القابض على أمانته كالقابض على جمرة

القابض على أمانته كالقابض على جمرة

 
قصة الموظفة السعودية في مستشفى الملك فهد بجدة التي أصدر مدير عام شؤون الموظفين في صحة جدة قرارا بعدم تجديد التعاقد معها على بند التشغيل، بعد أن كشفت لهيئة الرقابة والتحقيق عن جملة تجاوزات وأخطاء طبية، وتمسكها بدعوى تحرش ضد أحد زملائها، ذكرتني بقصة شاب ظن أن الأمانة هي سلم للارتقاء في وظيفته، فوجدها تذكرة طرده منها!
فقد رصد مخالفات واختلاسات في قسمه بالشركة المالية التي يعمل بها، فكتب تقريرا بها للمدير العام، وفي صباح اليوم التالي، وجد على مكتبه مغلفا مرسلا من مكتب المدير العام، فطار من الفرح ظنا منه أن المغلف يحتوي خطاب شكر أو مكافأة خاصة على أمانته، لكن الخطاب الذي تلقاه كان خطاب استغناء عن خدماته!

يقول الشاب أن الرسالة التي تلقاها وهو في مقتبل حياته المهنية كانت أن الأمانة ليست بالضرورة ميزة حميدة عندما تعمل في بيئة فاسدة يقودها اللصوص، وهو اليوم سعيد لأنه خسر وظيفته ولم يخسر نفسه!
وفي قضية المليارات الخمسة المختلسة، تخيلوا معي بيئة العمل التي تنتج مثل هذا الفساد الهائل، وتفكروا أي أمانة يمكن أن تصمد في مواجهتها، فإما أن تصمت أو تصمت، وإلا كان الشارع مصيرك، وكانت البطالة درجتك الوظيفية التالية!
يبدو أن السؤال لم يعد: كيف نحارب الفساد؟، بل كيف نحمي الأمانة؟! فعندما يصبح الخوف مصير الإنسان الأمين وليس اللص الفاسد، فإن الحال يكون قد وصل إلى الحضيض!
 
Facebook Twitter Google+ Pinterest Reddit StumbleUpon Linkedin Tumblr Google Bookmarks Email

عدد المقيّمين 0 وإجمالي التقييمات 0

1 2 3 4 5

أضف تعليقك على الموضوع

code
||