ( ننصفه ونوفيه حقه ) لجودته التي لا تماثل وموقعه الذي لا يعلى عليه .
( فالعسل والفواكه والمحاصيل الزراعية ) فيه متميزة منذ القدم ؛ ويتبعها في الشهرة ( سمن البقر والاغنام ) نظرا لخصوبة ذاك الشعب ؛ وكل ما ذكرناه سابقاً من مزاياه و صفاته ( مجتمعة ) تمثل جمال و لطافة و رومنسية ( شعب العصمان ) و طيبة أهله .. مع طيبة ماءه .. ونقاء هواءه .. وأريج روائح أزهاره الشذية الفواحة .

( الأهمية الاستراتيجية لشعب العصمان منذ القدم )

بقي لدي كلام مهم عن موقع شعب العصمان ( الاستراتيجي) ذو العمق التاريخي ؛ وما يلعبه في المنطقة واحداثها ، فاقول :
لهذا الشعب ( شعب العصمان ) موقع جغرافي واستراتيجي حيوي وهام منذ القدم ؛ فهو بوابة السراة على توئمها تهامة نظراً لقربه من ممر قديم وحيوي منذ اقدم الازمان وهو ( عقبة العاصد ) والتي تسمى محلياً ( عقبة العاصدية ) و التي تربط السراة بتهامة إلى اليوم . ومنها كانت تعبر ( كل ) البضائع والمنتجات الزراعية وغيرها ( تقريباً ) ؛ وكذا المواشي والابقار .

( ليست هذه هي كل السالفة ) - فشعب العصمان يعتبر منفذ رديف ؛ ومن الممكن ان يكون البديل الحيوي الاستراتيجي( الأوحد ) لحركة المرور بين السراة وتهامة حتى و لو أُغْلِقت ( عقبة العاصدية ) في وجه حركة النقل او توقفت عن العمل ؛ وذلك بفضل وجود ( عقبتين ) وليست عقبة واحدة في شعب العصمان . وهما (عقبة المشة ) و (عقبة صُلْب ) .

هذه ( العقبتين ) رغم صعوبتهما ؛ كانتا سبب في تميز ( شعب العصمان ) بكونه بجدارة ( بوابة السراة ) على تهامة .. ومن هذه البوابة ( استوردنا ) الكثير من التمور والذرة والدخن وكذلك الماعز والابقار( من تهامة ) و ( صدرنا ) اليها الزبيب والرمان والحماط والقمح والشعير . و كذلك الخراف السمينة وافرة الشحم .

( وأهم دور لشعب العصمان في الاحداث التاريخية في المنطقة )

- هو في ما حدث في تلك الأيام العصيبة ؛ يوم أن كانت ( المطارح ) قد اجتاحت وادي مهور( قُبَيْل ) منتصف القرن الماضي ؛ فكان الشعب بعقبتيه المذكورتين قد تجند لاستضافة ( المقاومين ) وخطوط الامداد الخلفية بالرجال و المؤن والبنادق( بين السراة وتهامة ) قبيل ( سقوط مهور ) وتسليمه النهائي بعد استسلامه لإبراهيم النشمي والجيوش السعودية المنتصرة في تلك الأحداث .

ومنه انسحب آخر المقاومين المدافعين عن مهور بعد انسحاب الفرق المتمركزة في ريع السلف و شفى العاصدية ... و( ريع السلف هذا ) يقع بين مهور و فرعة بني حرب ، ومنه طريق السيارات اليوم الصاعد للفرعة ، وهو غير ريع السلف الذي في ( وادي بوى ) الذي عليه الحد ( هناك ) بين بني مالك وقبيلة أبا الحارث قديماً ؛ و هذا الأخير ( بدوره ) شهد مناوشات كثيرة وحروب شرسة مع الغزاة( الطامعين والمتغطرسين ) عبر تاريخنا الماضي . واقصد بهم ( جيوش الأتراك ) و الأشراف وأحلافهم من أهل البوادي والقرى الحجازية .

- ومن معالم شعب العصمان ( غار ) هناك ، واعتقد انه يقع في إحدى العقبتين ( عقبة المشة او عقبة صلب ) ؛ فيه رفات أشهر قيادات المقاومة في تلك الأيام ( أيام المطرح ) و هو شاب يتيم ( قُتِل أبوه في معركة قديمة ) فربته جدته حسب ماذكره الرواة وتناقلوه ؛ فسمي ( إبن الكهلة ) نسبة اليها ، و الذي بقي في ذاك الغار كآخر المقاومين عن مهور هو ومجموعته المقاتلة ؛ فقرروا جميعا الإنسحاب إلى تهامة واللحاق بالجبهات الأخرى المنسحبة بعد ان حسم الأمر لصالح الإخوان بالإستيلاء على مهور ( لوجود مدافع وذخائر وجيش جرار مهيب ) لا قبل لهم به ولا تكافؤ أو مجال للمقارنة

فقررت مجموعته ( فارسنا ) ذاك بالإجماع الإنسحاب رغماً عنه والانحدار إلى ( وادي قرنوة ) للحاق بالآخرين ، الذين تلاحقوا هناك وتجمعوا في ( حبوا العبدين ) في تهامة؛ بقصد التشاور و ( الالتفاف مجدداً ) إن أمكن . والعودة للقتال بعد اعادة تنظيم الصفوف . ( طبعاً لم يتمكنوا لاحقاً - نظراً للوشايات واعمال التجسس التي اخترقتهم - فتم تفتيت المقاومة )

( نعود ) ونقول : انه لم يصبح في صف ( ابن الكهلة ) احد منهم . فقرر البقاء والقتال حتى آخر طلقة في محزمه ولكن الذخيرة غير كافية . وهم بدئوا يخرجون ( من عنده ) من الغار و يجتمعون خارجه .. فتمترس في مدخل الغار خلف صفاة بعد خروج آخرهم منه ؛ و وجه اليهم فوهة بندقيته وناداهم ، فالتفتوا إليه ؛ فاقسم على قتلهم جميعاً ( بلا استثناء ) إن لم يتركوا له الذخيرة والبنادق التي بأيديهم ( أمام الغار ) و ينحدروا إلى حيث يريدون ( خفاف نضاف ) - وهكذا تم له سلبهم و أصبح بالتالي لديه كمية من البنادق والذخيرة كافية ( في نظره ) لمواصلة المقاومة ؛

وفعلا واصل المقاومة ( يشحن البنادق كلها دفعة واحدة ) ويحملها جميعاً على عاتقيه ثم يتنقل بها من موقع إلى آخر بين الهضاب في تلك الجهة القريبة من الغار ( ليوهمهم بان هناك عدة رجال معه لا زالوا يقاومون ويطلقون النار)- وقد استمر على هذا ( أيام ) حتى نفذت ذخيرته ( الا طلقة واحدة في إحدى بنادقه ) أبقاها لأمر ( ما ) في رأسه - ستعرفونه - قبل نهاية هذه القصة ؛ واستمر كذلك ايام حتى خارت قواه نتيجة الجوع والعطش والسهر والإرهاق المتواصل وكان صويباً أيضاً بإصابة تحد من حركته ؛ بالإضافة لنفاد ذخيرته ؛ فلزم ذاك الغار لا يخرج منه .

- عندها احس ( الاخوان ) بان لديه مشكلة ولم يعد مثلما ( يخبرون ) تسللوا و أحاطوا بالغار ؛ ووجهوا له نداء بالإستسلام ( وهيهات ان يستسلم لهم ويسلمهم نفسه ببساطة ) وهو الذي اثخن فيهم بالقتل لأيام طويلة ؛ ولكنه لابد له من مقابلتهم وجها لوجه ؛ فناداهم بصوت لايكاد يسمع من ذاك الغار .. وأوهمهم انه مستسلم لهم واخبرهم انه مصاب لا يستطيع الخروج لهم .

فطلبوا منه تسليم سلاحه عندما داهموا الغار ووجهوا اليه بنادقهم من كل صوب.. (فقلب البندقة بيديه موجها اياها إلى صدره هو ) ومد بها الى من دخلوا عليه ليتسلموها منه ؛ ولكنه اطلق النار على صدره ( قبل ان تؤخذ منه بندقيته ) وهو يقسم لهم بالذي ( رفع السماوات بلا عماد و أرسى الجبال بلا أوتاد ) انهم لن يفرحوا بأسره وذبحه كالشاة ، فصنع بتلك الطلقة الأخيرة ( نهاية بطل ) ذهبت روحه هدراً في تلك الأيام .

ولم يكن ( إبن الكهلة ) رحمه الله مع مجموعته فقط هم الوحيدين المدافع عن وادي مهور وشعب العصمان ( في تلك الأيام البعيدة ) ؛ بل كان هناك مجموعات أخرى مماثلة توزعت هنا وهناك .. وبالاخص في شعب العصمان آخر ديار بني حرب سقوطاً في السراة .. وقد كان هناك ( بهذه المناسبة ) مجموعات وقيادات أخرى اكثر فدائية؛ غالب قياداتها من شجعان العصمان الذين في السراة وتهامة ؛ لكنهم لم تدون عنهم اخبار فباتوا ( مجهولين عندي ) على الأقل . وقد رويت القصة بروايات مختلفة ومتباينة نظرا لأن شيئاً لم يدون ( قبل وبعد تلك الأحداث ) .

وقد أوردتها هنا ( لمناسبة المكان ) ، وصلتها بشعب العصمان ؛ ثم لأن فيها كشف لشيء من احداث تاريخيةتدل على شجاعة رجال الجزيرة العربية أينما كانوا وليس في ديارنا فقط ، لاسيما ان الأنترنت فتحت الأبواب والنوافذ لكل من يريد التعرف على الآخرين .

أولائك ربعي ( بني حرب وشيء من تاريخهم ومعالم ديارهم بين أيديكم ) ولا يهون الآخرين . وتلك عينة من رجال مضوا من أسلافنا ( في ديار بني مالك ) لا يزال لهم بقية فيها إلى اليوم وما بعد اليوم . فإن تروني افتخر بهم فمن حقنا ان نفتخر بهم ؛ وما هو الشيء الذي كان عندهم غير ( شجاعتهم ورجولتهم وأصالتهم وأخلاقهم السامية ) لنفتخر به في مجالس الرجال .

وقد رأى ( الأسد ) أن لا يمر من هنا دون ذكر احدهم أو التلميح إلى فعال بعضهم . وبخاصة عندما تكون ( الآفاق منفتحة ) على كل الدنيا ؛ كواقع هذا الزمان العجيب ( زمن الأنترنت ) والسماء المفتوحة على كل المجتمعات ( في الجزيرة العربية ومن هم خارج الجزيرة العربية ) . فهذه ديارنا و اسلافنا ( لمن يريد ان يتعرف علينا ) في ديارنا ( ديار بني مالك الحجاز ) .

ولست والله آبه أو ملتفت لمن ينكر علي أسلوبي أو سلوكي عندما أفتخر ؛ وأفخر برجال من أهل الرجولة والشجاعة في جزيرة العرب ؛ وهل يُفْتَخَر إلا ( بالشجعان وكبار الهمم وأهل التدين والعفاف ) من الرجال أهل الفعال .

و ( اليوم ) - نحمد الله على ما نحن فيه من أمن وأمان وسلامة ورخاء ؛ في هذا العهد السعودي الميمون ؛ وهذه النعم التي أتت ( معه ) و هي بين أيدينا ؛ و التي ( أيضاً ) لم تكن ستتوفر لنا على هذه الجزيرة إلا بعد حدوث تلك الأمور الضرورية ( في زمن التأسيس والبناء ) لهذا الصرح المجيد ( المملكة العربية السعودية ) دام عزها ودامت وحدتها ومنعتها .

وما حدث لنا( بالمناسبة) في تلك الفترة ؛ فقد حدث لغيرنا مثله وأكثر ( للضرورة) التي لابد منها عند ( لم شمل ) هذه الجزيرة المبعثرة والمتناحرة فيما بينها انذاك ؛ وضم شتاتها تحت راية التوحيد الخفاقة ؛ وتوحيد مسيرتها كان مطلب( لا بد منه ) بعد أن عجزت كل ( الحكومات السابقة ) و مشايخ القبائل عن ذلك . وعن توحيد صفوفهم للإنطلاق بنا إلى الأمام للحاق بالأمم التي سبقتنا .
( انتهت المقدمة ).

و ( الآن مع موضوعنا - ( شعب العصمان )- الذي هو منتقى ومقتطع مما دونته في مؤلفي ( المعجم الجغرافي لديار بني مالك ) الذي لا يزال ( ولن يزال ) مخطوط لم يكتمل بصورته النهائية منذ ربع قرن مضى إلى اليوم . وذاك أمر قد أكون تعمدته .

تعريف كامل بشعب العصمان .

( وأقول ) : شعب العصمان وادٍ ( اكثر من كونه شِعْب ) ينحدر ماؤه إلى بطن وادي مهور مروراً بقريتي الحديب والقضاة .. أطلق عليه مسمى شعب العصمان لأنه مقراً لقبيلة العصمان المقسومة في هذا الشعب إلى ( القنص وآل هيزع ) منذ عصور قديمة جداً ؛ و عند ما ندخل لشعب العصمان فاننا أول ما نواجهه من معالمه في الجهة اليسرى للصاعد فيه ؛ أي في ( جهته الجنوبية ) نرى جبل ( نصب ) المشهور بكثرة الصيد مثل ( الوبارة و طيور الحجل ) .. ثم تجد في طريقك قرية صغيرة في الجهة اليمنى ( جهة الشمال ) تسمى الجلاهمة .. و نستمر في التقدم داخل الشعب لنلاقي قرية القزيعة المسماة (الخِضَرَة) .. ثم بعد ها تجد قرية آل هيزع ( مراح الدار ) قرية مشايخ العصمان .. الشيخ : ( خميس بن مفلح ) شيخ العصمان في السراة ؛ والشيخ ( معيض الصرصر) شيخ قبيلة العصمان في وادي أضم بتهامة .

ثم نستمر في صعوده فيقابلتنا ومن جهة الشمال( على يميننا ) تحديدا الجبل الشهير المسمى ( بالقرونة ) الفاصل بين قبيلة العصمان و العاصد .. و الممتد من قرية الحديب حتى يطل على تهامة والأصدار في جهة عقبة العاصدية .. فنرى من هناك ( وادي قرنوة في تهامة ) الذي تصب فيه شعاب تلك المناطق والجبال .

نعود إلى القول بأننا إذا مررنا بقرية آل هيزع ( مراح الدار )التي سبق وان ذكرناها وقلنا هي قرية ( شيوخ العصمان ) فإننا نصل بعدها للقرية المسماة الفاعوس ) وهي مقر أحد فخوذ القنص وهم بيت آل أحمد ( يتقدمهم كبيرهم و عريفتهم ماحي بن عبد المحي .. ثم ينحرف إتجاه الوادي يساراً ( بالنسبة للطالع فيه ) أي إلى جهة الجنوب .. عندها نقف عند البئر المسماة ( الشطبه ( فنجد الوادي إتخذ فرعاً آخر إلى اليمين يطلق عليه الشفى الحمر ؛ وجميع بلاده ( عثري) - أي تسقيها مياه الامطار لا مياه الآبار أو العيون - وينتهي( الشفى الاحمر )ليقف على حافة( الصدر ) على رأس ( عقبة المشة ) و مطلاً عليها تماماً .. وآخر ركيب هناك هو الركيب المشهور ركيب ( الشفى الأحمر) وهو من أملاك المرحوم / أحمد بن موسى وتلاه في ملكيته إبنه حمدان ومن خلفه ابنه جمعان وهكذا ؛ وهو ركيب مشهور هناك .

من هنا ننطلق من جوار البئر المسماة: ( الشطبة) متجهين إلى الجهة الجنوبية مروراً بالغدير المشهور ب( غدير المروة ) الواقع في بلاد المغارس ؛ حتى نصل كظامة شعب العصمان المشهورة والتي تصل مياهها ( أي الكظامة ) لبلاد المغارس عبر خلجان حجرية .. و حتى تسقي بلاد الحوزة .. ويتم قسمةمياهها بين الأهالي بنسب و( بنظام معروف بينهم ) ينظم عملية السقيا للمزارع ( كلا في دوره ) .. ويطل على الكظامة ايضاً جبل ذو إرتفاع شاهق يسمى حدب الكظامة ( يمكن للذي يرقاه ) مشاهدة قرى قبيلة النعاثلة ووادي مهور .. وهو يقع في الجهة الشرقية للكظامة . ويطل على الكظامة كذلك قرية تسمى ( قرية الكظامة) باسمها ؛ ويسكنها فخذ من فخوذ( القُنَّص ) وهم المحازمه بوجه عام و( مسماهم الحقيقي هو آل حميد وآل حمدان ) .

ثم ينحرف الوادي ( ويقصد الراوي الشعب ) شعب العصمان إلى اليمين بالنسبة للطالع فيه ؛ ويستمر حتى البلاد المسماة ( ( سد السدرة و محيقن و الفليت ) فيأخذ إتجاهين احدهما إلى يسار الطالع نحو الجنوب مروراً ببلاد الغرابة المشهورة بخصوبتها حيث ( تنحدر اليها سيول جبل الصار) المعروف بغاباته الكثيفة ومرتفعاته الشاهقة مثل :- قمة بشاره والخلية وأم النمله و الشعيبين .. ويوجد بهذا الجبل مصادر مياه مثل ماء الغريف وماء الوكرين وماء اللحيان ..

ثم نواصل رحلتنا عبر شعب العصمان متجهين هذه المرة في الإتجاه الثاني ؛ ( أي ) إلى الغرب ( إلى الشفا الاعلى ) مروراً بالبلاد المسماة المدرات وبلاد الحوزة وشعب صالح الذي يوجد به قرية ( آل محسن ) أو قرية شعب صالح .. وفي المقابل تقع قرية القرو من الناحية الشمالية للطالع . وبالأعلى بلاد سد الرصفة .. أما شعب صالح وقرية ( آل محسن ) فهي مشهورة بزراعة اللوز.. وجبالها ( الواقعة جنوب غرب قرية آل محسن ) وافرة العشب والكلأ .

ونستمر ( فلا زلنا ) في التعريف بشعب العصمان لنصل للقمة المطلة على وادي قرنوه من ناحية الشفا من الغرب المسماة ( أم الخياله ) ؛ومنها إلى المبدى المعروف عند المنطقة و المسمى ( المعطرة ) لنطل منه على وادي قرنوه وعقبة المشة ( الذي كان يأتيه ) من يريد استقبال أو مشاهدة صديق له يصعد أو ينزل من تلك العقبة الى وادي قرنوة في تهامة .

( ملخص لمعالم هامة في شعب العصمان وأطرافه )

1 - عقبة المشة : - ( في شعب العصمان ) ؛ تربط السراة بتهامة ، يستفيد منها قبائل بنو حرب في الحجاز وتهامة و غيرهم ، لا تزال كما هي لا يستفيد منها إلا المسافرين على الأقدام لوعورتها . تهبط من شعب العصمان في مهور إلى تهامة بني حرب . إلى وادي قرنوة وديارنا في تهامة . تماما مثل اختها وجارتها هناك - عقبة صلب - بضم الصاد .
2 - عقبة صُلْب - التي تقع قريباً من عقبة المشة بشعب العصمان ؛ وهي مثلها تنحدر إلى وادي قرنوة وديارنا الحربية في تهامة . واقصد ديار ( بني حرب ) هناك .
3 - جبل الصر :- جبل يقع بأعلى قرية آل هيزع بشعب العصمان يتفرعه غابة كثيفة تسمى ( الرفيفه ) مزدحمة بأشجار العرعر يسيل سيل هذا الجبل على بلاد قرية آل هيزع ويقع به الماء المعروف بماء الصر.
4 - وادي الغرابة :- في السراة ؛ وادي صغير للعصمان يقع باعلى شعب العصمان (غرب وادي مهور ) .
5 - ماء الوكرين : - و كلمة ( وكرين ) على وزن قرنين ك ( جمع وكر ) نبع ماء ( موسمي ) في شعب العصمان في السراة ؛ - وماء الوكرين وماء اللحيان - كليهما يقعان بجوار ( ماء الغريف ) .. ( الأول )- في الجهة اليمنى بالنسبة للطالع في شعب العصمان ؛ و ( الثاني ) - في الجهة اليسرى .. ولكنها ( جميعاً ) ليست دائمة الجريان بل هي تنبع عند كثرة الأمطار .
6 - ماء اللحيان :- في شعب العصمان في السراة؛ وماء اللحيان وماء الوكرين ( جمع وكر ) ؛ كلاهما يقعان بجوار ماء الغريف الأول في الجهة اليمنى بالنسبة للطالع والثاني في الجهة اليسرى ولكنها ليست دائمة الجريان بل هي تتبع عند كثرة الأمطار .
7 - ماء الغريف :- في شعب العصمان في السراة؛ يقع ماء الغريف بجبل الصار الذي ينحدر سيله على وادي الغرابة المشهور بشعب العصمان ويقع ذلك الماء في وسط غابة من أشجار العرعر وأشجار الصر و الحماط ( الوحشي ) الذكر .. ويستفيد من ذلك النبع أهل المنطقة بشكل عام حيث يتواجد عليه الرعاة خاصة في أيام الصيف لسقيا أغنامهم وهو ذو شهرة عالية في المنطقة ..
8 - ماء الصر :- ( بضم الصاد) :- ( والصر شجر عظام من اشجار السراة ؛ واحدته صرة ) ؛ والصر ( جبل ) يقع بأعلى قرية آل هيزع بشعب العصمان يتفرعه في أعلاه غابة كثيفة تسمى الرفيفه مزدحمة بأشجار العرعر ؛ و يسيل سيل هذا الجبل على بلاد قرية آل هيزع ويقع به الماء المعروف بماء الصر ؛ هذا الماء يستفيد منه أهل المنطقة بصفة عامة لسقيا الأغنام وكذلك من كانت تستهويه مهنة الصيد حيث كان ولا يزال (الحجل) يرد على هذا الماء .
9 - المعطرة :- مبدى معروف يطل على وادي قرنوة وعقبة المشة ؛ يشاهد منه الصاعد و النازل من تلك العقبة و الذي في وادي قرنوة .
10 -: أم الخياله :- قمة مطلة على وادي قرنوه من ناحية الشفا من الغرب تسمى ( أم الخياله ) . والمخيل بتشديد الياء هو من يصعد إلى المرقب العالي والقمم النائفات ليتفحص الأفق يتراءى ما هناك في الأفق البعيد .
11 - قرية الكظامة :- تطل على الكظامة ( كظامة شعب العصمان ) المشهورة وبها سميت و يسكنها فخذ من فخوذ القنص وهم المحازمه . وتقع في شعب العصمان في وادي مهور في سراة بني حرب .
12 : قرية شعب صالح : -تقع في شعب صالح في شعب العصمان بوادي مهور ؛ وهي التي تسمى ايضاً بقرية ( آل محسن ) .
13 -قرية القرو : - بشعب العصمان وتقع وفي مقابلة قرية ( آل محسن ) أو قرية شعب صالح من الناحية الجنوبية للطالع في شعب العصمان بأعلى بلاد سد الرصفة .
14 - قرية ( آل محسن ) :- قرية تسمى قرية ( آل محسن ) أو قرية شعب صالح في شعب يسمى باسم ( شعب صالح ) في اعلى شعب العصمان بوادي مهور . وهي مشهورة بزراعة اللوز.. وجبالها وفيرة الأعشاب .
15 - شعب صالح :- وهو الشعب الذي يوجد به قرية ( آل محسن ) أو قرية شعب صالح بشعب العصمان . مشهور بزراعة اللوز.. و وفيرة العشب .
16 - حدب الكظامة : - جبل ذو إرتفاع شاهق ( يمكن للذي يرقاه ) مشاهدة قرى قبيلة النعاثلة في الشمال ووادي مهور في الغرب .. ويطل على الكظامة ( كظامة شعب العصمان ) المشهورة هناك من الجهة الشرقية .
17 - كظامة شعب العصمان :- وهي الكظامة المشهورة في شعب العصمان بهذا الاسم و تصل مياهها المتدفقة منها ( في زمن الخير و الغيث والرخاء ) الى بلاد ( المغارس ) و ( غدير المروة ) عبر خلجان حجرية .
18 - غدير المروة : - ( غدير المروة ) يقع في بلاد المغارس الذي يرده الماء من كظامة شعب العصمان المشهورة التي تصل مياهها لبلاد المغارس وغدير المروة عبر خلجان حجرية .
19 - غابة الرفيفه :- غابة كثيفة مزدحمة بأشجار العرعر تقع باعلى جبل الصر . والصر جبل يقع بأعلى قرية آل هيزع بشعب العصمان وذكر في موقعه .
20 - الصر :- الصر جبل آخر غير سابقه الذي يسمى ( جبل الصار ) ؛ يقع بأعلى قرية آل هيزع بشعب العصمان يتفرعه غابة كثيفة تسمى الرفيفه .. وهي غابة مزدحمة بأشجار العرعر ؛ يسيل سيل هذا الجبل على بلاد قرية آل هيزع ويقع به الماء المعروف ( بماء الصر) بضم الصاد الكظامه :- بكسر الكاف ، في شعب العصمان في السراة؛ نبع ماء يعرف بالكظامة يقع في شعب العصمان الواقع في. شمال غرب وادي مهور في السراه ، وينبع من صفيان في بطن الشعب ويظل دائم الجريان معظم أيام السنة إن لم تكن كلها يستفيد منها ( قبيلة القنص ، وأهل الدار ) من العصمان في سقيا المزارع والشرب بواسطة ( خلجان ) أفلاج وتسمى هذه الكاظمه ( كظامة العصمان ) .
21 - الشفى الأحمر :- ركيب مشهور باسم ركيب ( الشفى الأحمر) .
22 - الشفى الأحمر :- شعيب ( تصغير شعب ) يتفرع يمنتاً من شعب العصمان ويعرف بالشفى الاحمر . وبه مزارع وبلاد جميعها ( عثري) - أي تسقيها مياه الامطار لا مياه الآبار أو العيون - اشهر هذه البلاد والمزارع ركيب مشهور باسم ركيب ( الشفى الأحمر) .. وينتهي مداه ( أي شعيب الشفى الاحمر ) على حافة الصدر ( أي وجه جبال السراة الغربية المطلة على تهامة ) ليطل على عقبة المشة . ومن قمته نرى الصاعد والهابط منها .
23 - الفاعوس :- هي القرية التي إذا مررنا بقرية آل هيزع ( مراح الدار ) ونحن نصعد الشعب مغربين ( بالطبع ) فأنها اول قرية تعترضنا في الجهة اليمنى من طريقنا .
24 - قرية مراح الدار ( آل هيزع ) : - قرية تحمل هذه التسميتين ؛ وقد ذكرناها في مادة قرية آل هيزع ( مراح الدار ) .
25 - قرية آل هيزع ( مراح الدار ) : - مقر مشايخ المنطقة قرية من قرى شعب العصمان ، في الجهة اليمنى ( الشمالية) نجدها تلي قرية القزيعة (الخِضَرَة) . ؛ وهي مقر مشايخ المنطقة ؛ وهم شيخ قبيلة العصمان بالحجاز ( أي السراة ) المدعو / خميس بن مفلح . وشيخ قبيلة العصمان بأضم ( معيض الصرصر) . : قرية من قرى شعب العصمان ) في الجهة اليمنى ( الشمالية) ؛ بعد قرية القزيعة المسماه (الخِضَرَة ) . - ملاحظة - ( انتقل الشيخ معيض رحمه الله إلى جوار ربه منذ سنين طويلة ؛ واليوم يحل في مكانه ابنه الشيخ ( سلطان بن معيض ) طول الله في عمره .. المشهور بالطيبة وعلوم الرجال اللي تنومس . ( وهو اليوم من اعظم شيوخنا - شيوخ بني حرب - في السراة وتهامة ) . وقد ذكرته لأوفيه شيء مما يستحق .
26 - الخِضَرَة ( القزيعة ) :- قرية من قرى شعب العصمان تشتهر اكثر باسم قرية القزيعة ؛ وهي مذكورة في مادة ( القزيعة ) .
27 - القزيعة (الخِضَرَة) :- قرية القزيعة المسماه (الخِضَرَة) في الجهة اليمنى ( الشمالية) من شعب العصمان جهة الشمال و نجدها تلي قرية الجلاهمة إذا ماستمرينا في صعود في الشعب ( شعب العصمان ) بالطبع .
28 - الجلاهمة :- قرية صغيرة في الجهة اليمنى ( الشمالية) من شعب العصمان جهة الشمال تسمى الجلاهمة .وتنسب لابن جلهمي الذي قد يكون مؤسسها .
29 - نَصَب : - جبل في السراة مشهور بكثرة الصيد ؛ مثل ( الوبارة والحجل ) يحتضن شعب العصمان ويطل عليه من جهة الجنوب . وفي سفحه الشمالي الشرقي تقع قرية ( الأصافرة ) . وهي ليست من قرى شعب العصمان الواقع غربيها ؛ بل هي من قرى ( بني محمد ) من بني الحارث ( اهل مهور ) من بني حرب في السراة .
30 - القرونة :- جبل شهير يفصل بين قبيلة ( العصمان واهل العاصد ) الذين هم من أبا الحارث ( بني الحارث ) من بني حرب .. و يمتد جبل القرونه هذا من قرية الحديب حتى يطل على تهامة والأصدار متصلاً بعقبة العاصد في غرب مهور . وفي الواقع هي سلسلة جبال ممتدة ( إلى الشمال الغربي ) متصلة ببعضها ؛ وعليها بقايا حصون أثرية ( مقتطرة ) في صورة مهيبة تدل على أهميتها التاريخية الاستراتيجية ؛ ومن الرجح انها كانت مبنية لأهداف حربية دفاعية استراتيجة ؛ بنيت في وجه الزحف الصاعد إلى السراة من جهات تهامة ؛ ويقال أن تحتها أو حولها ( غلال ) أي كنوز أثريةقديمة مدفونة هناك . ، ولن أزيد .. ( وهي حصون مهجورة منذ دهور سحيقة و مجهولة ) .

31 - الصار :- الصار هذا - جبل كبير يقع في شعب العصمان ؛ والصر جبل آخر غيره .. وجبلي ( الصار والصر ) ؛ للعصمان من بني حرب في السراة ؛ في شعبهم المشهور ب ( شعب العصمان ) . ويقع غرب وادي مهور .


( قف لو سمحت )

( انتهى موضوع ( شعب العصمان ) المنقول من كتابي المخطوط ( المعجم الجغرافي لديار بني مالك ) كما هو ( منذ عقدين ) دون تحديثه أو إضافات عليه )
( ختاماً )

( أرجو من الإخوة هناك في تلك الديار التي ذكرتها ( و أينما كانوا ومن كانوا ) تصحيح معلوماتي وتعديلها لي ( اينما وجدوا الخلل والخطأ ) ؛ فلست من سكان - شعب العصمان أو ساكنيه - أساساً )

لذا : - فالخلل يضل وارد ؛ و ( ما ) هنا إلا جهد ( أسد بنكرز البجلي ) في منتدى بني مالك بجيلة ؛ فإن أصبت فذاك ( ما ) كنت و ( لا أزال ) أتمناه ؛ وإن أخطأت ( وهو أمر وارد غير مستحيل )

فأرجو من ابنا عمومتي السماح فما قصدت الا خيراً ؛ وما هو مذكور هنا قد استقيته من أفواه الرجال قبل ( قرابة عقدين ) وفيهم ( من يصيب ومن يخطيء مثلي ) . وسامحوني في التقصير والخلل وهذا اعتذاري سلفاً . واعتذاري موصول لكل من أسأنا إليه من حيث لم نتعمد الإساءة .

منقول للكاتب والمؤرخ اسد بن كرز البجلي

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

التعليقات على المقالة 1

ابو ثامر 29/8/2025

قرية المعلاة لم تذكرها اخي الفاضل وبها عائلة ال محمد ويندرج تحتها حميدان واخوانه وعيال عمه سليمان وغراز واولادهم ولهم مزارع بين غدير المروه وبين بلاد السد وتسمى البقاع او بقاع ابن هادي وبها بئر عديه يجاورها بئرين تسمى حسناء وبئر عتيق

أضف تعليقك على الموضوع

code
||