سوق عكاظ ودمعة الماضي
- عادات وتقاليد ثقافه وتراث
- 19/9/2012
- 1653
- عبد الله إبراهيم الكعيد- جريدة الرياض
أعود لأكمل حكاية (ماذا نُريد من الشباب وماذا يريدون منا) التي جرت في ندوة ما قبل افتتاح فعاليات سوق عكاظ في نسخته السادسة عام 2012م.
صحيح أن حضور خالد الفيصل أمير منطقة مكة في صدر المنصة التي اصطف فيها بعض كبار مسؤولي الدولة كان له الوهج المتوقع من شخصيّة تُثير الجدل والإعجاب إلاّ أن الشباب الذين كانوا في ذات المنصّة لفتوا الانتباه ببراعة حديثهم ودهشة أفكارهم حتى إن الأمير خالد بذاته انشدّ لكل حرف نطقوا به.
حين يقول أمير منطقة مكة موجهاً حديثه للشباب " لا نُريد من الشباب شيئاً لنا نحن...بل نُريد كل شيء لكم أنتم أيها الشباب " فهي رسالة بليغة لكل مسؤول عن الشباب ومن يُخطط لهم بأن ينزع رغباته ومصالحه أثناء أدائه مهمته وليُعطِ الشباب جل اهتمامه، وأن لا يُقرر قرارا ضدهم أو يُعطي تعليمات تُضيّق عليهم كما يفعلون أحياناً في (حافز) وغيره وكأنهم أحرص من الملك النبيل الكريم على حفظ المال العام.
إن كل مواطن يعشق تراب هذا الوطن لا شك بأنه يتمنى له أزهى مستقبل، والمستقبل يُرسم في أي مكان بهمم الشباب وعزائمهم.
وحين يُعلن خالد الفيصل بن عبدالعزيز للشباب بقوله " نريد المستقبل وأنتم المستقبل كما نُريد التطوّر والتطور بيدكم " فكأنه يوقّع وثيقة صريحة بأن إنسان هذا الوطن هو الثروة وهو المجد بل السلاح الأمضى. ويقطع الأمير دابر التردد إلى غير رجعة وهو المسؤول الأول في المنطقة بإيضاح أن الوطن بمكوناته ليس بحاجة إلى دمعة الماضي بل بحاجة إلى ابتسامة المستقبل.
على طريقة الخطاب في عكاظ قديماً أقول:
أيها القوم: ها قد سمعنا الأمير يخاطب شباب أمته بهذا الصدق والوضوح فماذا أنتم فاعلون؟
أنعود من عكاظ اليوم ليمارس أغلبنا بياتاً شتوياً بجانب تلك الوعود المحفوظة في مُجمِّدات جليدية حتى يوقظنا تصفيق الحضور في سوق عكاظ القادم ؟ سنرى.
* محطّة القافلة :
حمْل البندقية إعلان صارخ على تحييد الأمن والسلام وبالتالي تصدّر الشرّ الصفوف الأولى. في معظم الأحيان تنتهي الحكاية بانتصار العقليّة الذئبيّة مع دخان البارود المتهادي من فوهة السبطانة كبرود الموت.
أضف تعليقك على الموضوع