الأمثال الشعبية تُعتبر خلاصة تجارب حياتية
- امثال وحكم متداوله
- 25/3/2025
- 282
- منقول للفائده بالتصرف
الأمثال الشعبية تُعتبر خلاصة تجارب حياتية
تقول العامّة: “المثل ما خلّى شي إلا تحدث عنه (أي ما ترك المثل شيئاً إلّا وقاله)، وهذا قولٌ صحيح إلى حدٍّ كبير. فالأمثال الشعبية تُعتبر خلاصة تجارب حياتية متراكمة، يتداولها الناس جيلاً بعد جيل، وهي تزداد باستمرار وتتنوّع بتنوّع المواقف والظروف التي يعيشها الناس. يمتاز المثل ببلاغة مُحبّبة، وغالباً ما يأتي قصيراً، مسجوعاً، لمّاحاً، يفيض حكمةً، وقد يأتي فَكِهاً هَزِلاً في معرض الجِدّ، أو جِدّياً في معرض الهزل، وقد يكون محصوراً في بيئة معيّنة، في قرية أو مدينة أو بلد محدّد، وقد يتّسع لعددٍ كبير من البلدان التي تجمعها لغة واحدة. ينطبق هذا الأمر على الأمثال الشعبية السائدة في المملكه العربيه السعوديه على وجه الخصوص، كما قد ينطبق على البلدان العربية بشكل عام .
و”المثل الشعبي هو تعبير عن نتاج تجربة شعبية طويلة أدّت إلى عبرة وحكمة، وتؤسَّس على هذه الخبرة الحضّ على سلوك معين، أو التنبيه من سلوك معين. والمثل قولٌ موجز بليغ، شاع استعماله بين الناس وصاروا يضربونه في المواقف المشابهة للموقف الذي قيل فيه، لما يحمله من فكرة صحيحة، ومعنى صائب.”
“وضرْب المتكلم للمثل في الموقف الملائم والوقت المناسب يصيب الغرض، ويُساعد المُتكلِّم على إيصال الرسالة وتبليغ المقصد، وهو محاولة منه لدعم حديثه، والتدليل على صواب رأيه، وبالتالي لإقناع محدّثه، بصدق ما يقول. وعادة ما تكون للمثل الكلمة الفصل أثناء الحديث. فربما أثرت كلمات بسيطة يتضمنها مثل أكثر من حديث طويل منمّق”.
“تُعتبر الأمثال الشعبية الشائعة عند شعب من الشعوب بمثابة ذاكرته الحافظة ومستودع تفكير أفراده، وهي بمجملها مرآة لأخلاق الناس، ومخزن لكثير من عاداتهم وتقاليدهم وتجاربهم ونظرتهم للحياة وصدى لمعاملاتهم بعضهم مع بعض. وقد قيلت في مناسبات، فاستحسنها سامعوها فردّدوها لإصابتها المعنى، ولحسن التشبيه فيها، وما لبثت أن أصبحت على كلّ لسان. والأمثال وسيلةٌ من الوسائل التي ترشدنا إلى مدى التطور الحضاري والرقي الاجتماعي لشعب من الشعوب، كما أنها انعكاس لرؤية شعب مُعيّن وفي زمان مُعيّن ومكان مُعيّن للحياة والوجود. وقد قيل إنّ من أراد أن يتعرف على حضارة شعب من الشعوب فليدرس أمثالهم الشعبية”.
“يلعب المثل الشعبي دوراً مميزاً في إبراز القيم الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، فمن خلال تداوله يسعى العامة إلى تعميق وترسيخ معاييرهم الأخلاقية، وحياتهم الاجتماعية وعاداتهم وتقاليدهم ونظرتهم إلى الأمور، وأصبح المثل مع مرور الزمان دستور حياة الناس والناموس الذي يحكم تعاملاتهم بعضهم مع بعض، وحظي عند الناس بثقة تامة وقبول عام عندما ثبتت صحته في الحياة العملية، فصدّقوه وأخذوا يهتدون به في حلِّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبةٍ من مشكلة قديمة انتهت إلى عبرةٍ لا تُنسى. فلا داعي للمتلقّي أن يخوض التجربة مرّة ثانية، ويقع في نفس الأخطاء، التي وقع بها غيره، بل يأخذ المثل كمصدر توجيه وإرشاد في الحياة، ويلتزم بأحكامه.”
والأمثال الشعبية لها دلالات اجتماعية معينة، وهذه الدلالات هي ثابتة، بحيث أنها تستمر وتبقى في المجتمعات، ويتناقلها الناس عن بعضهم البعض، كما تتناقلها الألسن، فيحدث عليها أحياناً بعض التعديلات الطفيفة، التي لا تغيّر من معناها ومن أهميتها.
أضف تعليقك على الموضوع