حلال الحكومة حلال
- امثال وحكم متداوله
- 27/11/2012
- 1846
- منقول للكاتب (شلاش الضبعان جريدة اليوم)
من الأمثال الشعبية الراسخة في مجتمعنا والتي لم أر - حسب علمي - القاصر من تحدث عنها من الباحثين في تاريخ الجزيرة العربية، المثل القائل (حلال الحكومة حلال)، ولعل بداية ظهور هذا المثل المتأخرة او الحياء منه سبب في ذلك، فقد ظهر مع بداية الطفرة واستقر وترسخ مع جهود مكافحة الفساد سددها الله.
من ميزات هذا المثل الاستخدام المتعدد ومن جميع طبقات المجتمع، فمع كل استخدام لسيارة من سيارات الدولة سواء في تنقلات العائلة الكريمة بين الأسواق والمنتزهات أو لتعليم الولد مهارات القيادة، أو في رحلات صلة الرحم الى المدن المجاورة، وقد يصل الأمر إلى حضور المحاضرات الدينية التي تتكلم عن الفساد وتشرح حديث الرجل الذي غل شملة البعير، وهكذا .. تجد هذا المثل حاضراً فمن تجرأ على النقاش جاءه الرد الساحق الماحق (اسمح لي يا أخي! حلال الحكومة حلال)
أيضاً انظر إلى المشهد الآخر الذي يبين لك رسوخ هذا المثل في ثقافتنا وهو طريقة قيادة بعض موظفينا الحكوميين لسياراتهم الرسمية، من عبور الأرصفة بطريقة إبداعية الى قفز المطبات وقطع الإشارات بكل شجاعة وإقدام.
من الاستخدامات الأخرى لهذا المثل قيام بعض المسؤولين بتوزيع الشرهات على الحاشية الخاصة به من ميزانية الادارة، فحلال الحكومة حلال وجحا أولى بلحم ثوره.
بقي الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية فهذا المثل ظاهر فيها ومشاهد من قبل بعض المستفيدين، فكل يريد أن ينهب نصيبه من الحلال، حتى ولو كان على حساب الأيتام والمعاقين والأرامل، فترى الكذب والتمارض وادعاء الفقر لأن حلال الحكومة حلال. من سبق هم أصحاب الشق العملي، بقي من يضيفون الجانب النظري فتراهم يحللون وينظّرون ويؤصلون المسألة، بل ان بعضهم يجعل هذا المثل مقياساً للرجولة، فإن لم تأكل انت سيأكل ما تركت غيرك، وان الدعوى خربانة من الباب الى المحراب، والكبار يأكلون،، ولذلك كن ذئبا وكل أكل رجال، ولا ترضى بالشيء القليل.
مما يدعم به أنصار هذا المثل أقوالهم قصة يذكرونها عن موظف شكى لمسؤوله فقره وحاجته، فأمر بتعيينه على الميزانية، وبعد فترة جاءه هذا الموظف الأمين يشتكي من حالته، فنظر المسؤول نظرة لمن حوله وقال: سنة على الميزانية وما استفاد! ابعدوا هذا المسكين.
ويقول الرواة انه تم ابعاد هذا الموظف عن الكنز الذي لم يقدره حق قدره وأعطي لمن يستحق.
هذا هو المثل الأول من سلسلة أمثالنا الشعبية ذات الشعبية ولنا عودة بحول الله.
أضف تعليقك على الموضوع