خود البجليه واختها عَثْمَةُ‏

خود البجليه واختها عَثْمَةُ‏

 

خود البجليه واختها عَثْمَةُ‏

مثل عربي مشهور وقصّته كما في مجمع الأمثال كالآتي :
قال المفضل‏:‏ اولُ من قال ذلك عَثْمَة بنت مَطْرودٍ البُجَيْلِيَّة، وكانت ذاتَ عقلٍ وراى مستمع في قومها، وكانت لها اخت يقال لها خود، وكانت ذات جَمَال ومِيسَم وعَقْل، وان سبعة اخوة غلمة من بطن الازْد خطَبوا خودا الى ابيها، فاتوه وعليهم الحُلَل اليمانية، وتحتهم النَّجَائِبُ الفُرَّهُ، فقالوا‏:‏ نحن بنو مالك بن غُفَيْلة ذي النحيين فقال لهم‏:‏ انزلوا على الماء، فنزلوا ليلَتَهم ثم اصبحوا غادِينَ في الحُلَل والهَيْاة ومعهم رَبِيبة لهم يقال لها الشعثاء كاهنة، فمروا بوَصِيدها يتعرَّضُون لها وكلهم وَسِيم جميل، وخرج ابوها فجلسوا اليه فرحَّب بهم، فقالوا‏:‏

بلغنا ان لك بنتا ونحن كما ترى شَبَاب، وكلنا يَمْنَع الجانب، وبمنح الراغب، فقال ابوها‏:

‏ كلكم خِيار فاقيموا نَرَى راينا، ثم دخل على ابنته فقال‏:‏ ما ترين فقد اتاك هؤلاء القوم ‏؟‏ فقالت انْكِحْني على قَدْري، ولا تُشْطِط في مَهْري، فان تُخْطِئني احلامهم، لا تخطئني اجسامهم، لعلي اصيب ولدا، واكثر عَدَدا، فخرج ابوها فقال‏:‏ اخبروني عن افضلكم، قالت ربيبتهم الشعثاء الكاهنة‏:

‏ اسمع اخبرك عنهم، هم اخوة، وكلهم اسْوَة، اما الكبير فمالك، جريء فاتك، يتعب السَّنَابك، ويستصغر المَهَالك، واما الذي يليه فالغَمْر، بحر غَمْر، يقصر دونه الفَخْر، نَهْد صَقْر، واما الذي يليه فعَلْقَمَة، صليب المَعْجَمَة، مَنِيع المشتمة، قليل الجمجمة، واما الذي يليه فعاصم، سَيِّدٌ ناعم، جَلْد صارم، ابيٌّ حازم، جيشُه غانم، وجاره سالم، واما الذي يليه فثَوَاب، سريع الجَوَاب، عَتيد الصَّوَاب، كريم النِّصَاب، كلَيْث الغاب، واما الذي يليه فَمُدْرِك، بَذْول لما يَمْلك، عَزُوب عما يترك، يُفْنِى ويُهْلِك، واما الذي يليه فجَنْدَل، لقِرْنه مُجَدّل، مقل لما يَحْمِل، يُعْطي ويَبْذُل، وعن عدوه لا يَنْكُل.

فشاورت اختها فهيم، فقالت اختها عَثْمَةُ‏:‏ ترى الفِتيان كالنخل وما يدريك ما الدَّخْل، اسمعي مني كلمة، ان شرّ الغريبة يُعْلَن، وخيرها يُدْفَن، انكِحِي في قومك ولا تغررك الاجسام، فلم تقبل منها، وبعثت الى ابيها انكِحْنِي مدركا.

فانكحها ابوها على مائة ناقة ورُعَاتها، وحَمَلَها مدرك، فلم تَلْبث عنده الا قليلا حتى صَبَّحهم فوارسُ من بني مالك بن كنانة، فاقتتلوا ساعة ثم ان زوجها واخوته وبني عامر انكَشَفُوا فَسَبَوْهَا فيمن سَبَوْا، فبينما هي تسير بكَتْ، فقالوا‏:‏ ما يبكيك ‏؟‏ اعلى فراق زوجك ‏؟‏ قالت‏:‏ قَبَّحه الله‏!‏ قالوا‏:‏ لقد كان جميلا، قالت‏:‏ قبح الله جمالا لا نَفْع معه، انما ابكي على عصياني اختي وقولها ‏"‏ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل‏".

‏ واخبرتهم كيف خطبوها، فقال لها رجل منهم يكنى ابا نُوَاس شاب اسود اَفْوَهُ مضطرب الخلق‏:‏ اَتَرْضَيْنَ بي على ان امنعك من ذئاب العرب، فقالت لاصحابه‏:‏ اكذلك هو‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم انه مع ما تَرَيْنَ ليَمْنَعُ الحَلِيلة، وتَتَّقِيه القبيلة، قالت‏:‏ هذا اجمل جمال، واكمل كمال، قد رضيت به، فزوجوها منه‏ وفي هذه القصّة فوائد عظيمه لعلّ أبرزها على الإطلاق أن الكهنة كاذبون أينما ثقفوا !!

 

Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

التعليقات على المقالة 2

بومحمد21/8/2019

ولهذا جاء الإسلام بالحث على تزويج صاحب الدين والخلق ولانجعل الجمال هو الأساس الوحيد في القبول او الرفض للخاطب او المخطوبة

مالكي10/9/2012

والله وستين وونعم بالبجليه صاحب الاصل والفصل

أضف تعليقك على الموضوع

code
||