سوق الثلاثاء

سوق الثلاثاء

 


سوق الثلاثاء : أحد اشهر اسواق بني مالك على الاطلاق ويقع في تهامة بني مالك وبالتحديد في وادي اضم عند قبائل بني عبدالله من بني حرب من بني مالك ، وهذا السوق يهبط اليه الكثير من القبائل حتى من خارج بني مالك مثل بني ذبيان وعمرين وثقيف وبالحارث والاشراف وزهران وغيرهم الكثير ، وبني مالك ايضا من غير بني عبدالله يهبطون الى هذا السوق واشهر الهابطين يكونوا من بني عمرو او بني حرب وبالنعيم وبني علي وبني هلال ، وكان سوق الثلاثاء في قديم الزمان مجلس اعلامي لتبادل الاشعار والخطب والاراء فيما بين القبائل ، وكان في سوق الثلاثاء باضم شيخ معروف من بني مالك وبالتحديد من اهل السوق من بني عبدالله ، كان هذا الشيخ يختطب دائما بالحاضرين الى السوق ويخبرهم بكل حدث جلل ، وكان يخبرهم بقوانين السوق ويؤكد على قدرة قبائل بني عبدالله على حمايته والقيام باللازم عند حدوث ادنى شيئ ، طبعا اقصد بقبائل بني عبدالله الثلاث القبائل المعروفين الى الان في اضم وهم : آل حسان وآل عصمان وآل معافى

وكان سبل السوق (أي الطريق المؤدي اليه) في حمايه صارمه من قبل قبائل بني عبدالله ، وكان كل من يعبر منه يعتبر في ضمان من الاعتداء والضرب والقتل والسلب وماشابهه ، واي امر يحصل لاحد فيه فان بني عبدالله يقومون بواجبهم تجاهه ، واي شخص يحاول الاعتداء على احد في طريق هذا السوق فان بني عبدالله تقوم باهدار دمه

لكنه في يوم من الايام حدث حادث غريب وكان ابطال هذا الحادث : بني مالك (أهل السوق) وبني ذبيان وزهران بصفتهما قبيلتان مجاورتان لبني مالك ، والحادث أو القصة ومافيها أنه قام احد الهابطين الى السوق من قبيلة زهران فقتل رجل من بني ذبيان في سبل ذلك السوق وذلك على اثر خلافات بينهما وكانت تقريبا في البيع والشراء والله أعلم ، فغضبوا بني ذبيان مما حدث غضبا جما ، فأرسلو بقبل ( بفتح القاف والباء ، ويعني الوفد) الى بني عبدالله في اضم ، وكان هؤلاء القبل (الوفود) يطالبون بني عبدالله بابنهم ، عند ذلك كاد ان يحصل عراك بين بني عبدالله وبني ذبيان لولا رحمة الله ثم تواجد العقلاء والعراف من القبيلتين ، حيث ان مشائخ بني عبدالله حينها كما يقال قاموا ليرحبوا بوفود بني ذبيان ويقال بان المشائخ هم :

علي بن ناصر العصماني المالكي رحمه الله شيخ العصمان
بن مهدي الحساني المالكي رحمه الله شيخ ال حسان
بن قروش او قروش المعافي المالكي رحمه الله شيخ آل معافى

المهم ان بني عبدالله رحبوا بضيوفهم واكرموهم ايما اكرام ، بعد ذلك قال شيوخ بني عبدالله : ابشروا بحقكم وان شاء الله يصل الى حدكم ، ويقال والله اعلم بان بن ناصر قام فقدم بندقيته الى بني ذبيان وقام بالترحيب بهم بطريقة جميله وفصيحه وبكلام اقرب مايكون الى الشعر ، وكان مما قال على وجه التقريب : اهلا وسهلا وحقكم في وجوهنا وخيركم الله بين امرين : اما تعطونا مهله (أي فرصه) حتى ناخذ الثار في ولدكم والا انا امامكم فخذوا حقكم في ابنكم او اختاروا من تريديون من بني عبدالله وخذوه ثارا في المقتول !! فقال بني ذبيان هذي ليست من عوايدنا ولكن لكم يابني عبدالله مهله دورين (أي زمن سوقين) فإن اتيتمونا بخاتمه فانتهت القضية ، وان لم تفعلوا ذلك فانا سوف نقتل احد ابناء زهران في سبل سوقكم مثلما قتل احد ابنائنا في نفس السبل ومن القبيلة نفسها (أي زهران) !!

عند ذلك قام احد ابناء بني عبدالله غاضبا ولم يكن شيخا وانما غضب مما قاله الذبياني ، وكان من كلامه ان قال : يابني ذبيان والله يامن يقتل في سوقنا لنقتله وان قتلتم اي زهراني في سوقنا لنصبحكم في المرقبان ، ولكن ابشروا بحقوق الرجال وان لم تعجبكم الحقوق منا فاذهبوا وخذوا الثار من زهران بانفسكم ، وهذا الكلام لانقوله لنتخلى عن سبلنا ولكنا قادرين على اخذ حقكم ونحن حمينا سوقنا من سابق الزمان وان لم نحمه الى الان فلنتلبس بالبسة النسوة .. انتهى

فيقال بان شيخ ال معافى أنّبه على تدخله وقال له : انت لست من الذين يعطون الخاتمه ، ووراك ناس أهل شان وانتم يابني ذبيان ابشروا بحقكم والمهلا ان وافقتم على المهلا ، وان لم توافقوا فلا تحدونا على شيئ ليس في صالحنا ولاصالحكم ، فنحن ناوون على اخذ حقكم وحقنا ايضا ، فكما ان ابنكم قتل وانتم تطالبون بدمه ، فنحن ايضا نطالب بحق سوقنا وحق الطريق المؤدي اليه .. او كما قال عليه رحمة الله ، فوافق بني ذبيان على كلامه ، وطلبوا ان ينقع الزير لان بني ذبيان اتوا بشاعرهم العملاق جعري الذبياني عليه رحمة الله والذي كان من اقوى الشعراء ، واتوا بني عبدالله بشاعرهم العملاق صلاح الطاوي العبدلي المالكي رحمه الله وايضا كان من اقوى الشعراء وكان مما قالا :

البدع :جعري الذبياني
.
عزوتي يسقون راعي الصباح سم
اهل بندق في المحاجي نظايمي
الرد : الشاعر نفسه
ياشعب لابد نرضى بما قسم
..... (غير معروف) .....


البدع :صلاح الطاوي
.
من تعدى فيك ياسبل سوق اضم
الصلي له والمه والردايمي
الرد : الشاعر نفسه
عزوتي ضموا علوم الرجال ضم
والعدو خلوه في المر دايمي

طبعا كان هناك محاورة عنيفه وقويه تليق بمكانة الشاعرين وحجم الموقف وان شاء الله نأتي بها قريبا

المهم ان بني ذبيان رجعوا الى ديارهم ، فقام بني عبدالله يتشاورون فيما بينهم وقال احدهم لابد ان ننقى لهم (أي ناخذ الثار لهم) وفعلا فقد ذهب الرجال يتعبّون للقاتل (أي يبحثون عنه) ، فكانوا يرسلون له اناس ولكنهم لم يقدورا على قتله فهم لم يجدوه وان وجدوه فلا يجدوا اليه سبيلا ، وذات يوم قام احد رجال بني عبدالله يشتم الذين ذهبوا ويسبهم بانهم لم يستطيعوا الاخذ بالثار للذبياني ، فقالوا له اذهب انت وأأتنا بالفائده ان استطعت ولكن خذ معك من كل قبيلة من بني عبدالله رجل حتى يكون الثار باسمنا جميعا ، ولكنه رفض وقال : انتم ذهبتم اول مرة ، فدعوني لوحدي وان متّ فدمي للتراب ولحمي للغراب !!

وفعلا ذهب هذا الرجل يبحث عن القاتل حتى وجده في منطقة جبلية قريبة من (ذي منعا) ، وكان هذا القاتل لديه حلال كثير ، وكان المالكي يجلس في غار هناك حتى يأتي الليل فيأتي ليدخل بين الحلال ويسمع للقاتل لكي يعرف الى اين سيكون اتجاهه صبيحة اليوم التالي ، واستمر على هذا الحال لعدة ايام ، حتى سمع القاتل ذات ليلة يخبر ابناءه بانه سيهبط الى سوق الاحد في صباح الباكر ، وسوق الاحد من اسواق زهران المعروفه

كانت هذه المرة فرصة سانحه للمالكي لاتعوض ربما بسهوله ، فحدث ان ذهب القاتل الى سوق الاحد وكان يمشي صباحا أي يجهم الى السوق ، وعندما كان يمشي كان المالكي يمشي خلفه وعندما وصلا الى منطقة تسمى (الشعاب) قام المالكي بقتله واخذ سلاحه من حزام مملوء بالرصاص وايضا اخذ البندقيه ، وعاد مسرعا الى اضم ليعلن الانتصار ، ولكنه عندما وصل الى منطقة في في بني مالك تسمى (القهب) فكر في ان يعود ليقطع رأس الرجل ليكون شاهدا حيا على الانتصار ، فعاد اليه ووجد عدد من ابناء قبيلته (أي القاتل) قد اجتمعوا ليحملوا الجثه ، فرءوا المالكي وقاموا بطرده ولكنه فر منهم وهم لازالوا يتبعونه حتى انه اصطدم باحدهم فقتله ، فاصبح المالكي الان مدين لزهران لانه قتل رجل منهم !!!

عاد المالكي الى قبيلته ودياره في اضم واخبرهم بانه قتل رجل آخر لاذنب له وانه بذلك القتل قد اثار فتنة جديده بين بني عبدالله من جهه وزهران من جهة أخرى !! فلاموه اشد اللوم على فعلته تلك ولكنه اخبرهم بانه لم يكن لديه خيار آخر يعمله الا ان يقتل احدهم او يقتل هو ، والمهم ان بني عبدالله ارسلوا برسالة الى بني ذبيان يخبرونهم بانهم قد انتصروا في ابنهم من القاتل ، فقام بنو ذبيان ونقعوا الزير كفرحة وابتهاج بهذا الانتصار والمشكله الان رجعت بين زهران وبني مالك ، حيث ان زهران لم يسكتوا على موت ابنهم ، ويقال بان بني عبدالله كانوا حذرين اشد الحذر لانهم كانوا يعلمون بان زهران سيأخذون الثأر ، وان اخذهم للثار سيجبر بني مالك على الاخذ به ايضا وبذلك سيكون هناك سلسلة من المجازر اضحت وشيكه بين بني مالك وزهران !!

فقام مشائج بني عبدالله بتوصية ابنائهم وتحذيرهم باخذ الحيطه والحذر عندما يكونوا خارج حدود بني مالك ، وفعلا كان قتل الزهراني الاخر بداية لمسلسل موحش ودامي بين بني مالك وزهران واستمروا ياخذون الثأر من بعضهم ، فتارة يكون الانتصار لبني مالك وبالتحديد بني عبدالله وتارة يكون لزهران ، حتى انه يقال بان القتلى من الطرفين يربوا عددهم على العشرة اشخاص كانوا ضحية هذه الحادثة المثيرة والتي جرت وقائعها وكما اسلفنا في سوق اضم في حدود بني عبدالله من تهامة بني مالك

اتمنى ان تعذروني ان كان هناك خطأ ، فقد تحريت الدقه في هذه القصة ولكن لسنا بمعصومين من الخطأ وان كان لصقر تهامه او عايض اي تعديل فانا حاضر خاصة وان اجدادهما من المشاركين في هذه الحادثة وايضا اتمنى من الاخوة وابناء العم اهل السراة ان يفيدونا بما يعلموه من تاريخ السراة وللمعلوميه فنحن مكملون لبعضنا وبني مالك قبيلة واحده تهامه وسراه وغيرها والحمد لله على نعمة الامن والامان التي نعيشها في حاضرنا المجيد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولاة الامر اعزهم الله وجعلهم ذخرا وحماية للدين والوطن .

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||